الاستراتيجية الإعلامية المفقودة

كيل الشتائم من قبل وسائل الاعلام المصرية ، أمر لا يبعث على الاستغراب والدهشة ، بل المستغرب أن يعبر إعلامنا عن «الدهشة» ، وفي خضم الهجوم المصري الممنهج على السودان ، تصل أصداه أماكن أخرى ، لتردد ذات الشتائم ، غير أنها تقف فردية ، كتغريدة مدير قناة أبوظبي الرياضية السابق» محمد نجيب» المليئة بالعنصرية المقيتة ، ويشاطره في ذلك نفر من أنصاف الاعلاميين ،الذين لا يعرفون عن السودان تاريخا ولا جغرافية.
على وقع «وقاحة» اعلام مصر ، ثارت غضبة مضرية في الاعلام السوداني في لحظة وكأنه يفيق على أمر مستجد من قبل إعلام مصر .. «ونحن قد تعودنا « من زمان بعيد أن الدراما المصرية بذلت جهودا ضخمة لترسيخ أن « عثمان البواب» و»إدريس «السفرجي» .. ببشرتهما السمراء أتيا من جنوب الوادي ، وليس من أسوان حتى لا تؤجج العنصرية بين أبناء البلد الواحد .. ومضت استراتيجية اعلام مصر على هذا النحو وهي خطة جاهزة لدى الأجهزة الأمنية تدفع بها كلما حاول السودان أن يتنفس في فضاء بعيد عن مصر.
يبقى السؤال الملح ، ماهي الاستراتيجية الاعلامية لحكومة السودان ، لمجابهة هذا الواقع ..بدا أنه لا توجد أي استراتيجية ، بل هناك ممانعة رسمية غير معلنة لرفض أي نوع من الهجوم على مصر ، لحسابات تأكد تمام أنها غير مجدية.. وهي حسابات تحاشت إنطلاقا من روح الاخوة المفقودة أن تسمي «حلايب» بالمحتلة.. أملا في حلول أخوية تبعد تاريخ البلدين عن عبارة «محتلة» .. فكثير من السودانيين ولوقت قريب لا يعرفون على وجه الدقة ، طبيعة الامور في حلايب ..ولا يدركون أنها «محتلة» بقوات مصرية مثل ما تحتل اسرائيل «القدس» ..وأن أعدادا كبيرة من زعماء القبائل وبخاصة البشاريين في السجون المصرية.
ظل السودان يبدي حسن نوايا قد يحسبها الذي لا يعرف خصائص الشخصية السودانية ضعفا.. فيما تطفو على السطح الخطة الاعلامية الامنية المصرية في كل حين ،عايشنا تفاصيلها حينما هزمت الجزائر مصر في أم درمان .. ومرات قبلها ..وبعدها.. وهاهي تتجدد مع زيارة الرئيس التركي أوردوغان الى السودان ، وتبلغ ذروتها حينما وافقت الخرطوم أن تقوم تركيا بتأهيل وتطوير ميناء سواكن .لتخرج الخطة الأمنية وهي تحرض دول الخليج ، على أن الأمر جلل .. وأنه تهديد صريح لأمن البحر الأحمر.. وهل يعقل أن يكون السودان جسرا يهدد الحرمين الشريفين ،والتي من أجلهما دفع بأنبل ابناء القوات المسلحة للقتال في اليمن ضد الحوثيين حتى تنكسر شوكتهم طالما استهدفوا بلاد الحرمين، في حين لم تقدم مصر جنديا واحدا ضمن قوات التحالف العربي.
تبقى القضية الأهم ، على الحكومة ، أن تكون لها استراتيجية معلومة ، تحدد بدقة كيفية التعاطي مع الاخرين بقدر أحجامهم وتاريخهم ، فلا يعقل أن يظل الاعلام السوداني فقط في موقف المدافع عند كل هجمة من قبل مصر ..ومن غير المقبول أن لا نسمي الاشياء بأسمائها مهما كان «العشم» في مستقبل أفضل مع مصر وغيرها.. وعلى المصريين أن هم أرادوا أخوة وتعاونا يصب في مصلحة البلدين ان ينبذوا «روح الانا» التي يعيشون فيها ، وإعادة صياغة استراتيجيتهم تجاه السودان.
“صحيفة الصحافة السودانية”

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 🌾 *على بريد رجرجة العرب ..*
    – السودان باتجاهه الصحيح نحو “روسيا” و”تركيا” يبحث عن مصالحه الإستراتيجية، مثلما تفعل كثير من الدول الشقيقة والصديقة من حولنا بعقدها الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو فرنسا أو روسيا نفسها.
    – ليس من حق أية دولة أياً كانت أن تعترض أو تتحفظ على علاقات السودان الخارجية، أو خياراته في التحالفات العسكرية والمواقف السياسية والدبلوماسية، فليسعد من يسعد وليغضب من يغضب، كما قال وزير خارجيتنا البروفيسور “غندور”.
    – فإن كانت هناك دولة شقيقة أو صديقة قد أغدقت علينا بالمليارات من الدولارات، فلتوقف عنا ملياراتها..
    – وإن كانت هناك دولة أرسلت قواتها لتحارب عنا في دارفور، أو في جنوب السودان قبل أن ينفصل بفعل المؤامرة الصهيوأمريكية، بينما عربنا يتفرجون، فليسترجعوا جندهم الصناديد وقادتهم المغاوير..
    – وإن كانت حولنا دولة قد عاونتنا زمن الحصار الأمريكي اللئيم المستمر حتى يومنا هذا، فلتخبرنا عن دعمها (السري) لشعب السودان رغم أنوف (اليانكيز)!
    – ولو أنكم فتحتم مصارفكم للتحويلات البنكية مع بنوك السودان الفقير المحاصر، حتى بعد قرار الرئيس الأخرق “ترمب” برفع العقوبات الاقتصادية، فحدثونا عن أسماء تلك البنوك العربية (الأصيلة) التي سابقت الريح لتعيد معاملاتها المقطوعة حتى اليوم.. مع (سلة غذاء العرب)!!
    – لكنكم تنسون أو تتناسون أن هذا السودان الفقير ظل وحيداً يقاطعه محيطه عشر سنوات طويلة على مدى عقد التسعينيات، ويحارب في جنوبه (4) دول أفريقية عنيدة، ويقاتل جيشاً متمرداً على مساحة (600) ألف كيلومتر مربع، ورغم كل ذاك الضيق والضنك والحصار، ظل قوياً.. وثابتاً.. وعصياً على الانكسار.
    – السودان ليس دولة تحت الوصاية والانتداب من دويلات تحررت بعد استقلاله بخمسة عشر عاماً، كان هو من اعترف باستقلالها وليس العكس، والسودان ليس تابعاً لدولة ولا محمياً من جهة، بل العكس.. فهو الذي يقاتل عن تحالف عريض في “اليمن” برجاله الأشاوس، يبذل الدماء الغالية في أطراف “صنعاء” وضواحي “عدن”، ثم لا يجد جزاءً ولا شكوراً!
    – السودان سيتحالف مع “روسيا” ويتضامن مع “تركيا”، وستحط البوارج والغواصات الروسية والسفن التركية على طول ساحلنا في البحر الأحمر وعلى امتداد مياهنا الإقليمية، ولن يتراجع عن طريقه، شاء من شاء.. وأبى من أبى، ومات من مات.
    – إن الذين يسيئون للسودان وشعبه العزيز الكريم إنما يسيئون لأنفسهم، فنحن من علّمناهم علوم الحساب والطب والقانون والإدارة وعلّمناهم كرة القدم..!!
    – أما أصحاب الحلاقيم الكبيرة في الإعلام المصري، فإننا نخشى على حلاقيمهم من الانشراخ.. دون أن ينالوا شيئاً من مقام السودان الرفيع.
    – استحوا.. واغتسلوا.. فإن حظيرة خنزير.. أطهر من أطهركم.
    ▁▁ ▁▁ ▁▁ ▁▁
    🔴 *حلايب سودانية أرضاً وشعبا*
    ➖➖➖➖➖

  2. 🌾 *على بريد رجرجة العرب ..*
    – السودان باتجاهه الصحيح نحو “روسيا” و”تركيا” يبحث عن مصالحه الإستراتيجية، مثلما تفعل كثير من الدول الشقيقة والصديقة من حولنا بعقدها الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو فرنسا أو روسيا نفسها.
    – ليس من حق أية دولة أياً كانت أن تعترض أو تتحفظ على علاقات السودان الخارجية، أو خياراته في التحالفات العسكرية والمواقف السياسية والدبلوماسية، فليسعد من يسعد وليغضب من يغضب، كما قال وزير خارجيتنا البروفيسور “غندور”.
    – فإن كانت هناك دولة شقيقة أو صديقة قد أغدقت علينا بالمليارات من الدولارات، فلتوقف عنا ملياراتها..
    – وإن كانت هناك دولة أرسلت قواتها لتحارب عنا في دارفور، أو في جنوب السودان قبل أن ينفصل بفعل المؤامرة الصهيوأمريكية، بينما عربنا يتفرجون، فليسترجعوا جندهم الصناديد وقادتهم المغاوير..
    – وإن كانت حولنا دولة قد عاونتنا زمن الحصار الأمريكي اللئيم المستمر حتى يومنا هذا، فلتخبرنا عن دعمها (السري) لشعب السودان رغم أنوف (اليانكيز)!
    – ولو أنكم فتحتم مصارفكم للتحويلات البنكية مع بنوك السودان الفقير المحاصر، حتى بعد قرار الرئيس الأخرق “ترمب” برفع العقوبات الاقتصادية، فحدثونا عن أسماء تلك البنوك العربية (الأصيلة) التي سابقت الريح لتعيد معاملاتها المقطوعة حتى اليوم.. مع (سلة غذاء العرب)!!
    – لكنكم تنسون أو تتناسون أن هذا السودان الفقير ظل وحيداً يقاطعه محيطه عشر سنوات طويلة على مدى عقد التسعينيات، ويحارب في جنوبه (4) دول أفريقية عنيدة، ويقاتل جيشاً متمرداً على مساحة (600) ألف كيلومتر مربع، ورغم كل ذاك الضيق والضنك والحصار، ظل قوياً.. وثابتاً.. وعصياً على الانكسار.
    – السودان ليس دولة تحت الوصاية والانتداب من دويلات تحررت بعد استقلاله بخمسة عشر عاماً، كان هو من اعترف باستقلالها وليس العكس، والسودان ليس تابعاً لدولة ولا محمياً من جهة، بل العكس.. فهو الذي يقاتل عن تحالف عريض في “اليمن” برجاله الأشاوس، يبذل الدماء الغالية في أطراف “صنعاء” وضواحي “عدن”، ثم لا يجد جزاءً ولا شكوراً!
    – السودان سيتحالف مع “روسيا” ويتضامن مع “تركيا”، وستحط البوارج والغواصات الروسية والسفن التركية على طول ساحلنا في البحر الأحمر وعلى امتداد مياهنا الإقليمية، ولن يتراجع عن طريقه، شاء من شاء.. وأبى من أبى، ومات من مات.
    – إن الذين يسيئون للسودان وشعبه العزيز الكريم إنما يسيئون لأنفسهم، فنحن من علّمناهم علوم الحساب والطب والقانون والإدارة وعلّمناهم كرة القدم..!!
    – أما أصحاب الحلاقيم الكبيرة في الإعلام المصري، فإننا نخشى على حلاقيمهم من الانشراخ.. دون أن ينالوا شيئاً من مقام السودان الرفيع.
    – استحوا.. واغتسلوا.. فإن حظيرة خنزير.. أطهر من أطهركم.
    ▁▁ ▁▁ ▁▁ ▁▁
    🔴 *حلايب سودانية أرضاً وشعبا*
    ➖➖➖➖➖

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..