كنداكة السودان مسيرة من العطاء والتضحية ومناصب مشرفة

القت الظروف الاقتصادية بظلالها علي المرأة السودانية فخرجن ومازلن للمشاركة والمؤازرة لبناء الاسرة فالمرأة بالإضافة للمسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتقها في المنزل خرجت لتشارك نصفها الاخر في بناء اسرة لتعيش حياة كريمة ،كثيرات خرجن وكثيرات تحملنا مسئولياتهن في حال انفصالهن عن أزواجهن اما بسبب وفاة رب الاسرة فخرجت المرأة واندمجت في المجتمعات العملية تكافح وتناضل من اجل تربية وتعليم ابنائها ،وهناك رائدات في مجال العمل العام والخاص والاعمال الهامشية واكثرهن وفدن من دارفور وكردفان وغيرها من مدن السودان المختلفة كافحن وانجزن وهناك قصص لنساء اخترن مهنة عمل الشاي أو مجال المأكولات البلدية ويقف سوق قندهار شاهدا علي انجازات المرأة في صناعة وطهي اللحوم .
وتقول صاحبة مشاوي اللحوم سلوى الابيض بمنطقة المنصورة بأم درمان أنها ظلت تعمل وتكافح ليل نهار من اجل تربية ابنائها ومساندة زوجها بسبب ضغوط الحياة المعيشية وقالت انه تتشرف بمهنتها التي اكسبتها سمعة وادرت عليها رزق اعانها على مواصلة تربية ابنائها.
اما سيدة محمد العاملة بموقف الباصات السفرية بسوق ليبيا في مجال صناعة المأكولات البلدية فتؤكد انها خريجة جامعية ولكن وجدت في مهنة صناعة المأكولات ربحا وفيرا اعانها على تربية ابنائها بعد وفاة رب الاسرة.
بائعة الشاي بسوق ليبيا سامية ادم تشير الي ان انفصالها عن زوجها اجبرها علي الخروج للعمل لكي تحمل مسئولية تربية ابنائها الخمس لان زوجها تركهم صغار وان النفقة التي تحصل عليها لا تكفيها لأسبوع لذلك اضطرت للعمل والحمد لله كبر بعض الابناء والان في مرحلة الجامعة وهو الان يعينها حيث يعمل ليلا في الموقف ويذهب في الصباح للجامعة, واما فتحية علي التي تعمل في مجال صناعة المأكولات البلدية وام لثلاث ابناء تخرجوا جميعا من الجامعات ولديها الان ابن ضابط وهو يتشرف ويفتخر دوما بوالدته لأنها تحملت المسئولية واعمارهم لا تتعدي الخمس سنوات وادركت بعد انفصالها عن زوجها ان النفقة لن تعنيها علي ظروف الحياة فخرجت للعمل وكسبت سمعة وزبائن كثر .
وهناك ايضا في مجال العمل العام هناك رائدات يشار اليهن بالبنان في مجال الخدمة العامة في السلك الدبلوماسي تعطرت مسيرتهن بالكفاح والنضال فكرمت الحكومة الانتقالية في عهد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك المرأة فكانت أول وزيرة للخارجية اسماء محمد عبد الله واحدة من ” كنداكات ” السودان اللائي شاركن بقوة في الحراك الذي حرر السودان من قبضة البشير والإخوان، فهي تدرك تماما عظم المسئولية التي أوكلت إليها من جموع الشعب السوداني، ونجاح إدارة علاقات السودان الخارجية يعني الكثير للسودان الذي نال ما نال من دمار وتخريب سياسي واقتصادي على مدى ثلاثون عاماً،
ظلّت أسماء حريصة على المحافظة على السودان، حيث كرّست جُلَّ وقتها لخدمة الناس وقضاياهم وظهر ذلك جليّا من خلال الحياة التي عاشتها في الفترة التي تلت فصلها تعسفيّاً من عملها الدبلوماسي، وحتى عندما انتقلت إلى الرباط برفقة زوجها الشاعر التشكيلي حسن محمد عثمان، كان بيتها ملاذا للطلاب السودانيين الدارسين هناك يلجأون إليه كلما احتاجوا إلى الدفء الأُسري والنصح، وأحيانا الطعام السوداني الأصيل.
ثم حملت مسيرة الكفاح مريم الصادق المهدي درست الطب ولم تعمل به والتحقت بصفوف المقاتلين في أسمرة، ووصلت لرتبة رائد في الجيش السوداني. انضمت لحزب الأمة إلى أن وصلت لمركز قيادي فيه
وفي 30 يناير 2019 أعلن حزب الأمة القومي المعارض في السودان أن السلطات الأمنية اعتقلت نائب رئيس الحزب مريم الصادق المهدي. وحسب قيادات الحزب، فقد اعتقلت مريم من منزلها في الخرطوم. على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها السودان منذ 19 ديسمبر 2019، وأطلق سراحها، بعد اعتقال استمر عدة ساعات.
ولكن لم يدم عهدها في الخارجية طويلا بعد أن شهد 25 اكتوبر 2021 انقلابا هدم كل معاني النضال والكفاح الذي ظلت تنادي به المرأة وفي المجال القضائي المرأة هناك علامات بارزة وفي المجال المالي والطبي والفني وغيرهن كثيرات في المجالات المختلفة حملن راية العمل والكفاح بكل مسئولية فأنجزن ولازالت مسيرة العطاء والانجاز تتواصل سعيا لتحقيق الاهداف فالتحية والتقدير للمرأة في العالم اجمع خاصة المرأة السودانية والمهنية وربة المنزل والمرأة الريفية ورائدات الأعمال. وحواء السودان الكنداكة في كل محفل تخوضه أصبح يشار اليها بالبنان وصار العالم يتحدث عنها وهي تضحي بفلذة كبدها من اجل ان ينهض السودان ويعلي شانه .
مداميك