مقالات وآراء

الاحزاب السودانية إلى مزبلة التاريخ اذا لم تخرج من القوقعة

مع زمن المعرفة والتكنولوجيا والتغييرات الكبيرة التي انتابت جميع سبل الحياة ، كل يوم اكتشف اني غير مواكب لهذا الايقاع السريع للحياة اليومية ، نحن في البيت تعودنا نتسوق يوم الجمعة واذهب إلى السوق لاحضار احتياجات كافة ايام الاسبوع ، وكنت ارى ان العديد من الاشياء التي احضرها غير مفيدة ومجرد صرف بلا فائدة ، لذلك قررت أن اصطحب معي اصغر شخص في البيت ، هو بنتى الصغرى ، لماذا الصغرى ، بلا شك هي اكثر الناس مواكبة ، وتعرف اشياء كثيرة انا لا اعرفها ، وهذه حقيقة ، وفعلا ، لما تذهب معي على الرغم من أنها تقوم بشراء اشياء في نظري غير مفيدة وتسحب كم نوع من الشوكولاته غالية الثمن ، الا أن الاشياء التي تختارها هي التي يحتاجها معظم افراد العائلة ، وخاصة اخوانها الكبار وهم الذين يمثلون الاغلبية في البيت، واصبحنا نجبر انفسنا حتى مواكبة العصر ، وهذا هو زمنهم على الرغم من اننا في بعض الاحيان ندخل اشياء لايحبونها الا انهم مجبرين قبولها لأننا استجبنا لرغباتهم.
وهذا ما يحدث تمام بالنسبة للاحزاب السودانية بلا استثناء ، لو بدأنا بالاخوان المسلمين الذي يسمون انفسهم تدليلا المؤتمر الوطني ، والذين ” كنكشو” في السلطة لمدة 30 عاما وفعلوا في القرن الحادي والعشرين ما لم يفعله هولاكو التتري أو تيمورلنك وغيرهم من الطغاة في عصور غابرة ، ولم يرضوا التنازل عنها حبا في “السلطة والجاه” رغم تنصلهم من هذه العبارة وهم الحقيقة يهتفون عكس ذلك “لا للسلطة لا للجاه” وهم غرقوا في السلطة والجاه حتى شعر رأسهم ، ونهبوا وسرقوا وقتلوا واضروا وانتهكوا الحرمات حبا في السلطة والجاه، وكله باسم الدين. وقد اثبتوا ان تشبثهم بالدين ما هو الا مطية الهدف منها المتاجرة بالدين وسرقة المال العام وضرب كل من يعارضهم ووصفه بالكفر والالحاد والعلمانية. وحتى الآن يحلمون بالعودة ، وكيف يحلمون بالعودة وكان السبب في محنتنا
اما الاحزاب الطائفية وهما الأمة والاتحادي التي على رأسها من هم في العقد التاسع ولايرضون التنازل حتى لاحفادهم او لأي اشخاص اكفاء من هذه الاحزاب ، واصبحوا طبعا خارج الشبكة ، ويخاطبون اناس لم يسمعوا بهم سواء انهم شاركوا مع البشير في السلطة بانتهازية وارتزاق كانت مصدر سخرية للجميع، وكما أنهم ليس لديهم اي برنامج يتواكب مع العصر ويتضمن اي حلول يمكن ان تسهم في النهوض بالبلاد. واستمرار الصادق والميرغني في زعامة هذه الاحزاب حكم عليها بالإعدام ، واما ابنائهم اظهروا تراخي وعدم صلابة اثناء الثورة الخالدة التي اسقطت الطغمة الحاكمة.
اما الاحزاب العقائدية الأخرى ناس الشيوعي والبعث والناصري ومن لف لفهم ، عليهم الانضواء تحت مظلة الحرية والتغيير حتى لايذهب ريحهم ، لأنه ليس لديهم ما يعطونه لنا ، فالشيوعية سقطت يوم سقط جدار برلين 1989، وحزب البعث سقط يوم دخل صدام حسين الكويت 1990 ، اما الناصريين ، ما هو الفكر الذين كان لدى عبد الناصر حتى يصلح إلى جيل اليوم. لذلك عليهم العمل سويا تحت مظلة الحرية والتغيير ، واعداد برنامج قومي ووطني يطرح حلولا ناجعة للمشكلة السودانية في مختلف الامور السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخ…
اما الحركات المسلحة التي كانت تقاتل ضد الكيزان فالكيزان قد سقطوا ، ولايمكن لأحد أن ينكر جهودهم في محاربة الكيزان، لكن الكيزان قد سقطوا وذهب ريحهم ،فعليهم الجلوس والعمل معا حتى نخرج إلى بر الأمان. لكن استمرارهم في العناد وعدم الاستجابة إلى المشاركة مع قوى الثورة في حماية المرحلة والتغلب على المعضلات حتى نتمكن جميعا من النهوض ببلدنا العزيز. والمواقف المتشدد ستؤدي بلاشك إلى عرقلة المسيرة وفشل المرحلة الانتقالية.
كنان محمد الحسين

‫3 تعليقات

  1. اخي كل هذه الأحزاب التي ذكرتها طائفية او عقائدية مستوردة اصبحت منتهية الصلاحية اي لا يمكن إحيائها بإعادة تدويرها و الاستفادة منها.
    ماذا نتظر من احفاد الطائفيين الذين تربوا علي انهم وُلِدوا ليحكموا؟ شهوة الحكم عند اليأس جعلتهم يغازلون المخلوع فيستغلهم كحيوانات أليفة تسرح في بلاطه العامر بمثلهم من طمبارة ..
    اما العقائديين أيتام البعث عراقي سوري و مشردي الشيوعيين الحُمر و الصُفر لا قواعد لهم الا في اجتماعات لجان فارغة تسمي مركزية و يجيدون العمل في الظلام كالخفافيش …
    لماذا نبتلي بهم ؟
    هذا هو السؤال الذي نحتاج الي اجابة شافية له .
    فهل في الإمكان الاعتماد علي فئة غير القحاطة و المتهاونين بان تتكون لجان من شباب الاعتصام و المواكب الذين لم يفارقوا البلاد و بمقاييس وطنية و علمية غير حزبية !

  2. عندما قام عبود بالانقلاب سنة١٩٥٨ كان السبب القضاء علي الواقع القبلي والحزبي عند سقوط عبود رجع الواقع القبلي والحزبي اكثر قوة وانقلاب نميري مع الشيوعىيون هو القضاء علي الطائفية الذي يمثلها بيت المهدي والميرغني وعادت الطائفية بعد سقوط نميري اكثر قوة وتنظيما واتي انقلاب الفاسد الكبير عمر للقضاء علي الطائفية وتسليم ابناء المؤتمر الوطني المتعلمين السلطة والثروة حتي يحل مكان الطائفية وبعد ثلاثون عاما سوف تعود الطائفية اكثر عدادًا وقوة لان الواقع الاجتماعي في السودان من قبيلة وطائفة لم يتكون بانقلاب او هندسة مجموعة من المثقفين إنما تكون نتيجة لمدة طويلة من زمن في ظل حرية فطريةللانسان يختار الذي يريده لنفسه بعيدا عن سلطة الدولة التي ليس من مهامها تغير للإنسان إنما توفير الخدمات.
    التغير الاجتماعي والسياسي ليس موضوع كتابة انشائية إنما اصبح نظرية علمية مثل العلوم التطبيقي الفيزياء وكيمياء وغيره.
    تاريخ السودان منذ خروج المستعمر الي الان هو محاولات النخبة المدلجة الفاسدة هو تغير الواقع الاجتماعي بالانقلاب وسرقة السلطة كانت نتيجة هي دمار الوطن اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..