عقلية مدمرة

أسماء محمد جمعه
كل يوم تثبت لنا حكومة المؤتمر الوطني أنها ليست حكومة، يمكن أن تكون أي شيء آخر إلا حكومة، فهي لا تتمتع بأدنى المواصفات المطلوبة لتصبح مسؤولة عن دولة وتقوم برعاية شعب، فطريقة التفكير التي تعمل بها تثبت ذلك، فكل يوم يخرج إلينا مسؤول منها غير مسؤول (يفقع مرارتنا) وهو يحمل إلينا خبراً أسود يؤكد تماماً ليس فشله، بل حالته العقلية التي تؤكد عدم أهليته للمسؤولية، إذ ليس من المعقول أن يكون للمسؤولين في حكومة المؤتمر الوطني عقول بشر يفكِّرون بها، فما يفعلونه تعدى حدود التفكير السوي والطبيعي، فهي تملك عقلية مدمرة لم يشهد العالم مثلها.
ورد في صحف أول أمس الموافق 22/11/2016 م، خبر يقول: اعترفت وزارة النقل والطرق على لسان وزيرها محمد مكاوي ببيعها لأراضي السكة الحديد لسداد مرتبات العاملين بها، وقال: إن الأراضي أصبحت الآن عمارات ومواقف مواصلات، (شروني وكركر).
بالله عليكم تخيلوا مستوى التفكير، الحكومة وافقت على بيع أراضي السكة الحديد التي هي ملك للدولة وحق للشعب السوداني لتحل مشكلة مرتبات العاملين بالسكة الحديد، وهي مشكلة لها ألف حل، ولكن الحكومة لم تطلب من وزيرها أن يفكر في حل أفضل يحافظ على بقاء أراضي الدولة، فوافقت على الحل الأقرب والأسوأ، هكذا هي أيضاً غير مسؤولة ودائماً توافق على كل غلط وفشل وسقوط.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا، من أين كان يصرف العاملين بالسكة الحديد مرتباتهم في الماضي؟، وبهذا الفهم هل يجب على أي مؤسسة عجزت عن سداد مرتبات عمالها أن تبيع أراضي الدولة؟ وعليه غداً سيخرج علينا الوزراء تباعاً (ليفقعوا مرارتنا) بأنهم قاموا ببيع أراضي مؤسساتهم التي هي ملك للشعب لأنفسهم لسداد مرتبات العاملين بها؟.
السؤال الأهم من كل ذلك لمن بيعت الأراضي؟ لا أشك لحظة أنها بيعت بثمن بخس لمنتسبي الحكومة، والعمارات التي أشار إليها مكاوي كلها ملك لأفراد حكومته، فلم يسمع أحد ببيعها إلا من لسانه هو، ولا أظن أن العائد منها قد سدد مرتبات العاملين، وغداً ستبيع السكة الحديد نفسها.
بعد كل هذا السيد مكاوي يخدعنا ويكشف عن توقيع الوزارة لاتفاقيات لتأهيل السكة الحديد بإعادة طريق (هيا كسلا القضارف سنار الدمازين)، مشيراً إلى طرح عطاءات لتنفيذ مشروع طريق (النهود الضعين نيالا)، وعن اتجاه لإعادة قطار حلفا وربط السودان بالطرق بحلول العام 2029م. وهذا كله بيع كلام لن يتحقق منه شيء. فحكومة المؤتمر الوطني كانت تقصد تماماً تدمير السكة الحديد، بل وحتى سودانير.
هل هذا مستوى حكومة يمكن
أن تكون أمينة على مصالح الشعب، هل هذا مستوى حكومة يمكن السكوت عليها، وإلى متى ستحكمنا هذه العقلية المدمرة.
التيار
بعض قيادي المؤتمر الوطني توسمنا فيهم خيرا امثال مكاوي وعصام احمد البشير ومصطفي ولكن اتضح لنا بعد ذلك انهم اشد فتكا وحقدا من نافع وامين حسن عمر وحاج ساطور وعلي عثمان واسحق.
اها الاراضي باعوها عشان اسددوا بيها المرتبات .
طيب الناس ديل تاني ح يشتغلوا وين بعدما اتباعت اراضيهم ؟