سياستنا الخارجية.. نظرات موضوعية

حسناً صرح عبد الرحمن الخضر رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني بأن حزبه لم يناقش مطلقاً موضوع التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني مثلما أحسن الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير رفضه لإسرائيل وهذا يتسق تماماً مع موقف لجنة العلاقات الخارجية للحوار حين رفضت اقتراحاً بالتطبيع مع إسرائيل فهذا ينسجم مع تاريخ السودان الناصع وموقفه المبدئي مع القضية الفلسطينية ورفضه للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والقدس الشريف وكعاصمة أبدية لإسرائيل وبناء المستوطنات الإسرائيلية، فالخرطوم لم ولن تشتريها أموال ورشاوى الصهاينة وخداعهم وأكاذيبهم وتآمراتهم مع بعض الحكام العرب والأفارقة المتسلطين على شعوبهم.. الخرطوم هي أرض الصمود واللاءات الثلاثة وإن أخطأ نظام مايو بتصدير اليهود الفلاشا لإسرائيل فكان كالقشة التي قصمت ظهر البعير.

لحسن الحظ سياستنا الخارجية اليوم تغيرت إلى الأحسن وتقوم على التوازن والحياد وعدم الوقوع في الصراع الخليجي أو العربي الحالي ولذا يستحسن أن نعيد علاقتنا مع إيران التي لم تضرنا في شيء. وحسناً قمنا بتوثيق العلاقة مع الشقيقة مصر إنطلاقاً من مبدأ (لا سودان بلا مصر ولا مصر بلا سودان) حيث قدرنا هذا الرباط الأزلي مهما حدث من خلافات عابرة في كل الأنظمة السياسية تراوحت بين (الجفوة المفتعلة بين البلدين) كما وصفها الرئيس عبود وبين التكامل ومحاولات الوحدة..

ثم تأتي اليوم خطوة استراتيجية جديدة تدفعها رغبة وإرادة قوية بتعاون استراتيجي مع تركيا المعاصرة التي صارت دولة محورية إقليمية وعالمية ليست كما الماضي منذ اتفاقية لوزان الجائرة عليها عقب الحرب العالمية الأولى.. ولا شك أن للزيارات المتبادلة بين الرئيسين البشير وأردوغان التي توجتها زيارة نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي مؤخراً بوفد عالي المستوى وعقد اتفاقيات في كافة المجالات وما تقوم به تركيا من إعادة إحياء جزيرة سواكن والعديد من الإنجازات المختلفة والاستثمارات المتوقعة كلها تصب في علاقة استراتيجية بين السودان وتركيا لفائدة البلدين والشعبين اللذين يشتركان في العديد من أوجه الشبه (إلا في النظام السياسي الذي أتمنى أن يصبح النظام السودانىي ديمقراطياً مثل تركيا) راجياً ألا تعرقلها البيروقراطية والتردد ولا أية ضغوط داخلية أو خارجية والتي أرى أنها تسببت خلال الفترة الماضية في تأخر- وربما عرقلة ? المزيد من الترابط والتعاون المثمر..

وبهذه المناسبة أتساءل لماذا يتأخر فتح التأشيرات بين مواطني البلدين ويحصرانها فقط في الديبلوماسيين والرسميين وكأن العلاقة ليست بين شعبين وقد سمعنا قبل فترة بإلغاء التأشيرات ولكن لم يحدث فإذا كان لأسباب أمنية فيمكن أن تعالج ذلك بوسائل مناسبة لا تعجز عنها الحكومتان..

** كسرة:

تعليقاً على مقالي السابق عن الملك فيصل بن عبد العزيز ذكّرني من عمل بالمملكة فترة حكمه موقفاً عادلاً ومحترماً لهذا العاهل السعودي العظيم فقد سجن أحد أبنائه لشهرين (لمجرد) أنه ارتكب خطأ مرورياً بجدة عطل به حركة السيارات لساعات!!! كان الملك فيصل حاكماً عظيماً، رافضاً للكيان الصهيوني لم ينبطح له ويتمنى أن يصلي في القدس وزار السودان أكثر من مرة وأحب شعبه فأحببناه واحترمناه واحترمه العالم.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..