ليس في الأمر عجب ..( أزمة دهشة ) اا

إليكم
الطاهر ساتي
[email protected]
ليس في الأمر عجب ..( أزمة دهشة )
** ذات ظهيرة ، في رمضان الفائت ، إتصل بي زميل للتنسيق بأن نذهب سويا إلي مائدة الإفطار التي تعدها وتقدمها وزارة رئاسة الجمهورية بالقصر الرئاسي سنويا للساسة وأهل الصحافة والمؤلفة قلوبهم من المعارضين والبعض المسمى بوجهاء المجتمع ..فأعتذرت لزميلي، لسببين أحدهما إني كنت قد إلتزمت لصديق آخر بالإفطار معه في هذا اليوم، ونسيت – أو تناسيت – تأجيل إفطاره إلى يوم آخر..قبل الزميل إعتذاري، فعدت إلي المنزل لإصطحب أسرتي إلي حيث أسرة صديقي بالكلاكلة شرق ..قبل موعد الإفطار بساعتين هطلت أمطار لمدة نصف ساعة أو أقل، فصار الجو – كما نصفه بالسوداني – أوربيا ، بحيث يغريك بمواصلة الصيام إلي اليوم التالي بلا إفطار..على كل، قبل موعد الآذان بساعة توجهنا إلي حيث الصديق وأسرته الكريمة، وفي جو أسري بديع زانته شقاوة أطفالنا فطرنا ثم تمددنا على السجادة في إنتظار الشاي والقهوة ..!!
** قبل أن تأتي ست الدار بشايها وقهوتها، إتصلت بزميلي ذاك سائلا عن الذين تحدثوا في إفطار القصر الرئاسي ، وإن كان مايصلح في حديثهم بأن يكون خبرا صحفيا أوما شابه ذلك..فرد بإستياء : لا لم يكن هناك حديث يصلح بأن يكون خبرا صحفيا، لأنه لم يكن هناك ? أصلا ? إفطار رئاسي، لقد تم تأجيله إلي وقت لاحق بسبب الأمطار التي هطلت قبل موعد الإفطار بساعتين ..هكذا قال ، فاغلقت هاتفي مودعا إياه ، ثم حائرا من إستيائه الذي مرده عدم حصوله على تصريح أو حديث كان يجب أن يكون منبعه ذاك الإفطار الرئاسي المؤجل..نعم إحترت على حسه الصحفي الذي لم ينتبه بأن تأجيل إفطار رئاسي – بالقصر الرئاسي – بسبب أمطار هطلت عصرا هو : الحدث ذاته..ولكن ليس فى الأمر عجب ، إذ كثيرة هي المدهشات التي لم تعد تدهش الناس في بلدي، حتى تكاد أن تصبح الدهشة غريبة في مجتمعنا ، وجها ويدا و لسانا ..!!
** ذاك التأجيل لم يكن مدهشا، ولكن المدهش هو صديقي الذي يقطن في طرف العاصمة ، في حي لم يسمع بعض أهله بأن هناك شئ اسمه الصرف الصحي، وفي بيت به غرفتين من الجالوص أمامهما برندة من الخشب والحصير ثم مطبخ نصفه من الزنك والنصف الآخر مظلل ببرميلين نجح الحداد فى أن يقطعهما ويلحمهما بحيث يكون زنكا بديلا، وعلى كل هذا الوصف هطلت ذات الأمطار التي هطلت على القصر الرئاسي ، ومع ذلك لم يهاتفني صديقي ليخبرني بأنه أجل إفطاره بسبب أمطار هطلت عصرا .. نعم كان على صديقي أن يؤجل إفطاره – كما فعلت مراسم القصر الجمهوري ? بزعم أن أمطار العصر حالت بين زوجته وإعداد الطعام ، وكذلك حالت بين إحدى غرفه وإستقبال أسرتي ، ولو أجل لكان عذره مقبولا.. ولكنه لم يؤجل كما ذاك ، وكذلك لم نشعر أو يشعرنا بأنه لم يكن جاهزا لتلافي آثار أمطار لم تتجاوز مدة هطولها نصف الساعة ، وهذا أدهشني في زمان قل أن تجد فيه ما يدهشك ..!!
** نعم ..أول البارحة أيضا ، كان يجب أن يكون هناك ، في ذات القصر الرئاسي ، إجتماعا رئاسيا مهما بين السادة الرئيس والنائب الأول والنائب ، لمناقشة قضايا ما بعد الإستفتاء ، وهي قضايا مهمة جدا ، ولكن تم تأجيل الإجتماع إلي وقت لاحق ..لماذا ؟..لا لا ، مافي حاجة ، لسبب بسيط ، غير مدهش أيضا..الطائرة التي أرسلت إلي جوبا لتقل النائب الأول إلي الخرطوم أخرت موعد الإجتماع ثم تسببت في إلغائه .. تعثرت في عملية الإقلاع بمطار جوبا ، مرة وثانية وثالثة ورابعة وخامسة..بعد التعثر الخامس ، إستغل النائب الأول لرئيس الجمهورية طائرة تابعة لإحدى الشركات الخاصة ، ليلحق بموعد الإجتماع المهم ، ولكن لم يلحق الموعد ، فتم تأجيل الموعد إلى وقت لاحق ..شئ طبيعي طبعا ، وليس فى ثنايا الحدث ما يدهش..ونحمد الله على تعثر الطائرة الرئاسية ? هذه المرة – عند الإقلاع وهي على الأرض ، ولم تتعثر في الفضاء او عند الهبوط كما طائرات سابقات .. ومع ذلك ، هذا التعثر الذي يؤجل إجتماعا رئاسيا ليس بمدهش ..!!
** طيب إنت عاوز تقول شنو ؟..أوهكذا قد يسألني صديقي القارئ ..وهنا سيكون ردي على شاكلة : لا ، ما عاوز أقول أي حاجة ، بس حبيت أقوليك : كل سنة وانت طيب والبلد طيب..وأسال الله بأن ينعم علينا بنعمة الدهشة التي تتساءل : لماذا وكيف يؤجل هطول أمطار لمدة نصف ساعة فقط ( إفطارا رئاسيا ) ؟..ولماذا وكيف تتعثر طائرة رئاسية عن الإ قلاع ، بحيث يؤجل تعثرها ( إجتماعا رئاسيا ) ؟ .. يعني بالواضح كدة : من وكيف يدار الشأن الرئاسي في القصر الرئاسي، تجهيزا للطائرات كان أو إعدادا للإفطارات ؟ .. نعم ، تلك الدهشة نعمة لو تعلمون عظيمة ..!!
الحاجة الغريبة يا المكاشفي انك كنت منهم و ذي ما بقول المثل (حين جاء الثعلب يوما بثياب الواعظين)
الاخ الطاهر ساتي.تحياتي وكل سنة انت والسودان بخير.اخى تساؤلاتك وجيهة جدا لكن الدهشة انا خايف ان تكون معرفتك لاجابتها داخل جهاز الامن بعد ان تاخد ليك علقة نضيفة.
الاخ ود ساتي
ارجو ان لا تصيبك الدهشة مرة اخري لانه ممكن تمشي المستشفي وتلقى الطبيب غير موجود لانه عنده حبوبة صديقه توفيت يوم دخلة عمت خالة ابنتها وممكن تمشى تطلع رخصة قيادة وتلقى شرطى المرور بيفطر ام فتفت لانه الضابط زوجته وضعت عسكرى مرور صغير وتكون واقف فى الصف وبدون احم او دستور الشباك يقفل لانه بيت السماية جارهم رجع من الحج ولقى انه اخوه مات فى البلد فلما العجلة يا ود ساتي طالما الافطار الرئاسي بسب امطار يؤجل واجتماع رئاسي يؤجل والبلد كل حاجة فيها تؤجل والله العيد لو فى طريقة وخافين اللوم من اخوانا فى الاسلام يؤجل يؤجل وايام الله راقده ارجو ان لا تصيبك الدهشة وخلى بالك واسال نفسك لماذا نحن شعب متخلف فى كل شئ (للاسف الشديد وهى الحقيقة المرة التى يحسها كل من سافر وراى كيف تسير شعوب العالم للامام ونحن للخلف دور قمة التخلف واكرر اسفى لكن هذه الحقيقة المرة نحن شعب متخلف ومتخلف اذا اموره سارت على هذا النسق الى يوم الدين )