طير..طير..يا بشير

في عقد تسعينات الإنقاذ بدأت الهتافات عالية داوية على الرغم من أنها حقيقة كانت خاوية فارغة كجوف طبل سٌخن جلده برماد بركان ساخن، صاخب الصوت يصم الأذن بارد الوقع على على القلب تقشعرلذبذبته الأبدان:ـ
سـيـر .. سـيـر.. يـا بـشـيـر
نـحــن وراكــ لـلـتـعــمــيــر
فقد كان الوضع مربوكا والصورة مقلوبة وأساس البنيان مهلهل آيل للتهشم والسقوط:
? فالإنقلاب العسكري أصلاً ممنوع ومحرم ومدان من كل الناس والإتحادات والأقطار والبلدان أو هكذا يفترض أن يكون ويحارب ويحاصرإضافة إلى أنه ليس وقته وموضعه والحكم القايم آنئذٍ منتخب وديموقراطي وهناك عهود ومواثيق لحراسة وصيانة والذود عن الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان أو هكذا ما كان يجب أن يكون.
? والفصل والتشريد للصالح العام والخصخصة المرتجلة وإلغاء الوظائف وفائض العمالة وبيع المصالح والمؤسسات يجري على قدم وساق.
? القتل على الهوية والتعذيب في بيوت الأشباح متواصل.
? الإنتخاب بالإجماع السكوتي رغم الأنف حدث بكل بساطة.
? الموت في الحرب البسوسية في الجنوب والقبض العشوائي على الشباب وإجبار العاملين على الدفاع الشعبي والخدمة الإلزامية وجنائز عرس الشهيد في كل بيت.
? وغيره من الإهانات وإذلال الشعب وهدرالكرامة الإنسانية وتكميم الأفواه ورغم ذلك كانت مسيراتهم المليونية تؤيد غزو الكويت وتصيح:
سـيـر..سيـر..يا بشيـر
نحن وراك لـلـتعمـيـر
*كانت الهتافات الغارقة في الضحالة الفارغة المحتوى تملأ الأفق:
السد..السد..نهد السد
وتزداد الهاشمية الله أكبر
يهود..يـهود آل ســعود
هي لله ..هي لله
ولا ولاء لغير الله
ولاللسلطة ولا للجاه
أمريكا روسيا قد دنا عذابها
وعلي إن لاقيـتـها ضـرابها
ويزداد الحصار من أمريكا ودول الغرب على الشعب ومن كل دول الجوار ورغم ذلك نسمع هتافات:
سـيـر.. سـيـر يـا بشيـر
نحـن وراك لـلـتـعـمـير
نست المعارضة ما تعاهدت عليه في الداخل وهرعت للخارج تحارب وتناوش من الخارج ويزداد سعر الحكم الإنقاذي ويجد الفرص السانحة لزيادة التمكين وخيانة الشعب والدين بلهف ومكاوشة ولغف وسحب أموال البترول والذهب غنيمة باردة دون تعب وبنوا العمارات والقصور والفلل في الداخل والخارج وإنشغلوا بالغنائم والنهب والإختلاس ونسوا هتافات:
سير..سير يا بشير ونسوا التعمير
وفصلوا الجنوب ودمروا دارفور وأشعلوا حرب ج.كردفان والنيل الأزرق .
وهاجرت الكفاءات وماتت الخدمات.
والشعب صامت ونسى قصة
سير..سير يابشير ونحن وراك للتعميروإنشغل بنفسه وقفة ملاحه.
وعملوا بل إستولوا على الشركات وإغتنوا المزارع وزرائب الماشية والأبقار وباعوا الأراضي العقارية والزراعية إستثمار وزاد الفساد وتعاركوا في ما بينهم وزاد الغلاء
وإستفحل وتفشى المرض والداء والشعب صامت ينظر وينتظر، وقالوا إن هناك محاولات إنقلابية ثم أطلقوا سراحهم وتجري محاولات ضم الشعبي والوطني كما كان بداية إنقاذهم للشعب الفضل أي ستدور الدائرة الإنقاذية الخبيثة الأولى.
ثم الطامة الكبرى الأخيرة لرفع الدعم عن المحروقات وسترتفع كل الأسعار للسماء وهنا لامناصة سوف يرتفع هتاف الشعب الفضل:
طـيـر..طـيـر.. يـا بـشيـر
وتطـيـر الإنـقـاذ تـطـيـر
وتقلب صفحة ناصعة للوطن الجديد.
طـيـر..طـيـر.. يـا بـشيـر
وتطـيـر الإنـقـاذ تـطـيـر
طيرانا يغادر ارض وسماوات السودان نهائيا
المشكله في القطبين الكبيرين ( المهدي والميرغني ) ولعبة القط والفار
سياسة التمكين زرعة الفرقه والغربه في الشعب السوداني والاجيال الحالي مغلوب على أمره