مقالات سياسية

استقالة القراي !

* على خلفية قرار رئيس الوزراء بتجميد المناهج المدرسية الجديدة تساءلت أمس “هل اجتمع رئيس الوزراء بمدير المناهج والخبراء والمعلمين الذين وضعوا المناهج الجديدة ليتعرف على طبيعة هذه المناهج، ويستطلع آراءهم في ما يثار، والنقاط التي أثارت الخلاف وإمكانية معالجتها ..إلخ، قبل أن يُصدر قرار التجميد وتكوين لجان جديدة، أم أنه أصدر القرار اعتمادا على سلطته فقط التي لم يستخدمها في أشياء كثيرة كانت تستدعى اتخاذ قرارات صارمة وحاسمة، ولكن لم يفتح الله عليه بقرار واحد إلا مؤخرا بتجميد المناهج، خضوعا لإرادة الكيزان واشباههم وأذنابهم ؟!”
* اتضح بالفعل أن رئيس الوزراء لم يجتمع بمدير المناهج ولم يبذل أي جهد ليتعرف على رأيه ورأي الخبراء الذين وضعوا المناهج، ولكنه اتخذ القرار بعد مشاورة بعض الاكاديميين والتربويين (بدون أن يذكر أسماءهم وصفاتهم)، وبعض الجماعات الدينية والطوائف السياسية ومن بينهم الاخوان المسلمون وأنصار السنة الذي شاركوا في النظام البائد حتى لحظة سقوطه، ولم يشاور مدير المناهج!
* هل من المنطق والعقل والعمل الإداري الصحيح أن يتخذ رئيس الوزراء قرارا حول أي عمل من اعمال الدولة ــ المناهج أو غيرها ــ بدون مشاورة المسؤولين المكلفين بهذا العمل في وجود الوزير المختص او بدونه، ويتعرف على وجهة نظرهم قبل إصدار أي قرار خاصة في موضوع مهني تخصصي مثل المناهج؟!
* يقول الدكتور (القراي)، إنه التقى بمستشاره الإعلامي وسلمه نسخة من (كتاب التاريخ) ليعطيها لرئيس الوزراء ويشرح له وجهة نظره، ثم اتصل بعد يومين مستفسرا منه عن ما حدث، فأخبره المستشار الإعلامي أنه سلمه لمدير مكتب رئيس الوزراء وأعطاه فكرة عنه، واقترح على (القراي) أن يخرج الى الاعلام ويشرح وجهة نظره، وأخطره بأن لديه برنامج تلفزيوني يمكن ان يستضيفه فيه قريباً ــ حسب خطاب الاستقالة الذي تقدم به الدكتور (القراي) الى رئيس الوزراء !
* تخيلوا كيف تدار أعمال الدولة، والهوة الواسعة بين رئيس الوزراء ومستشاره الإعلامي الذي يسلم كتاب منهج التاريخ (موضوع النزاع والصراخ والبكاء) الى مدير مكتب رئيس الوزراء بدلاً عن تسليمه مباشرة لرئيس الوزراء، ويشرح لمدير المكتب ما شرحه له (القراي) عن المنهج ليشرحه لرئيس الوزراء بدلا من شرحه مباشرة لرئيس الوزراء ( لفة طويلة)، وعندما يتصل الدكتور (القراي) هاتفيا بالمستشار الإعلامي بعد يومين ليستفسر عن الموضوع، يجيبه بأنه أعطى الكتاب لمدير مكتب رئيس الوزراء وشرح له الموضوع، ونتساءل .. إذا كان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء لا يستطيع مقابلة رئيس الوزراء فما معنى عمله كمستشار، أو إذا كانت المهمة التي كلفه بها مدير المناهج ليست من اختصاصه فلماذا قبل التكليف بدلا عن توجيه (القراي) الى الطريقة الصحيحة التي يوصل بها المنهج الى رئيس الوزراء ويطلب الاجتماع به، كما أننا لا نعفى دكتور (القراي) من الخطأ بتكليف المستشار الإعلامي بالمهمة، بدلا عن الذهاب مباشرة الى مدير مكتب رئيس الوزراء وتسليمه المنهج وتقديم طلب رسمي لمقابلته، أو طلب مقابلته عبر رئيسه المباشر وزير التربية والتعليم وهى الطريقة الصحيحة!
* المهم، انتهى الاتصال الهاتفي بالنصيحة التي قدمها المستشار الإعلامي لدكتور (القراي) بالخروج الى أجهزة الاعلام ليشرح وجهة نظره حول المناهج واقترح عليه أن يستضيفه في برنامجه التلفزيوني، وهى نصيحة خاطئة، فلقد كان من المفترض أن يتريث الدكتور (القراي )حتى يلتقى برئيس الوزراء ويزوده بالمعلومات حول المنهج ويعرف رأيه ..إلخ، قبل أن يخرج الى الاجهزة الاعلامية ويصب المزيد من الزيت في النار!
* هنا لا بد من التساؤل .. كيف لشخص يشغل وظيفة المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء، وهى وظيفة تحتاج الى تفرغ كامل والالتزام بمعايير معينة، برنامج تلفزيوني خاص يأخذ الكثير من الوقت والجهد …إلخ، ويؤثر على عمله الرسمي كمستشار إعلامي لرئيس الوزراء؟!
* مر الوقت بدون أن يلتقى مدير المناهج برئيس الوزراء وبدون أن يستدعيه رئيس الوزراء ليفهم منه ما يحدث رغم الضجة الكبيرة، بل ان رئيس الوزراء لم يحاول في أي وقت من الاوقات منذ إصداره لقرار تعيين دكتور (القراي) في منصب مدير المركز القومي للمناهج، أن يلتقى به رغم الحملة الشرسة التي تعرض لها من الكيزان والمهووسين وأشباههم وأذيالهم، على الاقل لمؤازرته وهو واجب على رئيس الحكومة تجاه كل مرؤوسيه، أو ليفهم منه ماذا يفعل وإلى أين وصل العمل في المناهج، ويتناقش معه ويسأله لماذا يثور عليه الكيزان والمهووسين وإذا كانت لديه بعض التوجيهات ..إلخ، ولكنه لم يفعل أي شيء من ذلك، وربما لم تراوده أي فكرة للقائه، الى أن يصدر قراره بتجميد المناهج وتكوين لجنة قومية لوضع مناهج، خضوعا لرغبات المهووسين والفلول وأذنابهم !
* لقد ظللنا نؤازر الدكتور (حمدوك) ونحثه على اتخاذ القرارات الشجاعة لتحقيق اهداف الثورة ومطالب الجماهير، ولكنه ظل عاجزا عن فعل أي شيء مما أفقده التأييد الشعبي الضخم الذي حظى به، فصار يبحث عنه عند العسكر والفلول والمهووسين والظلاميين والخضوع لإرادتهم وتحقيق اهدافهم، فهنيئا له بهم، وهنيئا لهم به!

الجريدة

‫8 تعليقات

  1. دكتور القراي و المستشار الاعلامي لحمدوك لا يستطيعون مقابلته لتسليم خطاب القراي له!!! ، بدلا عن ذلك يتم تسليم الخطاب لمدير مكتبه،،،!!! امرك عجيب يا بلد هذا الجرذ الوضيع القادم إلينا من قرية الدبيبات جنوب كردفان،، يترفع عن مقابلة القراي، بينما يستقبل الإرهابي الكوز الغازي العتباني ،وذهب للقاء امام ألبوخه في منزله عدة َمرات،،
    ويقال انه ذهب للقاء قادة المؤتمر الشعبي في كوبر..
    ويقال ان المساوم التاريخي الشفيع خضر يحضر لمكتبه يوميا
    ويذهب طائعا مختارا لمقابلة البرهان وحميدتي..
    اخخخخخ يا بلد…

  2. يا المدعو سيف العزل والله انت الجرذ مالهم القادمين من الدبيبات اليسوا بسودانيين والله ان حمدوك سوداني اكثر منك. ومن الافضل ان تتادب وتخاطب العلماء بالأدب ولا انت عايز حمدوك يكون من الشمال النيلي لكي يكون سيدا وليس جرذا وقسما عنصريتكم البغيضة يا اهل الشمال هي التي ستورد السودان الهلاك.

    1. ياحسن يابطل حمدوك بضعفه وخوره الظاهر للجميع أساء للدبيبات ولى فرسان قبيلة الحمر ولى رجال كردفان ولخريجى كليه الزراعةولجميع زملائه حملة الدكتوراة ……لاشك فى ذلك اطلاقا

    2. يا إدارة الراكوبه القراء الاكارم يعلمون إنكم تراجعون تعليقاتهم وبصراحه نحن ما عايزين معانا (جموريون وديمقراطيون) تحت ظل راكوبتنا!!
      فيس بوك وتويتر لما احسوا ان ترمب سقط وحيقل ادبو حظروه فوراً وزى ما عارفين معظم النار من مستصقر الشرر وده الخايفين نحن منو الثوره شاركة فيها كل القبائل والبطون والاتهامات دى سوق الكيزان وانا لا إستبعد القارئ الاساء لحمدوك والرد عليه يكونا من الكيزان وعليه الرجاء عدم نشر مثل هذه التعليقات البغيضه فكلنا سودانيون والمؤمن بسودانيته عليه الإلتزام بخلق وآداب الانسان السودانى الآصيل!!.

    3. لا خلاف على ضعف أداء حمدوك وتردده لكن نعترف انه ما هو الا موظف في حكومة القحاطة ويمكن ان يقدم استقالته في اي وقت فهو ليس بملتزم لأي جهة وليس عضو في حزب. ولا نرى اي عنصرية في تعليق سيف الدولة .. بالعكس انت العنصري وان في قلبك شيء ما فلهذا سارعت بما باتهام الاخرين بما يبطن قلبك

  3. هل اجتمع رئيس الوزراء بمدير المناهج والخبراء والمعلمين الذين وضعوا المناهج الجديدة ليتعرف على طبيعة هذه المناهج، ويستطلع آراءهم في ما يثار…
    ســـؤال وجيه ولكن بالمثل
    هل اجتمع المنهجيون بأولياء الطلاب – آباءهم وامهاتهم – لأخذ رأيهم في هذه المناهج!؟ لابد ان يكون لهم رأي فيما يدرس ابناءهم ويعرفوا حقيقة هذه المناهج .. فؤهلاء التلاميذ ليسو عيال القراي ولا لجنته التي اختارها من أمثاله .. قراي ليس الذي ينفق ويصرف على هؤلاء التلاميذ ليصر على تعليم التلاميذ ما يراه ويريده وما يراه صحيحا , قراي يرتكب اخطاء فاحشه يستحق اقصاؤه وهويعرض السلم الاجتماعي للخطر.. هذه الرجل يخلق الفتن بتحديه للمجتمع … وللعلم ليس كل من يعترض على هؤلاء كوز لكن الشعب لا يرضى من يستوصي عليه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..