الإسلام ليس حلاً ولكنه هو المشكلة في نظر الغرب

حطم الغربيون بأنفسهم كل محاولات العرب العلمانية منذ محمد علي باشا حتى صدام حسين مرورا بجمال عبدالناصر.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: أسعد البصري
بعد حملات أتاتورك العلمانية الشرسة، وسقوط الباب العالي والخلافة العثمانية، وتأسيس الدولة القومية الطورانية التي غيرت حتى الأبجدية التركية، وأغلقت المساجد ومنعت الحجاب في أقسى محاولة تغريب على مجتمع مسلم نرى اليوم ردة الفعل الدينية في تركيا.
وكذلك إيران منذ سقوط القاجار وصعود الشاه رضا بهلوي، قامت الدولة بعلمنة وتغريب عنيف على شعب شرقي شيعي، فعاد الخميني بثورة جذرية أعنف من تلك التي حدثت بتركيا.
ومَن هي الدول القوية في المنطقة اليوم؟ أليس السعودية التي تطبق الشريعة منذ مطلع القرن العشرين، أليست تركيا التي تشهد ارتداداً نحو الهوية الدينية؟ أليست إيران التي تطبق الشريعة الجعفرية وولاية الفقيه؟ فلماذا لا نتساءل عن منجزات الدول العربية العلمانية؟
وكما يبدو أن خلاف الليبرالية مع الإسلام أكثر عمقاً في النهاية من خلافها مع الشيوعية، لأن الليبرالية الديمقراطية تركز على الحياة وتهمل حقيقة الموت، بينما الإسلام يضع الموت في مركز الحقيقة البشرية. المسجد والموت والشريعة والعائلة مشكلة كبيرة للإقتصاد الرأسمالي. القضية هي أن الرأسمالية لا يمكن أن تسمح بتجاوز حصتها من الأسواق.
لن يسمح الغرب بظاهرة تطبيق الشريعة. إن الحياة كما هي ولا شيء جديد كما تظنون، فالدنيا هي كما ورد بالقرآن الكريم مجرد “مال وبنين” وإذا استطاعت الدولة الحديثة طرد الدين من المجتمع، وقامت بتشريعات صارمة للمال والبنين تصبح سلطة الدولة شبه مطلقة.
فالدولة حينها تسيطر على المال بقوانين الضرائب، ثم من خلال قانون العائلة والضرائب تلغي سلطة الأب، هكذا تكون الدولة الحديثة هي “الله”. إلا أن النزعة الدينية المتصاعدة لدى المسلمين، ضد هذا المزاج الغربي الذي هو مزاج “سلطة” يؤدي باستمرار إلى تحدي كوني للشرعية الدولية.
فالمال والبنون قضية مهمة في الدنيا، إلا أن الدين عند بعض المتشددين أهم بكثير من المال والبنين، وفي هذه الحالة يفقد القانون والدولة السيطرة على البشر، بسبب ظهور كائنات شرسة لا يجذبها الذهب والأبناء بالقدر الذي تحقق لها النزعة الدينية المزيد من الحرية والزهد.
إن العملية كلها هي عملية تحكم وسلطة، أنواع مختلفة من الحريات تتصارع في وقت واحد. إن الدولة الحديثة لا تنحاز إلى الطفل ولا المرأة إلا أن الرجال هم مصدر التحدي والتمرد للقانون، وإشعال حرب أهلية بين الرجل وزوجته وأطفاله يخدم في النهاية الشرعية الملحدة للدولة الحديثة. إن التشريع الإلهي مخيف للقانون والسلطة الغربية، ولا يمكن التساهل في هذا الجانب من قبل سادة العالم.
الغرب عنده مخدرات للمراهقين، وملاهي للمطلقات، وبارات للرجال الوحيدين، ومحاكم مزدحمة بالرزق للمحامين. نحن أمام تدفق أبدي للمال، يبنون به الجسور والشوارع، والجامعات والتطور والحداثة، ويصنعون الأسلحة للإرهابيين، ثم يمنحون وظائف لمنظمات حقوق الانسان، يحكمون العالم بسلطة ليست شريعة دينية.
إن تقدم العالم المذهل لابد أن يكون كما في حالة فرعون ببناء نظام صارم للعبودية. والعبودية هنا هي تلك الحرية الشخصية المطلقة على نحو يسمح للبشر بتحطيم أنفسهم، وتلك القوانين الصارمة بالتحكم بالمال والبنين. وماذا يفعل الصبيان بحريتهم أكثر من إباحة فروجهم كما يشاؤون؟ شيء طبيعي أن نصل إلى مواجهة بين الحضارات في النهاية، فالقيمة لم تعد التطور والتقدم ولا الحرية الشخصية، بمقدار ما أن أجيالا جديدة من المسلمين بدأت تكتشف القانون الروماني المقنع خلف كل هذا، قانون الحجر والعبيد واقتلاع الثقافات القديمة.
يقولون المشكلة تأتي من الصحراء وهذا طبيعي فالحرية لا توجد إلا في الصحراء. أسياد الحضارات يبنون المدن ويسكن العبيد فيها بالإيجار، بينما الصحراء أرض الله الواسعة، ويعيش الناس فيها مجانا، كلما انخفضت الإيجارات ارتفعت الحرية البشرية. ومن الصحراء تأتي الضربات الأعنف في التاريخ.
في مدينة ڤانكوڤر مثلا عدد كبير من المهاجرين يعملون عشر ساعات باليوم لأجل الإيجار والطعام فقط. فكيف يكون العبد؟ وفوق ذلك بلا دين. تعده المدينة الشريرة بالمستقبل واحتمال حدوث معجزة ويصبح غنيا. بينما الإسلام من جهة أخرى لا يستعبد الإنسان، ولا يجعله يعيش بالإيجار، ولا يعده بغير البركة والطمأنينة والجنة، لماذا هذا الكلام لا يعجب الغرب؟ لأنه مدمر للإقتصاد.
هناك تغير جذري اليوم في مزاج العراقيين، وحين هددت الحكومة العراقية مؤخراً ببناء نصب كبير لضحايا سبايكر مكان نصب الشهيد في بغداد لم يكترث السنة على الإطلاق. لم يعد فيهم ذلك المزاج للدفاع عن الأنصاب والتماثيل. حتى أنهم يشككون بمساعي الغرب المستمرة لإعادة الآثار العراقية المهربة إلى بغداد.
لقد بدأ المسلم العراقي يشك برغبة الأجنبي في تصنيفه على أنه بابلي، وتصنيف المسلم المصري على أنه فرعوني. هناك انقلاب كبير في المزاج بسبب السياسة العنيفة التي تتبعها الولايات المتحدة في المنطقة.
لقد حطم الغربيون بأنفسهم كل محاولات العرب العلمانية منذ محمد علي باشا حتى صدام حسين مرورا بجمال عبدالناصر، وبسبب ذاك بدأ المزاج يتغير نحو الإسلام لأنه لا يمكن مقاومة العنف الأميركي بهويات وطنية صغيرة. وهذا خلق مشاكل كبيرة في المنطقة.
كلام فارغ
إن السلطة السياسية المطلقة في اوروبا والغرب جميآ ،تدعم السلطة الدينية عندنا في العالم العربي والإسلآمي ،وهنا تلتقي مصالح الطرفين: فبقاء أحدهما مرتهن لوجود الآخر،وهذا يعني أن في رعاية السلطة السياسية للسلطة الدينية حفاظًا على أساس وجودها؛ ومسايرةُ السلطة الدينية لها هو خوف من أن يأتي مَن يهدِّد نفوذها.
من فهم منكم اي شيء في هذا الكلام نرجوه مشكورا أن ينورنا. يا ناس الراكوبة كفانا ناس الانقاذ ما تجيبو لينا دبايب جديدة
الزول الكتب الكلام دا عندو صنف عالي الجودة يا تشرح كلامك دا يا توزع لينا معاك