الأونروا: إسرائيل أجبرت موظفين في الوكالة على الاعتراف كذبا بصلتها بحماس

الأونروا: إسرائيل أجبرت موظفين في الوكالة على الاعتراف كذبا بصلتها بحماس

صدر الصورة، Reuters
علقت 16 دولة تمويلها للأونروا على خلفية اتهامات إسرئيلية لموظفين بالمنظمة بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023
أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن بعض موظفيها الذين أُطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية في غزة بعد الاحتجاز قالوا إنهم تعرضوا لضغوط من السلطات الإسرائيلية ليدلوا بأقوال كاذبة بأن الوكالة على صلة بحركة حماس وأن موظفين بها شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر.
جاء ذلك في تقرير أعدته الأونروا في فبراير/شباط الماضي، والذي يتضمن تفاصيل مزاعم بسوء المعاملة في السجون الإسرائيلية أدلى بها فلسطينيون مجهولون، بينهم عدد من العاملين في بالوكالة.
وقالت جولييت توما، مسؤولة الاتصال بالأونروا إن الوكالة تخطط لإرسال المعلومات الواردة في تقريرها غير المنشور الذي يتكون من 11 صفحة إلى منظمات متخصصة في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان داخل وخارج الأمم المتحدة.
وأضافت: “عندما تنتهي الحرب، نحتاج إلى فتح سلسلة من التحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان”.
وذكر التقرير، الذي اطلعت وكالة أنباء رويترز على نسخة منه، إن عدداً من الموظفين الفلسطينيين في الأونروا احتجزهم الجيش الإسرائيلي، وتعرضوا لمعاملة سيئة وانتهاكات، علاوة على الضرب المبرح، والإغراق إلى حد الاختناق، والتهديد بإيذاء ذويهم.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وأشار إلى أن “موظفي الوكالة تعرضوا للتهديدات والإكراه من قبل السلطات الإسرائيلية أثناء احتجازهم. كما تعرضوا لضغوط من أجل الإدلاء بأقوال كاذبة ضد الوكالة، بما في ذلك أنها على صلة بحماس وأن موظفي الأونروا شاركوا في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023”.
وقال تقرير الأونروا إنه بالإضافة إلى الانتهاكات المزعومة التي تعرض لها موظفو الأونروا، وصف المعتقلون الفلسطينيون بمزيد من التفصيل مزاعم الانتهاكات، بما في ذلك الضرب، والإذلال، والتهديدات، والاعتداءات بالكلاب، والعنف الجنسي، ووفاة المعتقلين الذين حرموا من العلاج الطبي.
وردا على سؤال من رويترز للتعليق على الادعاءات الواردة في التقرير، لم يرد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بشكل محدد على مزاعم تعرض موظفي الأونروا للإكراه، لكنه قال إن الجيش الإسرائيلي يتصرف وفقا للقانون الإسرائيلي والدولي لحماية حقوق الفلسطينيين المعتقلين.
وقال إن الشكاوى بشأن انتهاكات جسيمة أو سلوك غير لائق تُرفع إلى السلطات القضائية للنظر فيها، كما يُفتح تحقيق في حالات الوفاة التي تحدث بين المعتقلين من قبل الشرطة العسكرية، مشددا على رفض إسرائيل لأي مزاعم مرسلة غير مدعومة بأدلة عن انتهاكات جنسية ترتكب ضد المعتقلين.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المعتقلين المطلق سراحهم يخضعون الآن لسيطرة حماس، وقد يُجبرون على التنديد بإسرائيل أو المخاطرة بتعريض أنفسهم للأذى.
استئناف التمويل وسط الأزمة
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
تواجه الأونروا، التي تقدم المساعدات والخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، أزمة بسبب مزاعم إسرائيلية صدرت في يناير/ كانون الثاني الماضي بأن 12 من موظفيها، البالغ عددهم 13 ألف موظف، في غزة شاركوا في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت المزاعم الإسرائيلية سبباً في حرمان الوكالة من تمويل بقيمة 450 مليون دولار كانت تحصل عليه من 16 دولة في مقدمتهم الولايات المتحدة. كما أدت إلى فصل عدد من موظفيها، وهو ما بررته بأنه جاء حرصا على حماية قدرة الأونروا على الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية.
وقالت النرويج، التي تستمر في تمويل الوكالة، في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إن العديد من الدول التي علقت تمويلاتها للوكالة ربما تغير رأيها في وقت لاحق، وقد تستأنف التمويلات قريباً.
وأعلنت كندا والسويد السبت الماضي استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بعد تعليقها في أعقاب اتهام إسرائيل بعض الموظفين بها بالتورط في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت الدولتان بين عدد كبير من الدول التي علقت تمويلها للمنظمة بعد ظهور الاتهامات الإسرائيلية التي فتحت الأمم المتحدة تحقيقا فيها في حين تقود وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا أيضا مراجعة مستقلة.
وقالت السويد السبت الماضي إنها بصدد إرسال 200 مليون كورونا سويدية (19 مليون دولار) كبداية لاستئناف التمويل بعد أن وافقت المنظمة على فرض المزيد من الرقابة على الإنفاق وطواقم العمل الخاصة بها.
وقال بيان أصدرته استكهولم السبت: “خصصت الحكومة السويدية 400 مليون كورنا سويدية لصالح الأونروا في 2024. ويتعلق القرار الصادر اليوم بـ200 مليون كورونا هي الدفعة الأولى من هذه الأموال”.
وجاء ذلك بعد إعلان كندا استئناف تمويل الأونروا تزامنا ما استمرار التحقيق في المزاعم ذات الصلة بموظفي المنظمة.

صدر الصورة، APE
تعرضت مقرات للأونروا للقصف الإسرائيلي على غزة منذ اندلاع الحرب
وقال البيان الكندي إن التمويل سيُستأنَف بينما تستمر التحقيقات مع الموظفين.
وتُظهر بيانات عام 2022 أن كندا هي الدولة الحادية عشرة في ترتيب الدول الأعلى مساهمة في ميزانية الأونروا لعام 2022.
وأعلن وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين قرار استئناف التمويل في بيان الجمعة.
وقال إن القرار اتُخذ “اعترافاً بعملية التحقيق القوية الجارية” في هذه المزاعم.
وأضاف أن رفع التعليق المؤقت للتبرعات جاء “كي يمكن فعل المزيد لتلبية الاحتياجات الملحة للمدنيين الفلسطينيين”.
كما ستتبرع القوات المسلحة الكندية بحوالي 300 مظلة شحن للأردن، لاستخدامها في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات في غزة.
وفي بيان صحفي، أشارت الحكومة الكندية إلى أنها “لم تفوّت أي دفعة مجدولة بانتظام كانت مخصصة للذهاب إلى الأونروا خلال فترة التوقف المؤقت”.
وأضاف البيان “من خلال توافر اليقين بأن مساهمة كندا المخطط لها ستستمر، سيساعد ذلك في منع الانهيار الوشيك لهذه المنظمة الأساسية”.
إسرائيل تريد إغلاق الأونروا
قالت إسرائيل إن الأونروا – التي تقدم خدمات تعليمية وصحية وإغاثية لحوالي 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجل لديها، ينبغي أن تُغلق.
وقال الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى يوم الجمعة إنها تعتزم فتح طريق بحري إلى غزة لتوصيل المساعدات التي يمكن أن تبدأ العمل نهاية هذا الأسبوع.
وتعد كالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أكبر وكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل في غزة، وتقدم الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا، وتوظف نحو 13 ألف شخص داخل غزة.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وبرية على غزة أدت إلى مقتل أكثر من 30.800 فلسطيني حتى الآن وفق وزارة الصحة في القطاع، وذلك رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
كما حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة في غزة “تكاد تكون حتمية” ما لم تُتخذ إجراءات لتقديم المساعدات، وتقول منظمة الصحة العالمية إن الأطفال يموتون جوعاً في شمال قطاع غزة.