الملائكةُ لا تسكُنُ الأرض

البشرُ مخلوقاتٍ تحوى العديدَ مِن التناقضاتِ الداخليةِ حيثُ يجتمعُ الخيرُ والشرْ، الحُب والبُغض، الفرح والحُزن، وكل إحساسُ مِن تلكَ الأحاسيس ينبتُ ويُزهرُ تحت ظروفٍ مُعينة و بيئةُ محددة وأكثرُ ما يُميزُ البشرَ عن غيرِهم مِن المخلوقات أننا لا نستطيع نعتهم بوصفٍ مُطلقٍ مِن مُفرداتِ اللُغةِ فكلُ منهم يحملُ فى جنبيه خيراً وشراً ونفسُ أمارة…ُ بالسوء ومُبادرة بالخير.
مِن الحِكمةِ أن نتعاملَ مع الأشخاصِ بكلِ مُتناقضاتِهم وألا نتوقعَ مِنهم أنْ يكونوا في تمامِ الكمالِ فالكمالُ للهِ وحدهُ، وحتى لو نظرنا إلى أنفسنا لوجدنا الكثيرَ مِن التناقُضاتِ والتصرفاتِ الغيرْ مُستقرةْ، فلسنا على خطِ إستواءٍ مِن التعامُلاتِ ولا مِن التصرفاتِ ولا حتى مِن المشاعِرْ.
منْ كانَ يبحثُ عن الكمالِ فالينشدِ التعاملَ مع ملائكةْ وحتى الملائكةُ سخرهم اللهُ تعالى لإمورٍ بعينها فمنهم الشِدادَ الغِلاظَ ومِنهم ملائكةُ الرحمةِ ومِنهُم ملائكةُ العذابِ ومِنهُم زبانيةُ للنارِ ومِنهُمْ منْ يحرِسونَ مداخِلَ الجِنانِ فليسوا سيانَ أيضاً، فللتعامل الحيادي مع البشرِ روعةً لا يحسُها إلا منْ ينجح في التغاضى عن العيوبِ والتركيزِ على المحاسنِ فالجمال موجود في كُلِ إنسان ولكن كيفَ لنا أنْ نصلَ لمنبعِ ذلك الجمال حتى نرتوي مِنهُ غدقا.ً
وجود بعضُ الأشخاصِ في حياتِنا يكسِبُها لوناً مُغايراً وطعماً مُختلفاً، أولئك الذين يسكُبونَ عُصارةِ الفرحِ في قلوبِنا ويمحونَ كُلَ أثرٍ لألمٍ أو كدرٍ، تراهمْ أعيُننا مِن مِنظار قلوبِنا التي أحبتهم في تصديقٍ للمثلِ القائلِ: عينُ المُحبِ عنْ كُل عيبٍ كليلةٍ، و رُغمَ ذلكَ نظلُ مُتمسكينَ بذلكَ الخيطُ الرفيعُ مِن الواقعيةِ الذي يكفلُ لهُمْ حُريةً التماهي في مِساحةٍ مِن العيوبِ والخطأِ، قدْ ننظرْ لبعضِ الأشخاصِ في حياتِنا بما يشبهُ حالةَ الغيبوبةِ مُتغاضينَ عنْ عيوبِهم وهذا شكلُ مِن الحُبُ العفيُ الذي يعمى عنْ رؤيةِ العيوبِ أو على الأقل (يتعامى عنها).
وفي حقلٍ الإمتنانٍ دعونى أسكبُ فيضُ مِن الدُعاء لتلكَ القلوبِ الرابضةُ على صفحةِ حياتىِ، الذين ينظرونَ إلىّ بعينِ الحُب ويمنحنونى رحيقَ تمنياتِهم الصادقةُ، بِهِم رسمتُ ظِلالَ السعادةِ على وجهي و توهجتُ افراحاً لطالما بحثتُ عنها في خارطةِ الأيام، إنى أراكمْ كما تروني بنظرةٍ صافيةٍ مُحبةِ وشاكرةِ لوجودكمْ الذي حوّلَ صحراءِ حياتي إلى واحة.
همسات- عبير زين
[email][email protected][/email]
رائعة أستاذة عبير حقيقي رائعة
ما حا اقدر اقول ليك اكثر من انني بستمتع با مقالتك بصورة غير عادية
الله يعطيك الف الف الف عافية…
الملائكة ومفردها ملاك تقول عنها الاديان وخاصة الدين الاسلامي كائنات خلقها الله من نور وهم عباد مكرمون يفعلون ما يامرهم الله به يقضون كل وقتهم في عبادة الله ولا يعصونه ابداً . وكثيرا من البشر يشبهون الملائكة في سلوكهم وافعالهم ليصفهم البعض بملاك او ربما نجد بعض اسماء البشر ملاك .بوجوه ملائكية وبسمة طفولية ! وبعضهم تجده شيطان اخرس ساكت عن الحق وبعضهم شيطان يتحايل ع الناس والبعض شيطان يفتن الناس وبعيدا عن الشيطنة والشيطان الذي خلقه الله من نار . علينا ان نتشبه بالملائكة ان لم نكن مثلهم في عبادة الله وطاعته وترك المعاصي .
موضوعك اليوم في غاية السمو يوحي عن روح سامية واخلاق دمثة وطيبة حد الثمالة وفي حالة صفاء من الاجواء والزهن دمتي ودام مدادك يكتب دررا
نتمنى ان نظفر بقليل من دعواتك الطيبة وان نجد السماح ان اصابك رشاش بعض ردودنا فالانسان بطبعه يصفو ويعكر وقليلون من يمتنعون عن الكلام او الكتابة او الرد في حالة عدم الصفاء .