الدفاع بـ “السفر”

يوسف الجلال
إقلاع
هذا المقال يهدف ? بصورة حاسمة ? الى شرح فوائد القرارات الخاطئة..!
تحليق
يؤسفني ? انا يوسُف – ان اقولها بصراحة، “لقد ثبت ان قصص النجاحات الباهرة، تبدأ عقب عبور صالة المغادرة..!”، يؤسفني ان اقول ذلك، ولا يؤسفني لو اننا لم نُنقّب ? انا وانت ? في سيرة الهجرة المُبكية للعقول، ومسيرة الرحيل المر للكفاءات السودانية..! ببساطة لان الحكومة ? وهي اولى مني ومنك – لا تود “الرحيل” الى حيث استقراء مسببات الظاهرة، والى حيث تفحّص اسباب الكارثة..!
اقر انني بعيد جغرافيا عن دائرة الازمة، لكن عاطفتي مأخوذة الى حيث ارتال العتمة والوجع. وعليه فقد يكون قد صدر فرمان “ما”، من مكان “ما”، من اجل “لملمة” الفضيحة. لكنني لست معنيا بذلك، بقدر ما انني مهموم بالصورة المُفجعة، والسيناريو المُفزع الذي ارتسم قبالة سفارة دولة قطر، بعد ان سالت دموع الاسفلت بشارع الدوحة بالمنشية شرقي الخرطوم، حزنا على ثلة منتقاة من شباب السودان، تراصت بوعي وافر، وبطموحات مسلوبة، بحثا عن وسيلة “ما” للاندغام في وظائف مطروحة من قبل الجيش القطري.
يحدث هذا في حين تشهد القوات المسلحة في السودان حالة تسرب من قبل بعض منسوبيها عن الخدمة بسبب ضعف الاجور، بحسبان انها ? اي الاجور – لا تُحرّض ولا تُشجع على الذهاب الى مناطق العمليات.
ولا اخفيكم انني تذكرت ? في غمرة ذلك كله – الجنرال ذو البزة الزرقاء، عبد الرحيم محمد حسين، حامل رتبة الفريق اول، وشاغل منصب وزير الدفاع، وهو يطالب البرلمان بضرورة زيادة مرتبات واجور افراد القوات المسلحة. بل انني تذكرت ان الجندي المقاتل كان يتقاضى مبلغ (450) جنيه فقط، قبل ان يتم رفعها الى (800) جنيه، ثم اخيرا الى الفي جنيه. ومعلوم ان كل هذه الاجراءات جاءت لسد الباب امام تسرب بعض منسوبي القوات المسلحة من الخدمة، بحثا عن مداخيل رزق جديدة.
وطبقا لافادة وزير الدفاع الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين، امام البرلمان العام الماضي، فان “رواتب جنود القوات المسلحة ضئيلة، وغير مغرية للتوجه إلى مناطق الحرب”. بل ان وزير الدفاع “شكا من تسرب عناصر بالقوات المسلحة إلى التنقيب عن الذهب، بدلاً عن العمل في الخدمة العسكرية برواتب غير مجزية”. فهل بعد هذا يُلام خريجو السودان من حملة الدرجات العلى، إن هم تراصوا في طوابير الباحثين عن تاشيرات الخروج عن جلد الوطن..!
حسناً، فليس من خلاف حول ان الموقف برمته مفجع، وايضا غير لائق. لكن بالمقابل هناك شبه اجماع على ان ذاك الموقف يعتبر الأليق، لكونه فضح الادعاء المُتزاعَم والمُتوّهم لدى قادة الحزب الحاكم، ممن يروجون دونما سند او منطق، ان ثمة “تحسن ملحوظ قد طرأ على مستوى دخل ومعيشة المواطنين”. ولكونه كشف عن حجم الضائقة الاقتصادية، وازاح النقاب عن حقيقة اعداد العاطلين عن العمل، في ازمنة العاطلين عن القيادة الخلاّقة.
هبوط
اعتقد ان “الحسنة” الوحيدة من ذاك السيناريو المفجع، انه ألقم قادة المؤتمر الوطني حجرا، وفرض عليهم السكوت، بعد ان تكشّفت الحقيقة امام ناظري الجميع، عارية من ايما كساء مستلب. واعتقد اكثر، اننا رأينا طوابير الدفاع عن الحق في الحياة، من خلال وسيلة قاسية اسمها “السفر”.
الصيحة
عزوف الشباب عن الانحراط في الجيش ليس بسبب ضعف الرواتب
بل لان الجنود لا يقاتلون ليحرروا بلادهم من المعتدين
وانما يحاربون بني وطنهم يقتلونهم ويغتصبون نسائهم
لانهم يعلمون ان هذه الحكومة فاسدة حتي النخاع فلماذا
يدافعوا عنها
لا يريدون ان يكونو كلابا يحرسون اللصوص وهم يستمتعون
بكل ما لذ وطاب
تلك قضية عزوف الشباب يا اخي
و الله احيك . معلم . يعجبني اللعب الحلو . وااااااااصل