مقالات وآراء سياسية

مِنح وهِبات ياسعادتك!!

صباح محمد الحسن

والبلاد تئن من ويلات الظروف الطاحنة التي تحيط بها من كل اتجاه والجميع يبحث عن حلول ناجعة ودواء قراح أو عمليات جراحية لاستئصال الداء الذي أصاب الاقتصاد السوداني، الكل في حالة استنفار وبحث عن مخرج لايجاد حلول شافية تجعلنا نتخطى مرحلة (التوعك) التي يعيشها اقتصادنا ولكن يبدو أن بعض الجهات والأشخاص كانوا ومازالوا في سعي دائم لتأمين مستقبلهم الخاص الذي يشيد بيوت المصلحة العالية على أكتاف المحسوبية التي ربما تلونها مسميات (الزمالة) لتجعلها قابلة للاستيعاب والفهم والادراك حتى ان كان فهماً خاطئاً مِعوجاً، المهم أن لا يمر على ذهنية عاقلة تجعله محلاً للسؤال والاستفهام.

والموضوع معنون الى والي الخرطوم (طلب امتلاك بيوت محمية) سبقته عبارة (حفظه الله)، بعد التحية (نحن مجموعة من معاشيي القوات المسلحة ( في الخدمة)، امتلكنا قطع زراعية بالريف الشمالي (مطري امدرمان ) بمساحة 20 فدان لكل فرد بمجهوداتنا وبتمويل من البنك الزراعي السوداني وقمنا بتوفير الكهرباء وحفر البئر والتسوير لكل مزرعة لذلك نرجو شاكرين ومقدرين ومثمنين دوركم الذي تلعبونه لرفعة الولاية والوطن بالتصديق ببيت محمي لكل مزرعة مرفق الاسماء من (لواء وفريق) انتهى.

ليخاطب بعدها مكتب الوالي وزارة المالية والاقتصاد والاستثمار والتي أخبرها المكتب بأن الوالي (اطلع على الخطاب المقدم من مدير جامعة كرري وصدق الوالي للمذكورين من معاشيي القوات المسلحة ببيت محمي لكل واحد منهم ولكم الشكر)، موقعه مقدم شرطة الصادق عبد الرحيم احمد المدير التنفيذي لمكتب الوالي.

والصادق عبد الرحيم هذا هو ذاته مدير مكتب الفريق عبد الرحيم محمد حسين والي الخرطوم السابق وألا (أنا غلطانه) ؟ وان كان هو نفسه تبقى الولاية مازالت هي ولاية عبد الرحيم محمد حسين وقلنا سابقاً إن مهام مدراء المكاتب وصلاحياتهم في عهد المخلوع قد تفوق صلاحيات الوالي نفسه،

والولاة العسكريون يقولون انهم لا يتمتعون بصلاحيات دستورية حسب التكليف ليقوموا بواجبهم المنوط بهم تجاه خدمة الوطن والمواطن ولكنهم لم ينفوا انهم يتمتعون بصلاحيات تخول لهم تقديم المنح والهبات لزملائهم العساكر ومشروع المزارع والبيوت المحمية كان في نظام المخلوع هو إحدى المشاريع التي اقترحت داخل قبة البرلمان كخدمة لعامة المواطنين لكبح جماح أسعار الخضر والفاكهة، التي ارتفعت أسعارها في الاسواق آنذاك، ولكن سرعان ما التقطت بعض الجهات في النظام قفاز الفكرة وحصرتها على أُطر ضيقة لا تسع الا للمنتمين لهم وشركاء المصلحة وضاع المواطن الذي من الطبيعي لا تخرج الأفكار الا باسمه تحت عنوان رفع (المعاناة من الناس)، وتنفذ لغيره تحت عنوان رفع (المعانا من الناس)، وبعد أن تحولت البيوت المحمية لفئة بعينها من قيادات وأنصار المخلوع هاهي تتحول كورثة مرحوم الى قيادات العسكر ليصدق الوالي عليها الذي بالتأكيد ان مدير مكتبه قال له (صدق ياسعادتك أصلاً الموضوع دا شغالين فيه نحن من زمان)، وهكذا يستمر الفساد دون حسيب ورغيب فكم هو سعر البيت المحمي وكم عدد الذين شملهم تصديق الوالي، أيريد (العسكر) أن يعيشوا حياة الرفاهية على حساب مواطن يبحث عن لقمة العيش.. ؟!!

طيف أخير :

أحلامنا في بئر يوسف أُلقيت ونفوسنا ترجو مرور الغافلة !!

صباح محمد الحسن

الجريدة

‫6 تعليقات

  1. مقال شجاع ويبرز دور الصحافة في كشف ودك اوكار الفساد بانواعه
    لكن قدر ما حاولت افهم المقصود من الجملة دي في آخر المقال غلبني نهائي:
    طيف أخير :

    أحلامنا في بئر يوسف أُلقيت ونفوسنا ترجو مرور الغافلة !!

  2. اعتقد المراد هو غافلة علي وزن قافلة كطريقة استهزا و استنكار لانو الناس لسة غافله و عايزين تقارير صحفية زي دي كل يوم عشان يصحو

  3. فعلا صحفيين عاوزين البل والحلاقة، إذا كان أبسط كلمات اللغة العربية يكتبونها خطأ…… القافلة وليست الغافلة، يا غافلة إنت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..