ما لا يشترى.. بلغة النفاق ! – صورة –

[CENTER]
الراحل محمود عبد العزيز مع محمد برقاوي في لقطة أصبحت دمعة في عيون الذكرى[/CENTER]

ما لا يشترى.. بلغة النفاق !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

كثيرون هم الذين يملأون عيون الناس قرفا ومسامعهم تسميما بكلمات النفاق وتحقير الخصوم والدعوة للفتن ولغة الاستعلاء ، فيدفعونهم اما الى بيع أجهزة المشاهدة أو الى الهروب نحو قنوات أخرى ، وحينما يرحل الواحد من اوائك المزعجين تكتفي حكومته بكلمات روتينية تبدأ بالاحتساب وتنتهي بالسلوان عقب جنازة معّسمة بالمظاهر البرتكولية التي يؤمها الرسميون وان خرج فيها جمهرة من الناس فاما هم أهله أو جماعته أو أصحاب الفضول من السابلة !
وقليلون هم من يشتري الناس أجهزة التلفاز ليستمتعوا بابداعهم ، ويدفعون من مواردهم القليلة ثمن التذاكر متزاحمين على منابر طلتهم !
فلو حضر محمود عبد العزيز وغنى لمحبيه ، اشتعلت الصالات بهستيريا الحناجر و تصفيق الأكف ، وان هو غاب أو تأخر لأي طاريء احترقت المسارح بنار الغضب و تحطمت محتوياتها بهياج الشوق !
ذلك الفتى الذي لم يرث الا اليتم المبكر وحنان أمه الرؤوم يخرج الى الحياة بجسده النحيل من بين شوارع المزاد الضيقة ، فيملاء أذان الفضاءات دويا بصوته القوي وسحره الآخاذ وقد عجزت عن لملمته كل تحوطات أمن الحكومة وضاقت شوارع العاصمة المثلثة الواسعة عن احتواء طوفان محبيه وهم يسبحون في بحور الحزن عليه وقد وحدهم في قبلة وداعه وهو يترجل بالأمس بعد رحلة حياته القصيرة في مشهد قل ان يتكرر ، فحسده عليه الذين عاشوا أعمارا طويلة يحاولون اقتحام القلوب وقد فشلوا في ما نجح فيه دون نفاق أو رياء أو كذبا بالشعارات الزائفة !
حقا أنه الحب الذي لا يشترى ولكنه ينطلق ألقا من مودة العيون ودمعا عذبا و يخرج من القلوب كالنسمات تلك التي زفت محمود بالأمس ولا نقول شيعته
ليخلد حسه أثرا منحوتا في ذاكرة الوجدان كفنان ولتبقى صورته جرحا في مخيلة الناس كانسان ، وليلقّن الذين يظنون أن السلطة او المال أو الجاه الموروث أو المسروق لا يمكنها مجتمعة أن تزرع للواحد ولو مليمترا واحدا من خضرة الحب في قلوب الآخرين ان لم يكن متواضعا في نظرهم وصادقا في عطائه لهم وتخرج طيبته صافية من القلب وكلماته من ثنايا الأمانة والوفاء.
والله نساله الرحمة للفتى الذي عاش بسيطا دون أن يدرك قيمته التي ذهب عنها فترك أرثا عظيما لن يمحوه الزمان .
وان يلهم أمه وأسرته المكلومة وجمهوره المفجوع وقبيلة الفن التي خسرته والوطن الذى افتقده ، جميل الصبر وحسن العزاء وعاجل السلوان ، وأن يحسن خاتمتنا بحب الناس الذي هو من محبته سبحانه تعالى وان يقينا شر زمان ، بات فيه من يعشقون السلطان يظنون انه الذي يأتي لهم بالحب من لدن القوة والقهر والتسلط من موقعهم على كرسي زائل لو علموا ، و كما قال الخليفة هارون الرشيد رحمه الله ، فيه..
بئس من ملك يشترى بجرعة ماء اذا أحتاجها الحاكم وهو ظاميء ويباع بنقطة بول اذا ما اضطر لها !
لأصابهم الجنون ندما حيال من ازهقوا من أرواح أو حبسوا وعذبوا من أجساد أو أقصوا من المستحقين ظلما في سبيله ولقاولوا وقد جافاهم السبات مثل الحجاج وهو يصيح في كوابيسه المزعجة في خاتمة حياته !
( مالي ..وسعيد بن جبير ..)؟
والذي قتله دون وجه حق ، الا غيره من علمه وشهرته وغضبا من شجاعتة وورعه ورباطة جأشه وتماسك منطقه وعدم رهبته من الحاكم على فظاعة بطشه !
ولكّن اكثر الناس لا يعقلون ..هدانا واياهم المولى الرحيم المستعان المعين.. وهو من وراء القصد.

تعليق واحد

  1. الاخ برقاوي لك التحية
    قبل قراءة المقال سعدت جدا ان اتعرف عليك من خلال الصورة اعلاه لاني من الذين تركوا الوطن منذ سنين عديده ونشكر للراكوبة التي اتاحت لنا التواصل

  2. لك مني اسمي ايات الشكر والتقدير الاستاز برقاوي
    اخيرا سكت الرباب رحل الغمام سافر رحل
    الحــــــــــــــــــــــــــوتــــــــــــ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..