إثيوبيا.. صراع تيغراي العسكري يتصاعد وواشنطن تدعو إلى الحوار

أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن “قلقه الكبير إزاء التقارير بشأن شن جبهة تحرير تيغراي، لهجمات ضد الجيش الإثيوبي في إقليم تيغراي”، وقال بومبيو في تغريدة على تويتر: “نحث على اتخاذ اللازم من أجل استئناف عملية سلام وخفض التوتر في المنطقة”.
تعليق الخارجية الأميركية، جاء في أعقاب إطلاق الحكومة الإثيوبية عملية عسكرية واسعة في إقليم تيغراي، بعد إعلانها قانون الطوارئ لمدة 6 أشهر، في وقت اعتبر فيه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن حكومة الإقليم “تجاوزت في حق القوات الاتحادية”.
وتتصاعد المخاوف من أن تؤدي هذه التطورات إلى تهديد الأمن في القرن الإفريقي، في وقت تعيش أديس أبابا صراعاً مع مصر والسودان حيال أزمة سد النهضة.
خياران حاسمان
ومع انطلاق العمليات العسكرية، وجدت الحكومة الإثيوبية نفسها أمام مسارين، حسبما أكد علي هندي، مسؤول وحدة الدراسات الإفريقية في مركز التقدم للسياسات، في حديثه لـ”الشرق”، إذ يرى أن الحكومة الاتحادية “إما تسعى للذهاب إلى عملية عسكرية، تدخل من بعدها في مفاوضات مع حكومة الإقليم والوصول إلى اتفاق سياسي شامل، أو أن توسع العملية العسكرية لفرض الأمر الواقع في الإقليم”.
ويعتبر هندي أن “التدخل العسكري الحاسم، سيكون له ارتدادات كبيرة على إثيوبيا”، مؤكداً أنه “على رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عدم التعامل مع الأزمة الحالية بتصلب في قضية السيادة الوطنية، بل بمرونة، إذ عليه أن يتخلى عن النظرة التقليدية الإثيوبية حول الأقاليم، والقبول بالمشاركة السياسية الحقيقية”.
أمن القرن الإفريقي
الكاتب السياسي الإثيوبي نور الدين عبده، اعتبر أن الأزمة “هي نتيجة لتراكم أحداث سياسية منذ نهاية عام 2017، ومن ثم وصول آبي أحمد إلى السلطة، إذ فقدت جبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت تقود المشهد السياسي في إثيوبيا لسنوات طويلة، مكانتها السياسية، وانزوت إلى الإقليم، ومن هنا بدأت التوترات مع الحكومة الاتحادية، والخلاف على البرنامج الإصلاحي وشكل الدولة”.
وحذر عبده من أن “أي تدهور للوضع الأمني في شمال إثيوبيا، سيؤثر على أمن القرن الأفريقي مما يضع آبي أحمد أمام ضرورة احتواء الوضع”.
ويعتبر عبده أن أطر الحل “يجب أن تنطلق من حوار إثيوبي داخلي، لتكوين نوع من التوافق الوطني حول انتقال السلطة والتغيير والإصلاح، والاتفاق على شكل الدولة، وإلا ستمتد المشكلات إلى مناطق تؤثر على الإقليم”.
وساطة سودانية
وبالتزامن مع استمرار الأزمة، واتفاق الحكومة الإثيوبية والحكومة الانتقالية السودانية، على ضرورة انسحاب القوات الإثيوبية من مناطق حدودية، كشفت مصادر لـ”الشرق” عزم مجلس السيادة السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان عقد اجتماع، الخميس، لبحث تطورات الأوضاع في إثيوبيا.
وتأتي الخطوة السودانية بعد عقد اجتماع للمكون العسكري بالمجلس السيادي الانتقالي، مع قيادات القوات المسلحة الإثيوبية، ناقش تطورات الأوضاع في إثيوبيا، وقدم البرهان عرضاً لمخرجات زيارته لأديس أبابا.
وقال مصدر لـ”الشرق “، فضّل عدم ذكر اسمه، إن الأوضاع التي تعيشها اثيوبيا بالغة التعقيد، مضيفاً أن الاجتماع ربما يساعد في احتواء الأزمة، وسيناقش البند المتعلق بالأوضاع الأمنية في إثيوبيا، قائلاً : “سنبحث تطورات الأحداث في إثيوبيا، وتأثيرها على الخرطوم”، وتابع: “سنقدم حلولاً لاحتواء الأزمة هناك”.
تنسيق “إثيوبي – سوداني”
وشكل السودان محوراً مهماً في إطار الصراع “الإثيوبي – الإثيوبي”، إذ سبق العملية العسكرية في إقليم تيغراي، لقاء جمع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا، مع رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوادني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وقالت مصادر دبلوماسية في الحكومة الانتقالية السودانية لـ “الشرق” آنذاك، إن الجانبين ناقشا ملف “سد النهضة”، وضرورة انسحاب القوات الإثيوبية من المناطق الحدودية، وتوترات أمنية تنتج عن انتشار السلاح وتهريبه إلى إثيوبيا، عبر الحدود بين البلدين.
الشرق
امرأة تحمل بطاقة تصويت أمام علم تيغراي، تنتظر دورها أمام مركز اقتراع في انتخابات تيغراي الإقليمية AFP –
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد يقول إنه يأمر برد عسكري على هجوم من قبل الحزب الحاكم في تيغراي AFP – AFP



فتشوا على المصريين …..
كلامك صاح ده عمل المخابرات المصرية واضح ستسلح القبائل المناوئة لخلق عدم الاستقرار فى إثيوبيا