الراااعي والرعية

الراااعي والرعية
كمال كرار
عندما كانت الحكومة منشغلة بمسلسل الراعي والرعية والزيارات الهلامية، كان معظم الناس مهمومين بالراعي والبهائم والخروف الذي لا يخشي في الناس لومة لائم .
تبدأ الحلقة الأولي من مسلسل الراعي والرعية بمتابعة خطي المسؤول النافذ وهو يترجل من موكبه الفاره الذي يحيط به الحراس والعربات المدرعة والموتورسايكلز ذات الألوان الحمراء والزرقاء . وبعد التبسم أمام كاميرات التلفزة وتصليح العمة والجلابية لزوم الوجاهة يعلن وبصفته الراعي أنه قد قرر زيارة ? الرعية ? وتفقد أحوالها ومساعدة الفقراء وأسر الشهداء لتوفير الخروف ومستلزماته .
ثم يدخل إلي إحدى الرواكيب البائسة ويصافح من كانوا بها فرداً فرداً ويجلس وسطهم هاشاً باشاً يحدثهم عن القيادة الرشيدة والفرج الذي أتي من بعد العسر .
وتلتقط الكاميرات تعابير وجه ? الراعي ? وهو ينصت إلى حديث الأرملة المكلومة أو العامل الفقير الذي طرد من المصنع بسبب الخصخصة .
ولزوم ? الحبكة ? يتناول المسؤول النافذ كوباً من الشاي السادة واصفاً إياه بالشاي المدنكل الذي لا يجده في مكتبه الفاره بالقصر المنيف .
وينتقل المشهد بعد ذاك للوزيرة الحسناء مرافقة المسؤول الكبير وهي بكامل ?ماكياجها? تجلس علي قطعة حصير بالية تستمع لشكوى أسرة فقيرة لا تجد ? حق الدواء ? لابنها المريض وهي تبدي الألم والأسي لحال الأسرة المنكوبة .
ومع اقتراب نهاية المسلسل يدخل المسؤول الكبير يده في جيبه ثم يناول ? ست الشاي ? ظرفاً سميناً دعماً مالياً من الراعي للرعية بمناسبة خروف الضحية .
وعلي الجانب الآخر تدخل الوزيرة يدها في شنطتها البلورية وتخرج منها رزمة مالية تدسها في يد أم الطفل المريض.
ويخرج المذيع في بدلته الأنيقة ليعلن زوال الفقر والمرض والذي منه بسبب عبقرية الحكومة وإنسانية المسؤولين الذين تركوا الجاه والمنصب ليتفقدوا الرعية آناء الليل البهيم .
ويهتف الذين ? تحولقوا ? حول الرواكيب البائسة بحياة المسؤول المسعول والوزيرة وبسقوط المعارضة والمندسين .
وعلى مدي أيام العيد السعيد يعيد التلفزيون بث الحلقة البايخة من مسلسل الراعي والرعية .
أما في التقارير الأمنية السرية فيكتب أن السيد فلان والست فلانة زاروا راكوبة ? فرتكانة ? وهي عنصر أمني برتبة ملازم كانت قد حفظت سيناريو الزيارة مسبقاً وأن المسلسل الهندي سار حسب الخطة الموضوعة .
أما الظرف المالي فقد تفرق دمه بين قبائل التنابلة والسدنة ولسان حالهم يقول ? ملك الملوك إذا وهب لا تسأل عن السبب ? .
الميدان
لكن جد بالغته…اوجزت الوصف ووفيت..
قبل اكثر من عام شاهدت لقطات لزيارة السيد الكبير اوي اوي لمحلات بيع اللحوم ببورتسودان بصحبة الوالي..كان كل شئ نضيف ومرتب والسراميك ناصع البياض ويلمع ..والجزارين بثيابهم البيضاء انظف من الدكاتره والسيسترات…والهتيفه ماشاء الله اكاد اسمعهم من خلال الصور .. تهليل تكبير………………….
فقط…..وده المحيرني لي يوم اللليه لم ار جزارا واحدا يحمل سكينا ولا ساطورا …ياربي وصلنا مرحلة استعمال الليزير في الجزر..
معذره ايضا لم اشاهد ضبانه واحدة..حكمتو بالغه
احترامي
حمدان
ما ادارك ايها الصحفي بكل هذه التمثيلية. مشكلة دارفور اخرجت فيها افلام زورا وبهتانا وقد قام بدور التمثيل فيها اجانب لا اظن ان هنالك حرج اذا قام ببعض الادوار بعض رجالات الامن من ابناء دارفور عليه التمثلية مقبولة وافضل من التمثيلات الاجنبية علي الاقل وطنية والمستفيد ايضا وطني.