مبادرات فنية في الخرطوم وجوبا للتمسك بوحدة السودان

شهدت العاصمة السودانية اخيراً مجموعة من المبادرات الفنية الداعية إلى تغليب خيار الوحدة في استفتاء سكان الجنوب على خيار الانفصال.
اتحاد الكتّاب السودانيين نظم أنشطة ثقافية عدة، برعاية الاتحاد الاوروبي ، في سبيل «تعزيز القيم الايجابية للتنوع الثقافي» وذلك في عاصمة الجنوب جوبا، منها ورشة عمل حول «العدالة الانتقـالية» وورشة تدريبية أخرى حول «الكتابة الابداعية «بمشاركة كتّاب من الجنوب والشمال، كما اقام برامج مماثلة في مدن اخرى مكملاً برنامج مؤتمره العام الثالت الذي جاء تحت عنوان «التعددية الثقافية ومستقبل السودان : وحدة ام انفصال».
ومنذ أيار (مايو) الماضي تكونت مجموعة «عشان بلدنا» (أي «لأجل بلدنا») وهي تضم مطربين وشعراء اغنية وصحافيين، من توجهــات فنــية وايديولوجية مختــلفة، تســـعى إلى جعل خيار الوحــدة جاذبــاً عبر الموسيقى والرقص والمسرح، وقد دعت المبدعين، في مؤتمر صحافي إلى الالتفاف حول برنامجها والتسامي عن الانتماءات الضيقة».
وكان ملفتاً في أول برامج هذه المبادرة ظهور الشاعر والمسرحي هاشم صديق الذي قاطع الاجهزة الاعلامية الرسمية 17 سنة وتساءل في بداية كلامه: هل أضاع السياسيون هذا الـوطن أم اضعناه نحن معشر المبدعين»! وقال ان المبدع لطالما سبق السياسي، ولطالما كان مبادراً وخلاقاً وهو «يرى في الظلام ما لا يراه السياسي» وبدا شاعر ابرز الاغنيات الثــورية في السودان متأثراً وهو يقول : لا يجب ان ينقسم هذا الوطن الى قسمين و انا الآن اتأمل حال وطني كمبدع و..ابكي عليه»
وعــلى رغـم قــرب موعد الاسـتفتاء وضيق الوقت إلا ان مجــموعة «عشان بلدنا» بدت واثقة من تأثير برامجها الموسيقية والمسرحية على سكان الجنوب لحضهم علي الوحدة.
ولم يغب اللون عن المشهد الفني الداعي إلى الوحدة، فتكونت جماعة فنية أخرى باسم «سودان متحد» من مجموعة من التشكيلين المحترفين والهواة والمصورين ، بينهم صلاح ابراهيم وخالد حامد وابراهيم الجريفاوي.
كانت شــوراع الخرطــوم و جدران المدارس خصوصاً، هي فضاء رسائل الوحدة، اذ أطلت الرسوم في الهواء الطلق وفتحت حوارات التعايش السلمي والتنوع الثقافي مع المارة.
وتتابع الجماعة نشاطها وتنــظم ورشة تلوينية في مكتبة البشير ويقول خالد لـ «الحياة» ان تجربتــهم تجد التفافاً كبيراً من الناس وانهم في صدد توسيع نشاطهم ليشمل مدناً أخرى ، مبـيناً ان اعضاء الجماعة يتكفلون بجميع نفقاتها، خصوصاً المتعلقة بمواد الرسم والتصوير والبوسترات.
على الصعيد ذاته ، لكن من موقع رسمي، وصل إلى مدينة «اويل» في الجنوب «قطار الوحدة» القادم من الخرطوم محملاً بمواد غذائية ومدرسية في اطار مبادرة من جهات عدة بينها اتحادات المرأة والشباب والطلاب وصندوق دعم الوحدة، وتشارك اجهزة اعلامية عدة في انتاج برامج «وحدوية» خلال رحلة القـطار ذهـاباً وايــاباً والـتـي تستـغرق ايـامـاً.
دار الحياة
أيها الناس .. مالكم كيف تنظرون ؟ .. وكيف تحكمـون ؟ ما هـذه السذاجه .. ماهـذا العبط .. هل تعتقدون اننا بدفـن رؤسـنا في الرمال .. ورفع …..ا عاليا .. ان الخـطر قد زال .
تمزيق .. وتشظية السودان .. قدر لامحالة واقع .. واقع . هـذا زر رمـاد علي العيون .. وجمـيعنا شـركاء في هـذه الجـريمة التي يشــيب من هولها الولدان .. سـواء بالتواطؤ .. او بالتفرج .. او بالصمـت .
كنا نشاهـد هؤلاء الاوغـاد .. يعملون بهمه ونشاط .. في ذبح هـذا الوطـن ، والمواطـن ، من الوريد للوريد .. ولم نحـرك ساكن .. مايجـري امام اعيننا ، علي مسـرح السودان ، هـو تهريج ، ومـزيد من الاستغفال .. والضحك علي الزقون .. في الزمــن الضائع .. حيث لا ولن ينفع الندم .. إنتهي الدرس ياغبي .. ستصحوا غـدا علي اللاوطن .. اللاحاضر .. اللامستقبل .. وستبكي وطنا ، كالنسـاء ، لم تحافظ عليه ، وتصونه كالرجال.