ريشة جنوبية بملامح عربية..عز الدين عثمان ..ضحكات دوت في أرجاء السودان

إعداد: فراس حجاج
عندما ترى لوحة كاريكاتيرية تتلاعب داخلها خطوط سوداء وتتمايل لتكون شكلاً ساخراً لشخصية حقيقية أو وهمية، يراد بها فكرة ساخرة أو تعليق ضاحك، وكلها تصب في النقد الهادف والبحث عن الحرية، فأنت أمام رسام الكاريكاتير السوداني عز الدين عثمان.
ولد الفنان عز الدين عثمان عام 1933 في مدينة أم درمان لأسرة شديدة التواضع علمياً ومادياً، ولكن الله وهبه منذ صغره خفة الظل وحب الناس، وأعطاه موهبة الرسم التي كانت ملكة لشخصية هذا الفنان الباسم.
درس هذا الفنان الرسم في المعهد الفني بالمدينة، وتكونت لديه مقومات رسام الكاريكاتير الناجح، حيث الموهبة والأفكار والعلم، فما كان منه سوى أن يخطو أولى خطواته في عالم الكاريكاتير، ليروي بريشته تاريخاً من الأحداث بشكل ساخر وناقد.
بدأ هذا الفنان نشر رسومه الكاريكاتيرية في جريدة الأيام السودانية، حيث اختلف في أسلوبه عما سبقه من الفنانين مثل الفنان شرحبيل أحمد.
أخذ الفنان عز الدين عثمان الحياة الاجتماعية والسياسية فجعلها مصدراً لرسوماته الكاريكاتيرية الساخرة، مما جعله الأب الروحي للكاريكاتير السياسي السوداني.
ذاع صيت هذا الفنان، وخاصة عقب انتهاء حكم الديكتاتور السوداني عبود، مما أتاح له الكثير من الحرية والتعبير، فأخذ بريشته ينتقد ويسخر من كل ما هو يمس المواطن السوداني ويحد من حريته.
إلا أن هذه الأجنحة التي حلق بها لم تدم طويلا، حيث بدأت المضايقات -وخاصة في بداية عام 1969- وخنْقت الحرية التي طالته وطالت الشعب السوداني، مما اضطره إلى السفر لدولة الإمارات العربية المتحدة للعمل في جريدة البيان الإماراتية.
وما أن عاد إلى بلاده فوجدها في انتظاره بالكثير من القمع والاضطهاد وكبت الحرية من قبل السلطة التي طالما أرادت إقصاءه وإقصاء ريشته الساخرة عن الساحة الإعلامية السودانية إلى أن انتهى به الأمر موظفاً بسيطاً في مصلحة التليغراف بمدينة الخرطوم.
هذا الفنان العملاق وضع حجر الأساس للكاريكاتير السياسي السوداني، ودفع ثمن إيمانه بحريته الإقصاء والاضطهاد، إلا أنه فاز بتخليد ذكراه -وإن لم يكن في حياته- فكان هذا المجد بعد وفاته عام 2008، فمثلت ريشته القلب النابض للحرية خلال أهم فترات السودان من فترة الخمسينيات حتى الثمانينيات، تاركاً وراءه خطوطاً تركت أحداثاً ساخرة بتوقيع عز الدين عثمان.

العرب

تعليق واحد

  1. هذا كلام عام ولا يحتاج لاي اعداد وممكن لاى شخص ان يكتبه فالاعداد للسيرة العادية لاي شخص يتطلب البحث و التدقيق في المراجع و مقابلة الذين كانوا يحيطون بهذه الشخصية و امثلة عن اعماله الشخصية ثم قال الكاتب ان الرسام عزالدين ولد في امدرمان و درس بالمعهد الفني بالمدينة فاين يوجد هذا المعهد

  2. حقيقة نريد توثيق عميق وعلمي والسيره اصبحت علم وفن فمن اراد أن يتصدي لذلك فليمتلك ادواته ليكون امينا مع صاحب السيره وهو يؤصل لذكر محاسن الموتي خاصة اذا كانو في قامة عزالدين الاب الروحي لفن الكاريكتير السوداني .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..