كتَّرتي المحلبية

بسم الله الرحمن الرحيم

تحكي الطرفة القديمة أن فتاة فاتها قطار الزواج فلجأت إلى أحد الشيوخ ليساعدها في الحصول على عريس، فأشار عليها الشيخ بأن تضع حناءً على قدميها وتنام من بعد ذلك، ومن تراه في المنام فهو العريس المنتظر.

وفي اليوم التالي عادت الفتاة للشيخ وأخبرته أنها وضعت الحناء ولم تَرَ شخصاً في منامها فطلب منها إعادة وضع الحناء، فعادت إليه لتخبره أنها وضعتها وقد رأت في المنام أن عريسها هو الشيخ نفسه، فرد عليها الشيخ: الظاهر إنتي كَتَّرتي المحلبية.

الطرفة تلخص لجوء بعض النساء إلى الدجل والشعوذة من أجل الحصول على عريس، وفي نفس الوقت تفسِّر تحايل الشيوخ للهروب من مأزق الفشل في تحقيق أمنيات الزبائن.

حال شيوخ الدجل والشعوذة لا يختلف كثيراً عن حال (الحكومة ) التي ظلت في حالة وعود مستمرة للمواطنين بتحقيق حياة رغدة وكريمة وفي كل مرة يقتنع المواطنون بحديثها ويصدقون وعودها، ويعودون ليضعوا آمالهم وأحلامهم التي أصبحت تنحصر في استقرار (إمداد الكهرباء والمياه وتوفر الجازولين)، ولكن في كل مرة تضيع أحلامهم هباء منثوراً ولا يرونَ لا في أحلامهم ولا في واقعهم أثراً حقيقياً لوعود الحكومة.

الآن وبعد الإرهاصات الأخيرة عن الزيادات، والتي (أعلنوا) عنها ثم (تراجعوا) وأعلنوا مجدداً؛ بعد تلك الإرهاصات وضح جلياً أن الحكومة ما جايباها على (البر) ..

وإذا حدث وطُبِّقت تلك الزيادات فإن مطالب المواطنين لن تتوقف عند طلب الكهرباء والمياه والجازولين بل سترتفع إلى المطالبة بتغيير النظام الحاكم نفسه ، ولن يكون الامر حينها اضغاث احلام او حركات معارضة او اجندة خارجية بل ستكون ثورة شعبية قوية وعاصفة ستطيح بكل ماحولها ، ولن يضير المواطنين حينها إن اعتقدت الحكومة أن سقف المطالبات ارتفع أو (كَتَّرنا المحلبية).

خارج السور

مازال مقال الزوجة الثانية يجد تفاعلاً من الرجال أكثر من النساء، البعض اعتبر أني محرضة للنساء لفض الشراكة مع الزوج، وهذا ما لم يحدث؛ فقد تطرقت إلى أساليب الحفاظ على عش الزوجية آمناً ومستقراً، وإن كنت طالبت النساء بالتخلص من الرجل الذي يقع ضمن دائرة الثلاث: السكير والعربيد والكذاب.

ومن يعتبر أن حديثي غير مقبول وأن هذه الصفات غير كافية لفض الشراكة فليخبرنا هل يرتضي لنفسه أن يكون زوج ابنته أو اخته من هؤلاء الثلاثة؟ إن ما لا نرضاه لأنفسنا ينبغي ألا نرضاه للآخرين.

*نقلا عن السوداني