بعد توقف دام أربعين سنة: الحاجة مريم تجلس لامتحانات الأساس وتحرز نجاحاً باهراً

الخرطوم – عرفة وداعة الله
لم يكن النجاح عصياً على الخالة (مريم) التي هجرت قاعات الدرس لأربعة عقود، تزوجت خلالها وأنجبت من البنات والبنين (خمسة) توشحوا (أرواب) التخرج وحصلوا على شهادات جامعية رفيعة؛ فمنهم الطبيبة والمهندس وخريجة الصحافة والمصارف. بعد زواجها اغتربت (مريم إبراهيم أحمد) في (اليمن) رفقة زوجها سنوات عددا، منهمكين في تربية أبنائهما وتحقيق مستوى معيشة وتعليم أفضل لهم، إلى أن عادا مجدداً إلى الوطن لينعما بنجابة أبنائهما.
(1)
ربما هذا الجهد ليس غريباً، لكن ما هو غريب ولافت، أن أربعة عقود أنفقتها (مريم) خارج فصول الدراسة لم تقض على حلمها في مواصلة تعليمها، فكانت عودتها من مغتربها إلى الوطن بمثابة عودة لبدايات جديدة، حين قررت الحاجة (مريم) الجلوس لامتحان شهادة الأساس بولاية الخرطوم من مدرسة أم حبيبة الأساسية، قبيل شهرين فقط من انعقادها.
(2)
تحكي (مريم) لـ(اليوم التالي) فتقول: لم أحضر حصة واحدة خلال العام الدراسي، كان بيتي هو مدرستي، أنا التلميذة وأبنائي طاقم التدريس، وهكذا إلى أن حلت الامتحانات، فكان لابد من الذهاب إلى المدرسة، وشهدتها وأنا في ثوبي الأبيض (زي الموظفات).
وأضافت الحاجة (مريم): لا أستهدف من تعليمي وظيفة، بل غايتي منه أن أحقق أمنيتي التي حملتها بين جوانحي أربعين عاماً، أن أكمل تعليمي، فكان أن وجدت الدعم النفسي والمادي من زوجي (فضل المولى) الذي يعمل محضر عمليات بمستشفى الخرطوم وابني المهندس المغترب في السعودية، بينما ظل ابني الصغير يسخر مني بقوله: “أول ما تكملي تعليمك حتنزلي المعاش طوالي”، فأرد عليه ضاحكة: “هي ذاتها الوظائف وينها؟”.
(2)
تركت مريم المدرسة قبل (40) عاماً وهي في الصف الثاني متوسط في أعقاب زواجها، وها هي عادت الآن لتحرز (في شهرين فقط) مجموع (171) درجة، بالنسبة لها ترى أن المقرر الحالي يسير وواضح مقارنة بمقرر المتوسطة الذي درسته في ستينيات القرن الماضي.
هي الآن تتمنى وتطلب من الجهة المسؤولة (الوزارة) أن تسمح لها بالجلوس لامتحانات الشهادة السودانية دون دراسة الصفين الأول والثاني من المرحلة الثانوية تقديراً لكبر سنها ومسؤولياتها كربة منزل، فهل تحقق لها الوزراة رغبتها، أم في الأمر (تعقيد)؟. نتساءل فقط، لأن دورنا ينتهي بسرد حكاية مريم الأخرى في زمان آخر، لعلها ? على الأقل، تغدو لوحة يعلقها الجميع في واجهات بيوتهم

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ماشاءالله تبارك الله عزيمة قوية ونرجو من الوزارة ان تحقق. طلبها نسبتاً لارادتها القوية والصلبة وحبها لتعليم وفقك الله ياخالة وعقبال شهادة الدكتوراة

  2. والله تستحقى الاشادة والف مبروك وعقبال الدكتوراة…لا تيأسى وواصلى مشوارك والله يعينك.

  3. ماشاءالله تبارك الله عزيمة قوية ونرجو من الوزارة ان تحقق. طلبها نسبتاً لارادتها القوية والصلبة وحبها لتعليم وفقك الله ياخالة وعقبال شهادة الدكتوراة

  4. والله تستحقى الاشادة والف مبروك وعقبال الدكتوراة…لا تيأسى وواصلى مشوارك والله يعينك.

  5. مبروك تستحقين النجاح … و نتمنى أن تكوني قدوة و مثال يحتذى لكل من لديه عزيمة بأن الوقت لا يزال مبكرا و لم يفت الاوان على تحقيق الحلم … موفقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..