مقالات سياسية

بصراحه اين الخلل؟

لابد ان نتحاور كمعارضين وعلى الهواء مباشرة في سر هذا العقم السياسي والتنظيمي والذي لايشبه تاريخ معظم احزابنا والذي اضحى سمة ملازمه لنشاط احزابنا المعارضه في الفتره الاخيره وحتى لايكون هذا حديث دبرسه كما يقول الشيوعيون فلنقدم الادله على ذلك
سلسلة الندوات القليله والتى كان معظمها لاحزاب اليسار الحزب الشيوعي والبعثيين والمؤمر السوداني ماهي الرؤيه البرنامجيه والشعارات المحدده التى تستجيب لضرورات المرحله والتى قدمت الى الجماهير لكي تلتف حولها؟؟ وكم من القيادات الشابه التى خاطبتها؟؟ وما اثرها على حركة المعارضه بالشارع؟؟؟
كثرة المبادرات والاجتماعات ورحلات السفر الى معارضي الجبهه الثوريه وماتبع ذلك من مواثيق واعلانات واخرها اعلان طيبه الذي جاء قبل ان نفهم تفاصيل اعلان باريس ونتائج رحلات الصادق المهدي
الحوار وما ادراك ما الحوار
الحكومه تعلن حوارا وتفضه بنفسها بينما يتحدث الاخرون عن مطلوبات الحوار ويتطرف البعض الاخر في احلامهم مطالبين الحكومه بالموافقه على فتره انتقاليه مما يعني تسليمها السلطه وهو مطلب لايستمد موضوعيته الا في حالة اعلانه والجماهير تحاصر النظام ومسيراتها تملا الشوارع او ان تكون الحكومه خائفة تتخندق وجحافل المعارضه العسكريه تهز جنازير دباباتها ارض العاصمه
والاعجب من ذلك هو تهديد بعض القيادات للحكومه بانها ستقوم بانتفاضه اذا لم تستجب الحكومه لمطالبهم وكأن مفاتيح الشارع بايديهم والا فماذا ينتظرون ولماذا لاينزلون الشارع لو كان ذلك باستطاعتهم؟؟
كل هذا ليس تشتيتا للملح على الجروح بل هو محاوله للتفكير بصوت عال بحثا عن مخرج من هذا الراهن القبيح وخاصة ان الانتظار وعامل الزمن ليس في صالح بلادنا المتهاويه بسرعات جنونيه نحو الهاويه
لابد من برنامج بسيط ومحدد يركز على اسقاط النظام وتكوين حكومه انتقاليه واعلان احترام مطالب كل شعوب وقوميات السودان الخاصه بمناطقهم والنزول مباشرة الى الشارع بلا انتظار لسفسطات السياسيين وخاصة اولئك الذين انتهت مدة صلاحيتهم ومازالو متشبثين بمواقعهم الحزبيه
وفي اعتقادي ان معظم الخلل هو في الجمود الذي اضحى سمة كل الاحزاب داخل وخارج السلطه ولك ا ن تتأمل في احوال قيادات الصف الاول لكل الاحزاب السياسيه فسوف تجد انهم جميعا في الساحه منذ الستينيات وجميعهم يعانون من كافة امراض الشيخوخه وعلاقاتهم بالاطباء اكثر من علاقاتهم بالجماهير
فكيف تتوقع من هؤلاء ان يقدمو افكارا جديده ؟؟؟ولك ايضا ان تتأمل حال المجموعات الشبابيه التى تملا الشوارع والواقع الافتراضي وستلاحظ انهم كلهم بلا استثناء الا في حالات نادره قد هربو من الاحزاب التقليديه (والتقليديه عندي تعني الجميع يسارا واسلاما وطائفيه) اليس هذا خللا بائنا؟؟؟
لقد رفضنا كلنا مبدأ النقد واصبحنا متمترسين في خنادق الدفاع عن احزابنا حقا وباطلا وانشغلنا في البحث عن الاعذار والتبريرات وتوجيه النقد الى الاخرين فلا نحن تقدمنا ولاتركنا غيرنا يتقدم
فلنوجه النقاش بصراحة تامه نحو هذه النقاط التى اثرناها ولنبحث عن مخرج قبل ان تفرض علينا سيناريوهات لانعرف التعامل معها
وبصراحة ايضا ان كان كلامي هذا لايعجب البعض فليحاولو الاجابه على هذا السؤال كيف نستعيد ثقة الجماهير في احزابنا ؟؟؟
وان كان حالنا عال العال فهل اصابتنا عين ام ان على قلوب اقفالها ؟؟
ولمن لايعرفونني اؤكد انني وكمناضل ضد نظام الطغمه الاسلاميه هذا من بواكير ايامه وكشخص كرس كل وقته لفضحه وكشفه في حدود امكاناته ومواقع نشاطه وكقيادي يعرف تماما خبايا كل مطابخ القوى السياسيه مؤيدة ومعارضة وبينما ادرك تماما مواضع الخلل عند الجميع وانا مقتنع تماما ان الاذمه عامه وهي بين نظام ديكتاتوري ليس له من اسباب البقاء مايجعله يستمر في سدة السلطه الا البطش والارهاب والمراهنه على ضعف معارضيه وتشتت مواقفهم
ونحن كمناضلين افرادا وجماعات لم نقصر طوال عمر النظام في التصدي له بالنقد والفضح عبر كافة الوسائل التى اتيحت لنا وللحقيقه فانا على علم دقيق بمحاولات كثير من قادة وكوادر الاحزاب المعارضه للاصلاح داخل مؤسساتها الحزبيه وماتبع ذلك من صراعات وانقسامات منها ماهو معروف ومنها مانعرفه بحكم معايشتنا اللصيقه لهم ولكن ظلت مشكلة الجمود وغياب افاق التطور والتغيير داخل احزابنا موجوده ومتزايده الى درجة انها انعكست ليس على مسيرة احزابنا فقط بل وعلى واقع شعبنا المعاش
وانا وكشخص تعلمت اهمية النقد والنقد الذاتي من الحزب الشيوعي وهو من اكثر الاحزاب التى نشرت هذه المفرده وماتمثله من فوائد اجد انني وانا في خضم الصراع ضد الطغمه الانقاذيه ان اهم اوجه نشاطنا ينبغي ان تتجه نحو تطوير وتغيير كل الاساليب العتيقه التى عطلت تطور احزابنا ان اردنا لها ان تقود مسيرة المستقبل في بلادنا وهنا ادرك تماما اولى المطبات التى ستواجهني و هيف اننا عندما نتحدث معا كمناضلين وبعيدا عن الاضواء نفضفض كثيرا معددين اوجه القصور التى نعرفها في احزابنا
ولكن عندما تتسع الدائره بدخول اخرين فنجد انفسنا متخندقين في مواقع الدفاع عن احزابنا بل ونشكك من جدوى الحوارات العلنيه خوفا من ان يستفيد منها الاعداء(وكأنهم لايعرفونها) او خشية ان تلقي بظلالها الرماديه على معنويات رفاقنا المناضلين ويكون قد انطبق علينا قول السيد المسيح(( ان احدكم ينظر الى القذى في عين اخيه ولاينظر الى الخشبه التى في عينيه))
ان الهدف من الحوار ليس هو في توزيع شهادات الصلاحيه على الاخرين فلست مؤهلا لذلك ومن المؤكد انني لا اهدف الى فتح النار على تحالفات او احزاب معينه لصالح جهات اخرى ولست حاملا روشتة للتغيير وانما اود الاعلان عن حوجتنا الماسه لكي نتوقف مع النفس وبشكل صريح وشفاف من اجل النقد الذي يبني ويطور وقد يقول قائل وهو صادق في ذلك ولماذا لايتجه كل واحد الى حزبه بنقده بدلا عن كشف الحال على الاسافير؟؟
وحقيقة وكما قلت سابقاان من اعرفهم من كوادر مختلف الاحزاب قد مارسو النقد داخل مؤسساتهم الحزبيه ومع الاسف فقد ضاقت معظمها بذلك النقد والدليل هو في الخروج المتواصل للكوادر خارج احزابهم بحثا عن بدائل نضاليه اخرى ظهرت وتواصل الظهور في الساحه السياسيه ولكن الايام اثبتت ان ذلك ليس حلا(واقولها عن تجربة شخصيه)اضافه الى كثير من اعراض الجمود الفكري والتنظيمي والتخبط في المواقف قد اصبحت سمة عامه لكل الاحزاب مماتطلب بطرح الامر على الملأ حتى نفكر معا وجميعا بحثا عن حلول
وانا اعتذر لكل من مسه رشاش ساخن حول كلامي عن شيخوخة الاحزاب فهو ليس موجها لجهة او لحزب معين (فانا نفسي عجوز) ولكن تعبير الشيخوخه كتشخيص للجمود هو واقع حقيقي ويكفي ان نلاحظ ان كل الاحزاب يقودها الان مسنون تجاوزو السبعين وظلو في مناصبهم عقودا طويله اليس ذلك دليل جمود؟؟؟
واما احزاب قوى الهامش والتى يقودها من يعتبرون شبابا فهي تعاني من شيخوخة مبكره وليست افضل من غيرها بل وهي تفتقر الى التاريخ التنظيمي الذي يمكن ان يكون شندا لعمليات الاصلاح والبناء في الاحزاب الاخرى
ليتنا نتوجه صوب المشكله الرئيسه التى اقعدت احزابنا المعارضه عن اداء رسلتها بعيدا عن سياسات دفن الرؤس في الرمال وعلى من يعتقد ان احزابنا ليست جامده ولاتعاني من اشكاليات قاتله ان يجيبونا عن سؤالنا المتكرر
ماهي اسباب ضعف قوانا السياسيه ولماذا فشلنا في التغيير؟؟؟؟
اي نقد مهما كان قاسيا افضل من هذه الغيبوبه القاتله التى نعيشها
هذه دعوه للنقاش بشكل صريح وموضوعي
عبد الله موسى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياسيدي الفاضل المشكلة ببساطة مشكلة منهج فالجميع لديه منهج ادارة حزب فقط من قوانين

    ولوائح داخلية تنظم عمل الحزب لكن منهج ادارة دولة اشك في ذلك فكل ما يطلب دستور تجد دعوة

    لمؤتمر حتى يأسسوا لدستور دليل عدم وجوده بل هناك خلاف حتى على هوية الدولة وشكل ادارتها

    ومع الأسف ليس هناك منهج لكيفية المعارضة حتى وواضح من الفشل في تحريك الناس وفقدان المصداقية

    واضرب لكم مثال بهبة سبتمبر العام الماضي كان وقتها سيول وامطار سبقتها ودمار وفقدان بيوت واموال

    مبادرة شبابية هي التي تحركت لدعم المتضررين ولذلك لما هبوا لم يبخل الشعب بدمه لمن وقف معه في

    ارض الواقع فمن من المعارضة زار المتضررين ومن زار دارفور ومن زار من حرقت نخيلهم

    واغرقت ارضهم هذه الف باء معارضة ماتقدمه للشعب وانت معارض لن تبخل به وانت حاكم

    فليكن لكل منهج واضح للتعليم والصحة والعلاقات الخارجية والاقتصاد الى آخره

    ولا ينسوا ان يضعوا منهج كيفية المعارضة فما كل الاحزاب تكون حاكمة

  2. الشلل يتمحور في نقاط كثيرة اوجز لك منها واترك الباقي للاخوه المعلقيين
    – اولا ان السودانيين تربوا ونشأوا في وجود حزبين الامة والاتحادي
    – ثانيا ان عقلية السودانيين غير متطورة سياسيا
    – ثالثا اغتقادنا الجازم والايمان القاطع بان الاسلام هو حل لكل مشاكلنا السياسية
    – رابعا تمحور الوضع والنهج السياسي في بيوت محددة ورثناها من الانجليز الشيخ و الناظر والعمدة وغير ابناء هؤلاء ليس لهم دور سياسي مطلقا
    – خامسا نظام الدوائر المغلقة سياسيا والاعتقاد الجازم من ذوي النفوذ باحتكاريتها للاصوات في اي انتخابات تقام
    والقائمة تطول بل اترك الباقي لاخوة

  3. الأخ عبدالله
    عافاك الله لقد لمست مكمن الداء ثم رجعت عنه، لقد ناديت الجبهة الثورية من قبل وتجمع المعارضة أن أفصحو للشعب عن برنامجكم لا تتحدثوا عن حكومة قومية أو توزيع للمناصب أو المديريات افهمونا بصريح العبارة ماذا أنتم فاعلون إذا تسلمتم السلطة واحد اثنين ثلاثة كيف ترغبون في تبديل قفة الملاح كيف هي حلولكم لإصلاح الخدمة المدنية والتي بإصلاحها ينصلح كل شيء؟؟ كيف تستعيدون ما هاجر من أموال الشعب حصيلة عشرة أعوام من قروش البترول لم يستفد السودان منها شيئاً ؟؟؟ هل لديكم إحصائية بها هل لديكم قانون جاهز للثراء الحرام وقائمة بمن ستبدأوون بهم؟؟؟ هذه الأسئلة تبدو ساذجة
    لكنها على سذاجتها هي السبيل الوحيد حتى نخرج من هذه الدائرة الملعونة وفي كل الإتفاقيات المعلنة وغير المعلنة لا نجد إجابات لهذه الأسئلة وهي التي تهم الشعب السوداني لماذا لا يعكف السياسيون على تجهيز إجابات لمثل هذه الأسئلة والاتفاق عليها ومن ثم إنزالها للشارع وحتما سيتجاوب الشارع معها.. ماذا يهم الشارع إن جاءت حكومة مؤتمر وطنى أو معارضة وهم لايعرفون ماذا ستعمل البرنامج الوطني الذي يهم الناس هو المهم كتبت مثل هذا الكلام سابقاً واتهمنا مناصرو المعارضة بأنني أثبط الهمم فكلإذا كان هذا تثبيط للهمم فكيف هو التحفيز؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..