ممثل أسر المفقودين بلجنة المفقودين سمية عثمان: لجنة نبيل أديب فاشلة ولم تقم بالعمل الموكول لها

ظل ملف المفقودين خلال ثورة ديسمبر أو المفقودين منذ العهد البائد ملفاً شائكاً، وقضية ملحة، لم تفلح السلطات حتى الآن فك غموضها. وعلى الرغم من الجهود المتصلة التي ظلت تبذلها لجنة المفقودين، مع الأسر، إلا أنها لم تتوصل حتى الآن لخيط يدلها للمختفين. وفي الجانب الآخر تتحرك الجهات الحكومية بين الحين والآخر علها تجد ما يمكنها من فك طلاسم اختفاء المفقودين.

وقد صاحب عمليات التحقيق في الأمر كثير من الجدل، أبزره قضية جثامين لمجهولي الهوية داخل المشارح، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من الأسر، الذين بدورهم يتحركون هم أيضاً مع الجهات الرسمية عسى ولعل يظفرون بما يمكنهم من رؤية مفقوديهم.

وللتعرف أكثر على ملابسات ملف المفقودين، أجرت (الحراك) حواراً مع ممثل أسر المفقودين بلجنة المفقودين سمية عثمان.

حوار ـ إيمان الحسين

بداية ما رأيكم كأسر مفقودين بالنسبة لعمل اللجنة الجديدة التي كونتها لجنة الطوارئ الصحية ليتم عبرها دفن الجثث التي في المشارح؟

نحن أسر المفقودين نرفض تشكيل هذه اللجنة تماماً لأسباب منها استبعاد أسر المفقودين في عضوية اللجنة، حتى يكونوا عيناً لعمل اللجنة ولشفافية عمل اللجنة وحتى تطمئن الأسر من جانب اللجنة، لتتأكد أن اللجنة تبحث عن حقيقة ومصير أبنائنا المفقودين.

هنالك حديث عن اتهامكم لعدد من الأشخاص داخل عضوية اللجنة الحالية؟

هنالك من لديه اعترافات قضائية لذلك لن نقبل بأن يكونوا جزءاً من اللجنة الجديدة، فاللجنة الحالية بها أشخاص زوروا المعلومات الذين تستروا على المجرمين وعلى الجرائم التي تمت أن يكونوا أعضاء، ولن يضيفوا أي شيئ بل سيستمرون في أعمالهم السابقة، ومن خلال أعضاء اللجنة والاستعجال في دفن الجثامين حسب البروتوكول والإجراءات الصحيحة، ونحن متأكدون تماماً من هذا الحديث ولدينا تجربة معهم، والعمل الذي قام به أعضاء اللجنة الجديدة من الطب العدلي كان به تلاعب وعدم مسؤولية، ونحن كأسر مفقودين نقول إن اللجنة الجديدة تكونت لكي تقوم بدفن الحقيقة والأدلة، وتدفن أدلة الاتهام، وأيضاً تهدف اللجنة إلى إبعاد المتهمين من المحاسبة على جرائمهم التي ارتكبوها.

لماذا تم استبعادكم من اللجنة الجديدة؟

لم نطلب أن نكون جزءاً من اللجنة الجديدة وهم بدورهم لم يسعوا إلى أن نكون جزءاً من اللجنة،وبما أن اللجنة استبعدتنا ذلك يدل على أن هنالك عملاً يريدون أن يبعدونا عنه ولا يريدون أن نعلم به أو هنالك شيء يريدون دثره. الجريمة التي بدأت منذ فض الاعتصام حتى دفن الموتى،الغرض من ذلك أنهم لايريدوننا أن نطلع على كل الحقائق والعمل غير مرضي وغير شريف.

هل تتهمون الطب العدلي في التقصير في أداء مهامه في عمليات التشريح والاحتفاظ بالجثامين؟

نعم نتهم بعض الأطباء في الطب العدلي لعدم نزاهتهم وتسترهم واشتراكهم في كل الجرائم،ونحن لا نعلم إذا كان ذلك عبر ضغوط عليهم أو لمصالح شخصية .

هل تعتقدين أن هنالك جهات تقف وراء اللجنة الجديدة وتدعمها ومستفيدة من تكوينها؟

نعم هنالك جهات لديها مصلحة بذلك ولديها مصلحة حول طمس وتزوير الحقائق.

رأيكم في عضوية اللجنة الجديدة؟

اللجنة بها بعض الأشخاص لانعرف عنهم شيئاً وأغلبهم نشك في نزاهتهم ونحن غير موافقين على وجودهم باللجنة ولن ننتظر منهم أي نتائج .

ماهي الخطوة القادمة التي سوف تقومون بها كأسر مفقودين؟

نحن متوكلون على الله وحده ونعمل بالأسباب،وسنواصل في المطالبة بحق أبنائنا إلى أن نعرف مصير المفقودين، سواء إن كانوا أحياء أو أمواتاً، ومن الذي تسبب في اختفائهم قسرياً طوال تلك الفترة،ولن نتوقف عن المطالبة بحقوقهم سواء إن كان (محلياً أو دولياً)،وقضيتنا لن تنسى ولن تستقيم الأمور في السودان مالم تحل قضية المفقودين وقضية فض الاعتصام.

ماهو رأيكم  في عمل لجنة التحقيق في فض الاعتصام (لجنة نبيل أديب)؟

لسنا أعضاء في لجنة نبيل أديب وليست لدينا أي معلومات عن عمل اللجنة وإلى الآن نحن والشعب السوداني يترقب أن يقوم بالإعلان عن النتائج التي توصلت إليها لجنته حول أحداث فض اعتصام القيادة العامة، ونحن نعتقد أن هذه اللجنة هي لجنة (فاشلة) ولم تؤدِ العمل الموكول لها، مع العلم أنه كان من الممكن أن يكون من أنبل الأعمال التي تقوم بها اللجان، وكان يمكن أن تكون سبباً في تحقيق عدالة أو استقرار البلاد واطمئنان الشعب السوداني، أن العدالة لاتزال موجودة والأمل موجود بالقضاء السوداني، لكن اللجنة أضاعت الفرصة من يدها وأصبح الشعب السوداني ساخطاً عليها، وإلى الآن لم تطلع اللجنة الرأي العام والشارع السوداني على أي نتائج ملموسة حول قضية فضض اعتصام القيادة العامة، وإذا كانت اللجنة قد قامت بعمل كان يمكن أن يكون قد ظهر إلى الشعب السوداني في الفترة الماضية.

هل ستطالبون في الفترة القادمة بنبش المقابر الجماعية؟

نعم هذا هو الطلب الأول والأساسي بالنسبة لنا كأسر مفقودين، ونحن نطالب بنبش أية مقبرة جماعية أو أي قبر يمكن أن يضم مجهول هوية، نحن من ضمن اهتماماتنا أن تنبش أية مقبرة مشكوك بها لابد من نبشها ومطابقة (الدي ان أي) مع أسر المفقودين حتى نتأكد ونعرف ماهو مصير أبنائنا سواء إن كانوا أحياء أو أمواتاً.

هل هنالك مساعٍ  لتدويل ملف قضية المفقودين؟

نعم سوف نقوم بتدويل الملف إذا لم نجد إنصافاً داخلياً وإذا لم نعرف مكان أبنائنا سنقوم بطرق كل الأبواب، بما فيها الأمم المتحدة واللجنة الدولية لشؤون المفقودين.

صحيفة الحراك