البحث عن مرشد للانقاذ..!ا

تراســـيم..

البحث عن مرشد للانقاذ!!

عبد الباقي الظافر

أمس الأول كاد الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم يقع مغشياً عليه.. استقبل منزل الناشط السلفي رسالة تهنئة مصحوبة بخروف سمين من مؤسسة نظامية نافذة.. المؤسسة كانت تبارك للشيخ الشاب وزارة الاتصالات التي لم يتقلّدها وحظي بها أخوه الشيخ محمد عبدالكريم الهدّ.. تشابه الأسماء وعدم اختلاف الخلفيات جعل الهدية تصل إلى العنوان الخطأ.. ولكن ملخص الواقعة يؤكد أن مفاصل اتخاذ القرار في الإنقاذ ترحب بالتيار السلفي وإن اختلفت مشاربه. الرئيس البشير سبق أن أشاد بالرمز السلفي الشيخ عبدالحي يوسف.. احتفاءً وصل حد إقرار الرئيس البشير أنه كان يرغب في تعيين الشيخ عبدالحي يوسف ضابطاً بالقوات المسلحة.. وفي حوار أجرته الزميلة السوداني أقرّ الرئيس البشير بالنشاط الوافر للتيار السلفي في السودان ومنحهم صك برءاة من التشدّد المذهبي. نشاط الجماعات السلفية لم يكن يحتاج إلى شهادة رسمية.. السلفيون الآن يتقدمون في انتخابات الاتحادات الطلابية في معظم الجامعات السودانية.. إن لم تفرقهم القوائم السياسية واستعصموا تحت عنوان واحد ربما يتمكنون من تكوين حكومة الطلاب في جامعة الخرطوم. التيار السلفي برافديه الداجن والثائر بات قريباً من الوجدان الحكومي.. ثورة السلفيين أطاحت باللواء حسب الله من مستشارية الأمن عقب تصريحه بإمكانية التفاوض حول الشريعة الإسلامية أن أجمع السودانيون على ذلك.. السلفيون طاردوا الجنرال حسب الله عبر الاجتماعات المشتركة مع الحزب الحاكم ثم توجوا جهدهم باستدعائه إلى البرلمان.. ومن بعد تمت إقالة اللواء حسب الله من كافة مناصبه الرسمية. الإنقاذ الآن تحاول الاستعانة بصديق وقت الضيق.. تفتح المنابر الإعلامية للجماعات السلفية.. ثم ترقي مشاركتهم في الحكم من وزير دولة إلى وزير في وزارة ثرية.. تحاول الإنقاذ الجديدة اسثتمار عداء السلفيين للمرشد السابق حسن الترابي.. وفي ذات الوقت تحاول احتواءهم وتجنب عداوتهم ومزاحمتهم حول الشعارات الإسلامية الأصولية. في تقديري أن هذا التحالف الذي أفتى البرفسور حسن مكي أن حدوثه يعني نهاية الحركة الإسلامية ربما لن يتحقق.. السلفيون الآن ليسوا مدرسة واحدة.. ولكن بينهم إجماع أن الإنقاذ تحاول الركوب على ظهرهم لتقطع بعض من المسافة.. ثم في المحطة المقبلة تلوح لهم ببنان الوداع.. وأن كثيراً من هذه الجماعات يدرك أن التحالف مع الإنقاذ الآن مكلف جداً. حتى داخل مؤسسة الإنقاذ هنالك من ينظرون إلى مثل هذا التقارب بحذر شديد.. تستحضرهم تجربة المملكة العربية السعودية في موادّة الحركات السلفية التي انتهت إلى خصام مبين.. مراكز أخرى لا تريد جرح الخاطر الغربي والعربي بالاقتراب من حركات تثير الذعر لمتخذي القرار في واشنطن ولندن وباريس والرياض. ما يحدث بين الإنقاذ والحركات السلفية هدوء يسبق العاصفة.. كلاهما يرتاب في الآخر.. وكلاهما يعمل تحت قاعدة (ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى عدواً له ما من صداقته بد).

التيار

تعليق واحد

  1. بالرغم بمن أختلافي الشديد معك أحييك على المقال الرائع … وأنت بحق صحفي لولا … العدس والزبادي

  2. العنوان في الاساس خطأ ، اذ انك تحاول ان تطيل امدها وهي تلفظ في انفاسها ولم تتحالف معها من الاحزاب سوى المتردية والنطيحة وما اكل السبع.
    الانقاذ تحتاج من يقلب عليها الطاولة ويسقطها ليشف صدور قوم مؤمنين
    الانقاذ بتاريخها الدموي وسجلها القبيح لن تجد سوى من يزلزل الدنيا تحت اقدامها
    وديناصورات الانقاذ وغلمانها قد فقدوا العطف حتى من جماعتهم التي اوصلتهم للسلطة
    تاريخ الانقاذ الدموي وبيت اشباحها يجب الا تنسى
    الفقر والمرض وانعدام كافة اساسيات الحياة كفيلة بالثورة عليها
    فكيف بك يا ايها الظافر تطلب المرشد للانقاذ
    هكذا نهجكم ياكتاب الانقاذ تحاولون بكتاباتكم الفطيرة ان تدسوا السم في الدسم
    فمن يقرا المقال يعتقد انك تحمل على الانقاذ
    ولكن انت تحاول ان تجنبها الانزلاق
    ولكنك تظنه ارشاد فقط ولاتعلم انها ثورة

  3. مقال رائع جدا..ورؤيه سابقه لاوانها..ولكن بالفعل هذا هو الطريق الذي تسير فيه الانقاذ..فالانقاذ تحس ان الحائط الاسلامي الذي كانت تحتمي وراءه قد بات حائط هش فارادت ان تدعمه بحائط ديني متين من السلفيين..فعلا احتوت الانقاذ كثير من شيوخ السلفيين..واستفادت من عدائهم للشيخ الترابي..وهي تجندهم في صفها بصورة غير مباشرة من غير ان يشعروا..علي السلفيين فهم حائط (الانقاض)..المتهدم والبعد عنه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..