دنيا دبنقا
نور الدين بريمة
كان رائعًا كروعة أهله -الناس الطيّبين- المتزينين بحلاوة الابداع ، ظلوا يتنفسون حبًّا وجمالاً وحُبورًا ، وهم يتحفوننا بروائعهم الغنائية وكلماتهم الجزلة الرّصينة ، كان لنا شرف الحضور لإحدى فعالياتهم الجمالية الفنية والابداعية ، ودعوتي لكم أن شكّلوا حضورًا مساء كل خميس ، في منتدى إتحاد المعاقين الأسبوعي ، في جنوب دارفور ، في حاضرتها نيالا ، بحي شمّ النسيم بالقرب من مدرسة الثورة المتوسطة بنين سابقًا ، خالد بن الوليد الثانوية بنين حاليًا.
إستمتعنا خلال حضورنا لتلك الفعالية ، شعرًا وغناءًا رصينًا ، تبارى فيه المُغنّون والمُبدعون ، ابتدرها بخصوصية صوتية ، محمد أبوبكر ، مغنّيًا وملهمًا بها ذوي القلوب الباعثة للحب والجمال ، وهو يتنقل عبر مجموعة من درر الشعر والنظْم إستمتع خلالها الحضور ، وتواصل الإبداع من الشاب (سفاري) ، وهو يصدح برائعة، محمود عبد العزيز (منو القال ليك .. تنزل دمعة تتحكّر ترجع تاني) ، ممّا وجدت استحسانًا وتصفيقًا حارًا ومدويًا ، كادت دمعاتنا تتنزل ، وهو يشدو بذات الكلمات (فُراقك يوم بيعذّبنا).
أمّا مجموعة كِفاح للآداب والفنون والمسرح ، المختصة في معالجة قضايا التثقيف الصحي ، عبر الفنون والإبداع المسرحي ، أتحفتنا وهي تتغنى برائعة ، الفنان محمد ميرغني ، والشاعر التجاني حاج موسى ، (الجاني منك من تباريح الهوى .. بشكي ليكم يا مظاليم الهوى .. أصلي مجروح مرّتين .. يمكن ألقى الزّيي فيكم).
فتبارى المُبدعون واخرجوا كنوز خزائنهم من الفنًّ الرائع ، جادت به قرائحهم الشجيّة ، فالتحيّة لهم ، ولكل من نثر وما زال ينثر بيننا الحب والجمال ، ليكون مسك الختام الامْتاعي ، من خلال الرجل القامة بكري بشير ، الذي مارس سلطته الثقافية محيّيًا الحضور ، قائلاً: (لي سنتين ما عيّدت إلا اليوم) ولمن لا يعرفه فهو من قدامى الفنانين في نيالا حرّك دواخلنا برائعة الفنان الذري ، ابراهيم عوض ، (المحبّة شديدة يا أهلنا .. يا جمال دنيا يا ناس يا جمالاً .. يا الحبيب معانا ما برانا) ، ثم تمدّد شدوًا برائعة الشاعر مصطفى السني ، والفنان أحمد الجابري (ليه كدا الظلم دا .. أنا يا مُنى لي كم سنة .. أنا يا آمنة لي كم شهر)، ليصلها باغنية أنس العاقب ، (قول النصيحة .. قال ليك محال تنسى الغرام .. بينا إلفة وحنان شديد).
وحقًا علينا أن نجزل شكرنا لإتحاد المعاقين في نيالا ، ونرجو دعمه وإسناده ، لأنهم في أمس الحاجة إلى الدعم المجتمعي بكل تنوعه وتبايناته، أي دعمًا مادّيًا وحسّيًا ومعنويًا، فشكرًا لهم ، لانهم جعلونا نعيش لحظات لن تنسى بجمالها ، جعلتنا ننْعتق من ضنك الحياة وصروفها ، فالتحيّة لأعضاء الاتّحاد وأصدقائهم ، وعبرهم نبعث تحايانا لمبدعي نيالا البحير : دريج ، معاوية ، محمد ابوبكر ، سفاري ، بكري بشير ومجموعة كفاح ، وكل المبدعين في بلادي.
