ابتسموا حتى تمر الخيل

الناس والحياة

أمل هباني
[email protected]

ابتسموا حتى تمر الخيل

* توكلنا على الله ….لنبدأ عمود جديد نعانق به أشواقنا للكتابة وللقراء الاعزاء .. وليكن اسمه الناس والحياة …وليكن بعيدا عن السياسة ..كواحدة من طرق مماشاة الحياة ومسايرتها … والمماشاة تستوجب ابتكارا وابداعا في مواجهة عواصف الحياة كتلك التي واجهتها في حياتي المهنية منذ أربعة اشهر وكانت الاقوى والاعنف .
* فطوال الفترة الماضية اعترتني كثير من الأحداث المتلاحقة في حياتي المهنية …
* (اسواءها) توقف عمودي أشياء صغيرة بعد فصلي من الجريدة التي كنت اعمل بها (جريدة الجريدة ) وساهمت في تأسيسها وكان من المفترض أن أرأس تحريرها الا أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات قد رفض وتأبى ….وقصتي مع (الجريدة ) و(صاحبها) تستحق أن تروى ..فصاحبها من أفضل الناشرين الذين دخلوا سوق الصحافة …بدأت معه رئيسة تحرير وخرجت منه مفصولة ،لكنه لم يقصر أبدا في التزامه المهني والاخلاقي ..
*بعد ان خرجت من هناك …لم يجد عمود اشياء صغيرة بشكله واسلوبه ل موطء قدم في سوق الصحافة في ظروف الصحافة هذه وكما قال لي ممازحا زميل عزيز يرأس تحرير احدى الصحف عمودك ده الا تكتبي في الهوا ،فطوال تلك الفترة لم اتلق ولا عرضا واحدا(سوى من صحيفة الميدان أطال الله أيامها ) لكتابة ذاك العمود الذي تجمعني به علاقة عشق طويل
* … احدى عشر عاما هي عمر علاقة عشقنا التي اساسها حبي لهذا القارئ واحترامي اللامحدود له بكل اشكاله وسحناته وتوجهاته وكتاباتي من أجل نيل مزيد من الاحترام والكرامة والحقوق الانسانية والسياسية والمدنية له ومن اجل الاسهام (بكتابتي المتواضعة وافكاري البسيطة تلك) في خلق مجتمع أفضل ووطن يحبنا ونحبه جميعا دون ظلم أو تمييز فيه …ولما لم تكن هناك فرصة لأطل عبر( أشياء صغيرة) فليكن عبر( الناس والحياة) …واقوى وامتع ماكتب في الادب والفن و الشعر حتى السياسة احيانا هوماكتب في حالة تلبس الناس في (مواجهة الحياة )او الحياة في (احتواء الناس) فالحياة هي الوعاء الاكبر الذي تقف الأنسانية تحت مظلته ….وقد بدأت مشواري كاتبة لزاوية (أيقاع الناس) في مجلة الدستور وكانت زاوية اجتماعية فمن المجتمع بدأنا والى المجتمع نعود
*أما أجمل ما في تلك المحنة هو حب الناس وتعاطفهم ورعايتهم التي شملوني بها …وهو اعظم أجر يتمناه أي كاتب …وهذه واحدة من أهم الاهداف التي اسعى اليها حثيثة في هذه الحياة ،فشكرا لهم جميعا عشرات اعرفهم ولا اعرفهم تابعوا معي اجراءات المحاكمات الكثيرة التي تعرضت لها ، الى محامين منحازين لحرية التعبير وحقوق الانسان كانوا حائط دفاع منيع ،الى زملاء وقراء كنت بطرة على كل مستبد جبار بوقفتهم المحبة تلك … ولنبتسم حتى تمر ال الخيل..أوكما قال شاعرنا الرائع محمد الفيتوري الذي قال ايضا :
يامحبوبي
لا تبكيني
يكفيك ويكفيني
فالحزن الأكبر ليس يقال