أخبار السودان

انتهى عهد الهوس..!

بعض السياسيين لا يزالون يفكرون في الأشياء حولهم بعقلية القرون الوسطى، يتحدثون لغة غير مفهومة ولا مقنعة لهذا الجيل الذي استعصى على أساليب الاستقطاب السياسي التقليدي البائر..
كثير من ساستنا يُديرون أحزابهم ومواقعهم السياسية والتنفيذية بعقلية انتهازية تعتمد على استدرار العواطف الدينية والإنسانية، وهذه قد تناسب بداية القرن السابع عشر، هذه العقلية التي تفترض غباء العقل الجمعي لدى الشعوب، حتى أن كثيراً من النظريات السياسية القديمة تم تصميمها على أساس التعامل مع العقل الجمعي الذي يغلب عليه عقل القطيع، أن يُدار بالهتافات والشعارات واستدرار العواطف، ويُساق كما القطيع إلى حيث يريد السياسيون..!
هؤلاء السياسيون يفترضون السذاجة وخراب الذاكرة، والغيبوبة في رعاياهم، وما دروا أن عهد الدروشة والهوس قد انتهى، وتلك بضاعة لن تجد من يشتريها..!
السياسي الذي يمارس السياسة في وقتنا الراهن لابد أن يغير مفردات خطابه السياسي، ووسائل الإقناع التقليدية، لأن الخطاب الآن موجه لجيل “مفتح” يستعصي على “الخم”، جيل يستهويه المنطق ومخاطبة العقل لا العواطف، جيل يموت في “الشفافية”.
فلتعلم (أم جركم) التي أكلت خريفها وخريف الآخرين وتطمع في المزيد، أن الأمر بات الآن مختلفاً جداً، فهناك شباب لا يفهم لغتكم (المكعكعة) ويسخر من أساليبكم البائرة، وتُضحكه كثيراً انتهازيتكم العارية، فحالة الوعي السياسي الآن كافية جداً للوقاية من أمراض الدجل والشعوذة السياسية، وتحصين المجتمع من انفلونزا (الخم) وحمى الاستقطاب.
قد يستطيع السياسي “القوي الأمين” أن يخدعني بعض الوقت لكنه لا يستطيع أن يخدعني كل الوقت، وقد يستطيع أن يمنعني من أن أُسمع صوتي لكل الناس ولكنه لا يستطيع أن يمنع انسراب أنفاسي التي يُحسها كل الناس ? بوعيهم المكبوت – إلى فضاءات الحرية في العالم الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. حالة الوعي السياسي التي غطت كل الفضاءات بفضل التكنلوجيا ووسائل الاتصال الحديثة ليس بمقدور أحد أن يمنعها من الوصول لـ(المتلقي).. (أفهمونا) مرة يا أيها الساسة قبل أن تستدركوا حيث لا ينفع الاستدراك.. اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..