مظاهرة الخرطوم والإعلام المفقود

نور ونار
مظاهرة الخرطوم والإعلام المفقود
م.مهدي إبراهيم أحمد
[email protected]
جاءتني كغيري من الشباب رسالة تحضني علي الخروج في مسيرة سلمية تندد بالأنفصال البغيض وتقول صوتها العالي فيما يعتور البلاد إنقسام و غلاء وأرتفاع في أسعار الضروريات والمسيرة تخرج في موعدها تماما كما تم تحديده والمظاهرات تنتظم شوارع العاصمة الخرطوم كانت شرارتها من الجامعات حيث التدافع الشبابي والطلابي الذي أراد أرسال رسالة لنظام الحكم بضرورة الرحيل وحتمية التغيير وأحداث مصر تطغي علي ماعداها من أحداث والفضائيات بأجمعها تيمم شطرها تجاه أرض الكنانة بالمرابطة فيها نقلا للأحداث ومايصاحب الأحداث من خطوات وتطورات ومظاهرات الخرطوم يخفت صوتها و يخبو ضوئها ولايكاد يتجاوز محيط البلاد علي الرغم من أن المسيرة قد قدمت قربانا للمواصلة والأستمرار بأتجاه التغيير ولكن أحداث مصر تقتل كل حدث سواها حتي ولو كان في أنفصال الدول وسقوط القتلي في المظاهرات
.والأعلام يلعب دوره في مواصلة رسالة التغيير فأحداث تونس ماكان لها أن تروج وتأخذ الحيز الكبير في التفاعل والتقليد بالخروج والإحراق لولا الأعلام وأنتشاره والذي يتيح للمعبرين عن أرائهم من أن تخرج للعلن وفي الهواء الطلق وبعيد عن الكبت والتضييق ومظاهرو تونس يستغلون المنبر الأعلامي ويحركون الشوارع يلهبون المشاعر ويوحدون المواقف ليسيروا تجاه الغاية والتغيير .
ونفس الحال ينطبق علي مصر فمساحة الأعلام كانت كافية للتفاعل والأنتشار وتوحيد المواقف فكان الأعلام حليفهم ومنبرهم في المواصلة والمسير فلاغرو فالأعلام يدخل كل البيوت بلا أستئذان ليجعل من الجميع متابعا لمواقف الجميع ولابد أن تكون الأستجابة وومشاعر التعاطف كبيرة للغاية في الخروج والأنضمام لجناح التغيير فمطاالب المتظاهرين تشمل الكل ويرزح تحت معاناتها الجميع وهذا ماحدث ومظاهرات مصر تمضي لغاياتها في التغيير بعيدا عن تحذيرات الجيش وتهديداته لهم بعدم الخروج .
ومظاهرات الخرطوم لم تجد حيزها من الأعلام فغابت حتي القريبين من محيطها وغيبت حتي علي الإعلام وأنشغال الأعلام بأحداث مصر جعل من المظاهرة يسهل إحتواءها ويفرق جمعها وعكسها للشعب المنشغل عنها بأنها محاولة للتخريب وإعطاء الشرطة شرعية فضها والقضاء عليها بابطش والقوة .
ومظاهرات الخرطوم قد تكون فتحت الباب واسعا لمجموعات أخري قطعت أياما بعينها يخرج فيها الجميع بلاأستثناء ويكون الأعلام ساعتها قد أدي دوره في تغيير مصر ليتوجه الي الخرطوم علي الرغم من وجود بلدان أخري قد تكون سباقة للخروج وعلي قدر التظاهر والخروج حتما ستوجه الأعلام ويكون سيد الموقف بلامنازع في المساعدة علي التغيير.
قدمت مظاهرات الخرطوم قتيلا ولكن قتلي مظاهرات مصر حجب الأعلام غصبا عن الألتفات الي ذلك الحدث المهم فكل الفضائيات ترابط للوصول الي التغيير في مصر وحتي إنفصال السودان العربي لم يجد حظه في التحليل والنقاش والتحذير من حدوثه في دول عربية أخري ولكن مسيرات التغيير التي تنتظم أنظمة الدول العربية جعلها الأعلام فوق كل حدث فتغيير الأنظمة يبقي واجب إعلامي لاتحاذيه أنفصال البلدان ولاإنقسامات العرب .
السودانيين دائما فى امورهم متمهلين ويحبون ان تنجض الأمور على نار هادئة
ولذلك ثوراتهم ناجحة فى كنس الأنظمة الشمولية من جذورها حيث لا يبقى احد من
النظام البائد فى السلطة .انظر لتونس وشكل الحكومة الان لا زال رئيس الوزراء حكومة
بن على يدير دفة الحكم ومعه بعض الوزراء القدامى الان انظر لمصر سيرحل مبارك
لكن ترك خلفه عمر سليمان يدير الأمور مثل هذه الخرمجة لا تحدث عندنا فى السودان
لأننا نجهز البديل قبل سقوط النظام وأرجع لأكتوبر وأبريل
لو كنس السودانيون …..نظام مايو من جذوره…….في أبريل 1985…….ما كان هذا حالنا ….فقد استلم السلطة الانتقالية سوار الذهب المحسوب على الكيزان ……..مما مهد الطريق للجبهة اللااسلامية لاستلام الحكم في السودان في انقلابهم الأسود الذي أرجعنا للوراء مئات السنين ……