“بالخير علينا سعيد” العيد في الأغنيات السودانية.. غياب تام عن المشهد

الخرطوم ? ساجدة يوسف
حتى وقت قريب كانت الأغنيات والقصائد التي تمجد العيد وتبشر بقدومه يكثر تداولها في الفضائيات والإذاعات مع اقتراب الأعياد وتفرد لها المساحات للتعبير عن إحساس الجميع بليالي العيد المفرحة وسط الأهل والأصدقاء هذا كله كان متوافراً قبل أن يطاح على حين غرة وغفلة رويداً رويداً ومع التطور الهائل في الوسائط التكنولوجية واختلاف أذواق الناس أوتي على تلك الروائع جملة وتفصيلاً فأقصيت من المشهد الثقافي كله.
ويبدو أن إيقاع الحياة المتسارع وتبعاً للظروف الاقتصادية الراهنة ساهم في تلاشي واختفاء تلك الأغنيات والقصائد الصادقة والمعبرة في زمن اختفاء الكثير من الملامح المفرحة التي كانت تميز مناسبات العيد في السودان، واللافت للنظر أنه وفي الآونة الأخيرة أضحت الأعياد تأتي وتمر دون أن نسمع فيها أغنيات تعبر عنها.
العيد الجاب الناس
ولأن العيد يعتبر من المناسبات التي يكثر فيها اللوم والعتاب بين الأحبة هناك الكثير من الأغنيات السودانية تناولت عتاب الناس على عدم الظهور والإطلالة عبر زيارة في العيد، كما جاء في الثنائية الغنائية التي جمعت الشاعر الرائع إسحاق الحلنقي بالموسيقار الفنان محمد الأمين (وعد النوار) والتي يقول في أحد مقاطعها:
العيد الجاب الناس لينا ما جابك
يعني نسيتنا خلاص
مع إنك إنت الخليتنا
نغني الحب فكرة وإخلاص
ونحن ندخل نفحات عيد الأضحى المبارك ونتنسم عبيره، نحاول أن نرجع بالذاكرة التطريبية إلى الوراء لنسترجع بعضاً من الإبداعات الغنائية التي صنعت خصيصاً للأعياد ومن بينها رائعة الشاعر عبد الرحمن الريح الذي كتب تحت تأثير سعادة العيد الغامرة أنشودة رائعة صدح بها الفنان الراحل إبراهيم عوض وأصبحت تردد على جميع الألسنة لينشد الناس:
يا عيد تعود يا عيد
بالخير علينا سعيد
مع الإمبراطور
تزدان الأغنيات الجميلة بمفردات شاعرية أكثر روعة وهنا نتوقف مع القامة التجاني سعيد والراحل محمد وردي في رائعته (قلت ارحل) وهي تتجسد معاني العيد بروعتها في احد مقاطعها:
وزي عيداً غشاني وفات
وعاد عمّ البلد أعياد
وتمضي المسيرة التي تهل مع هلال العيد وتهبط على الناس حركت الانفعالات في دواخل الشاعر الجيلي محمد صالح ودفعته لكتابة أغنية مؤثرة تدعو للتسامح في العيد كانت من نصيب الفنان الكبير صلاح مصطفى حيث يقول مطلعها: (ليه يا حنين ليه الخصام.. شايفك نسيت دي الدنيا عيد.. وعارف خصام العيد حرام)
أغنيات الطمبور
تفرد الفنان حمد الريح بتقديم أغنيات غاية في الروعة من بين تلك الروائع (شقا الأيام)
أصابح بكرة كيف العيد
وعايش فرقتك هسه
تواصلت مسيرة الغناء للأعياد وشملت حتى أغنيات الطمبور حيث غنى النعام آدم لهجران الحبيب مردداً:
مر العيد وفات
لا شافني لا طراني
ما داير أقول
إنو قسا ونساني
ومن أغنيات الطمبور أيضاً:
الناس مرقت عيدت علي أصحابها
وأنا فريت على الجاهلة السمح ترحابا
ودفع الفنان المبدع النور الجيلاني بسهمه في أغنيات الأعياد حينما عبر عن قسوة البعاد عن الأهل والأحباب في أيام العيد:
جانا العيد.. وانت بعيد
ابيت ما تعود.. تبارك العيد
عن الاشعار نحكي
الشاعر الراحل محمد عوض الكريم القرشي عندما كان طريح الفراش في مستشفى الخرطوم وفي أيام أحد الأعياد كان قد غاب فيها عنه الأحباب ليكتب (غابوا عني) صور فيها حاله في ظل غياب الناس عنه
عدت يا عيدي بدون زهور
وين سمرنا وين البدور..
غابوا عني
ويواصل القول:
بي العيد يمر جواه سور
وهم في بهجة وهم في سرور..
غابوا عني
من درر الحقيبة
تحتشد الحقيبة بأغنيات تضمنت معاني العيد لما فيه من فرح غامر حيث نجد أن الشاعر عمر البنا وقف عند العيد الخاص بالمسيحيين الاقباط في رائعته (الغصن الرطيب) وردد قائلاً:
في الروض غنى العندليب
وردد غناه الطيور
ترتيل أناشيد الحبور
وفتيانها يوم عيد الصلب
زادت جمال ونضار وطيب
يا مداعب الغصن الرطيب..
كما كان العيد حاضراً في كثير من أغنيات الفنان الراحل محمود عبد العزيز من بينها:
بريدك يا صباح العيد
ويا طلة قمر في سماي
ومنها:
الليلة عيدك يا هنا يا ستنا
يا قمرة زانت عمرنا
اسدال الستار
لكل ما سبق يبقى العيد من المناسبات الملهمة والمحفزة للكتابة عن الخواطر التي تجيش بها النفس لنردد جميعاً (عيدت بريدك وبخت البعيد بيك

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..