“للساكنين أفواجاً” النفاجات.. دهاليز “حنينة” غيبتها المدنية

الخرطوم – نمارق ضو البيت
يعود أول ظهور للنفاج في الوثائق التاريخية مع بداية الثورة المهدية في عام 1885م، وقد كان منتشرا في كافة المنازل بمختلف أقاليم السودان؛ وفي ولاية الخرطوم تحديدا اعتمد تقسيم الأحياء على نوعين الأول قرابة الدم، فتجد سكان الحي الواحد أولاد عمومة وأبناء قبيلة واحدة، والتقسيم الثاني كان على التشابه في المهن مثل حي الملازمين والعرضة، وهذا ما ينشئ عنه تقارب في الاهتمامات بين أبناء المهنة الواحدة الذي يجمع بين أسرهم.
النفاج هو عبارة عن فتحة في الجدار على شكل (آرش) بين منزل وآخر، فتحة قصيرة تدفع طِوال القامة للانحناء في حال عبورها، أشبه بدهليز يخترق سبعة وثمانية منازل متجاورة، خصص لمرور النساء والأطفال، وهذا كي لا تضطر السيدات للخروج إلى الشوارع في حال أردن شيئا من جاراتهن، وبفضل النفاجات كانت الأمهات تطمئن على أطفالهن في حال أردن تفقدهم في أي وقت، وبحسب المخطوطات القديمة لم يكن الرجال يستخدمون هذه النفاجات إلا للضرورة القصوى، وكان يطمئنهم على نسائهم وأطفاهم، وكذلك يسهل عليهم حراسة أسر بعضهم البعض في حال غياب رب الأسرة.
اختفاء النفاج
اليوم لم تعد من قواعد الجيره الارتباط بالدم أو الوظيفة، وأضحى الجميع يسكنون في منطاق بعيده عن أهلهم وأصدقائهم، سواء أكان سكنا مؤقتا (بالإيجار)، أو سكنا دائما حصلوا عليه عن طريق توزيع القطع السكنية، التي باتت تعتمدها المدن في خططها السكنية لتنظيم الوضع السكاني داخلها، وبالتالي بات من غير الضروري أن يكون الجيران أُخوة أو أبناء قبيلة واحدة أو شركاء مهنة معينة، فلم تعد النفاجات ذات داع للترابط مع أشخاص لا توجد بينهم صلة قوية، وكذلك كثرة الجرائم مثل التحرش والاغتصاب، وما شاكلها من الجرائم الدخيلة على مجتمعنا، ما تسبب في خلل غير شكل النسيج الاجتماعي بالمناطق، فلم تعد القرابة الوظيفية مسوغا لفتح الجدار بين الأسر، فأصبحت المدن بكل ما تحويه من تغيرات مجتمعية إحدى أسباب سد النفاجات.
لا تزال موجودة في القرى
ورغم كل عوامل المدنية التي وصلت لكثير من القرى، فأصبحت الكثير من القرى أشبه بالمدن، وبات الجيران يأخذون مواعيد مسبقة للزيارات من جيرانهم، إلا أن هنالك عدداً من القرى لا تزال تحتفظ بنفاجاتها وتحافظ عليها بعيدا عن كل عوامل المؤدية لانقراضها، يحتفظون بذات المنافذ على جدرانهم ويسلكون نفس الدروب التي سلكها آباؤهم، البعض أضاف لهذه الفتحات أبوابا حديثة الصنع، والبعض الآخر تركها مفتوحة كما كانت، تختصر به السيدات طريق الزيارات لبعضهن البعض، أو لكي يجتمعن من أجل أعمالهن المشتركة يوميا مثل عواسة الكسرة، أو شرب قهوة منتصف النهار، أو لكي يدعمون موائد بعضهم البعض، وبما أن سكان القرية في غالب الأحيان هم أقرباء، فيسمح للرجال بالعبور عبر هذه الممرات.
النفاج في الشعر السوداني
كلمة نفاج تعد من المفردات القريبة لقلب الشعب السوداني، ويمكننا تصنيفها من ضمن المفردات (الحنينة)، التي يلجأ الشعراء لاستخدامها حين يريدون وصف التداخل والتلاحم في الأفكار، المشاعر، المبادئ، أو حتى البيوت، ما دفع شاعر الشعب محجوب شريف لاختيار مفردة النفاج اسما لديوانه، ولأنه شاعر الجميع اختار اسما يعبر عن التصاهر والتمازج التقارب، ليعبُر بالشعب عبر نفاجات المحبة وقرابة الوطن الواحد والهم المشترك، وقال شريف: “النفاجو فاتح ما بين دين ودين/ نفحة محمدية دفئا كالضريح”، وكذلك “عود باب السنط والدكه والنفاج/ والحوش الكبير للساكنين أفواج / واللمة التي ربت جنا المحتاج / والنار الدغش/ الريكة جنب الصاج”، وأصبحت كلمة نفاج مرتبطة بشكل قوي بمدرسة محجوب شريف الشعرية.
اليوم التالي
كان ربنا مبارك لنا في الرزق أيام النفاجات …. لانه الواحد كان بعرف حال جاره شنو لو عنده ولو ما عنده … من قفلناها وكل زول بقى لوحده ضاقت ..
النفاج هو عبارة عن فتحة في الجدار على شكل (آرش) بين منزل وآخر، فتحة قصيرة تدفع طِوال القامة للانحناء في حال عبورها، أشبه بدهليز يخترق سبعة وثمانية منازل متجاورة، خصص لمرور النساء والأطفال، وهذا كي لا تضطر السيدات للخروج إلى الشوارع في حال أردن شيئا من جاراتهن، وبفضل النفاجات كانت الأمهات تطمئن على أطفالهن في حال أردن تفقدهم في أي وقت، وبحسب المخطوطات القديمة لم يكن الرجال يستخدمون هذه النفاجات إلا للضرورة القصوى، وكان يطمئنهم على نسائهم وأطفاهم، وكذلك يسهل عليهم حراسة أسر بعضهم البعض في حال غياب رب الأسرة
وبفضل النفاجات عرف الرجال كيف يتسللون للنسوان والنسوان عرفن كيف يتسسللون للرجال وكم من بلاوى وفظائع
ارتكبت ولازالت ترتكب خصوصا في قرى الجزيره بسبب النفاجات كاللواط وزني المحارم واغتصاب الشفع والاضطلاع
علي ماامر الله به ان يستر والكلام ده من ايام المهديه يعنى لادخيل علينا ولا شى فهو جزء من ثقافتنا ولكننا نكابر ساى .
وبسبب النفاجات يستخف كل السودانيين بآداب الخصوصيه ولا زال الناس يعتبرون ان من
اهم ملامح الزمن الجميل في السودان هو زمن ان كانت البيوت في أى حله بدون ابواب واللي كان عندها ابواب
من العيب اغلاقه .
الأمور في بلادنا جايطه من زمااااااااااااااااااااااااااااااااااان ولي هسع بنقول انو دى افعال دخيله
علي مجتمعنا …اتقول مجتمعنا ده مجتمع المدينه المنوره في زمن الرسول .
وعلي فكره الكيزان اولا الحرام عارفين كويس الخلل في تركيب ومكونات الشخصيه السودانيه لنهم ببساطه
نتاج النفاجات والبيوت البلا ابواب .