محنة.. كاتب المحن

يأيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبواقوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين ! صدق الله العظيم .( سورة الحجرات . الآية ٥)

الكاتب شوقي بدري قلما تخلوا الصحافه الالكترونيه من مقالاته ذات الطابع الصدامي الجريء.فهو يكتب بإسهاب في شتي المواضيع ؛ الشأن السياسي ، في السيره والذكريات ، النقد والقذف في شخصيات عامه وأسر معروفه ، وعموما فهو يتطرق لشئون متعددة اخري !ولكن اكثر ما يشد قرأوه الشباب حكاياته عن ماضي مدينة امدرمان ،احيائها العريقه ورموزها وشخصياتها الشعبيه . وتتميز كتاباته في مجملها بأسلوبه المتواضع الأقرب الي الدارجة ، وآرائه غير المألوفة المثيره للجدل ،وانتقاداته اللاذعة حد السب لكل من يختلف معهم او لا يروقون له .الا انه في الاونه الاخيره داب علي نشر مقالات تتسم بالعدوانية والغلظة تسيء لأصدقاء ورفاق شاركوه مراحل الدراسه والاغتراب في براغ منذ منتصف ستينيات القرن الماضي حتي استقراره الراهن في السويد .هذه المقالات لا تخلوا من افتراءات وادعاءات مزيفه يلصقها بكل صلافه وحقد علي العديد من اصدقاء الامس، لا سيما اليساريين والديمقراطيين منهم ! ولذا الكثيرون من معارفه، وخاصة بعد ان تواترت هذه المقالات يتعجبون : لماذا صمت عن كل هذه الاداعاءات علي مدي السنوات المنصرمة ؟! وماذا جد حاليا ليثير في دواخله كل هذاالكم من الاحقاد الهامدة طيلة العقود الماضيه ؟! ويتساءلون : أليس ثمة قيم دينيه ،رادع ضمير او واعز اخلاقي تثنيه وتعصمه من هكذا زلل ؟! وكيف يسمح لنفسه ، وبإحساس متبلِّد، ان يكيل افظع السب والاتهامات علي من كانوا يوما من أعز أصدقائه وأصفيائه ، وهو يعلم يقينا ان العديد منهم قد رحلوا الي رحاب الخلود ، وفي ذمة الله ورحمته ؟! الم يتبين ويتعظ بقول النبي الكريم ( صلعم ) اذكروا محاسن موتاكم ؟!
أصدقاؤه الذين عاصروه في مراحل حياته المختلفه وما يزالوا علي قيد الحياة ، يتعجبون لما آلِ اليه حال شوقي ،في حياته العامه والخاصه ، من سلبيات ومحن . ويتساءلون بحسرة : أين هو من ذالك الفتي الهمام الصدوق وعفيف اللسان الذي كانه ؟!يتحسرون علي حاله ومن ثم يعزون كل ما اعتري سلوكه من سلبيات ، وتعامله الفظ العدواني مع الآخرين ، لما طرأ علي حياته ، في جوانبها المختلفه ، من هنات وتدهور !
الكثيرون ، ممن اساء اليهم شوقي ، يتعففون عن الرد عليه امتثالا لقيم ومعايير اخلاقيه وسلوكية ، وهذا خيارهم ! ولكن البعض ،الأكثر مرارة وغبنا ، يتوعدون ردا قاسيا يعري كل مخازيه ؛ هذا ان لم يرعو ويكف عن سفه الكلام !
وانا هنا لست بصدد الرد علي ما جاء في مقالات شوقي بدري من سب وذم في حق عدة اصدقاء قدامي . ولكني انحو لتبيان بعض الحقائق ، من خلال سرد واقعة ، ربما تكشف عن خلفيات عدائه نحو صديق فاضل ،قد اصابه نصيب الأسد من إفتراءاته . والامانة تقضتي ان أقول كلمة صدق في حق الأخ ابراهيم النجومي الذي عاصرته في محطات مختلفة وعملنا سويا في بعثات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عدة دول اخرها مكتب ألمنظمه في اليمن .والحق يقال ان الرجل مشهود له بالامانة والاخلاص ، وحبه وتفانيه في مساعدة الاخرين ، ولا سيما السودانيين الذين أتاح لهم فرص عمل في ألمنظمه حتي صاروا في المرتبة الثالثه من حيث العدد بين المتكلمين بالعربيه .وقبل الاستطراد لا يفوتني ان استميح الأخ النجومي العذر لتطرقي لموضوع حساس دون إذن منه او معرفته بالأمر ، وهو ليس من صنف الذين يشمتون ويتفشون بنشر ماسي الناس وكروبهم ،او يتفاخرون بمكارمهم علي الاخرين !
فحين كنّا في اليمن اتصل السفير السوداني حينئذ ، السيد محمد آدم ، المعروف بتفانيه في خدمة أفراد الجاليه في حالات العوز والمرض والحجز ، بإبراهيم النجومي موضحا له محنة الوجيه صلاح محمد احمد ، زوج شقيقة شوقي بدري ، والذي ظل قابعا لردح من الزمن في سجون اليمن التي تضاهي سجون القرون الوسطي ، وهذا من جراء مؤامرة مكر واحتيال دبرها له كفيله وشريكه اليمني . وبعد الإفراج عنه محطما نفسيا ومصابابامراض القلب والسكري والضغط . وفقدان البصر ، ظل حبيسا في البلاد محظورا عن السفر بحجة ان يفي اولا بما عليه من التزامات مالية عسيره في حق كفيله ! في تلك الأثناء قام نَفَر كريم من اصدقاء ومعارف صلاح في المهجر ، علي رأسهم الاستاذ مخير ، بجهد مقدر لجمع مبلغ من المال ليفكوا أسره . ولكن لسبب – يعلمه الله -تباطأت جهودهم ام تعسرت وكان قدر الله هو الأسبق !
طلب السفير من ابراهيم النجومي إيجاد وسيله لمساعده السيد صلاح محمد احمد ، وهذا لما يتمتع به النجومي من علاقات واسعة ، بحكم عمله في ألمنظمه الدولية ، مع منظومة القياده اليمنية ، علي سبيل المثال لا الحصر اللواء علي ناصر الاعشي مدير عام السجون ونائب وزير الداخلية .سرد النجومي للواء الاعشي ماساة صلاح وأوضح له احواله المعيشية المتدنية وصحته الأخذه في التدهور . وبناء عَلِي كل ذالك اصدر اللواء الاعشي أمرا فوريا بفك حظر السفر عن صلاح لأسباب انسانيه ، ولكن مشيئة الله سبقت ولا رد علي قضاءه ، فاصيب صلاح بجلطة دماغية دخل علي اثرها في غيبوبه قبل ان تصله الأخبار الساره التي انتظرها ، في عذاب ، طويلا ! حينها سارع النجومي بتولي امر صلاح وتكفل بعلاجه ، من ماله الشخصي ، بمستشفي خاص ( العناية المكثفة ) في مدينة عدن . لكن ، وبعد ايام قلائل وافته المنيه وانتقل الي رحمة ربه !! أبلغت السفاره السودانيه ذويه في السودان لإجراء ترتيبات نقل الجثمان وتتمة مراسيم الدفن والمآتم في السودان ، ولكن خيار الاسره كان ان يدفن المرحوم في اليمن ! وحينئذ واصل ابراهيم النجومي التزامه وواجبه الإنساني وتكفل بكل منصرفات إجراءات الدفن والمآتم !!
وهنا تبقي أسئلة عديدة مطروحة واباصرار : أين كان شوقي بدري من كل الأحداث الماساوية التي االمت بصهره ، علما ان ذالك الصهر الثري ، رحمه الله ، قد دعمه بكرم واريحيه في كل أنشطته الاستثمارية ؟! لماذا تخلي عنه في محنته القاسية التي سبقت رحيله ؟! لماذا يدعي شوقي – سليل الأسر العريقه – الشهامه والكرم ويتحدث بعنجهية عن دعمه للحزب الشيوعي السوداني بشراء شقه مفروشة للإيجار يعود ريعها لخزينة الحزب ، والقيام بجولة جمع تبرعات في بلدان الخليج ليفك أزمة الحزب المالية ؟ ما طبيعة علاقته بالحزب ؟!! وأليس الاقربون أولي بالمعروف؟ بالأخص ان كانوا بقدر مكانة ومقام صهره الذي لم يتوان إبان عزه وثرائه في تقديم العون لكافة أقربائه وذويه ؟! وأخيرا ماذا يدفع شوقي بدري الي سب صديقه القديم ابراهيم النجومي وينعته بعدم الامانه رغم كل مواقفه النبيلة التي سبق سردها ،والتي لا غرابة ان تأتي من حفيد الامير عبد الرحمن النجومي ؟! ولكن ، وقبل وبعد كل شيء نسال الله الهدايه وصواب السبيل للاستاذ شوقي بدري . ونامل ان يتفكر ويضع نصب عينيه تقدم عمره ومكانة أسرته الكريمه في السودان وأسرته الكبيره المتنوعة في المهجر، وان يعتصم بمعايير السلوك القويم والاخلاق الكريمه ! وختاما من كان منكم بلا خطيئه فاليرمها بحجر !!؟
ملحوظه : إبان الفترة التي شهدت هذه الأحداث شغل أبراهيم النجومي منصب المسئول عن ملف السجون والعمل علي تطبيق المعايير الدولية في معاملة السجناء ، في فرع الصليب الأحمر باليمن .
عبد الرؤوف النعيم الحسن
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية;أُستاذ عبد الرؤوف..
    ولك من الإحترام ما يكفى;;
    وبعد;;
    -التعميم الذى بدأت به مقالك خطأ.فلو كان لديك رد أو تعقيب على الأستاذ شوقى بدرى،كان يقع جميلا ومعقُولا لو قمت بتفنيد الجزئية المُستهدفة دون الخوض فى التعميم الذى أفقد مقالك المصداقية والاحترام.
    -كلامك يا رؤُوف إنطباعي مُوغل فى العاطفية،ونحن القراء لسنا على هذه الدرجة من الغباء الذى افترضته فينا.بحمد الله نسمع ونعقل ونميز الخبيث من الطيب.
    -إبراهيم النجومي قد يكون صديقك أو قريبك أو تربطك به بعض ما يربط الناس.وقد تكون صادقا فى الحيثيات والوقائع التى تفضلت بها.لكن شوقي بدرى قامة كبيرة تناطح الثريا وهي عصية على الانطباعيين وأصحاب الأهواء والعواطف وليس لديه مانع من تفنيد أبيه وأمه ونفسه التي بين جنبيه.فالعب بعيد.يا رؤُوف.
    حديث:اذكروا محاسن موتاكم;لا يصح;بل هو حديث مكذُوب موضوع كتبه عمران بن أنس المكّي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..