مقالات سياسية

الإنقاذ (عدو) الفقراء والمساكين كيف تحارب الفساد

أهم ما نجحت فيه حكومة الإنقاذ خلال الثلاثون عاما من عمرها العتيد إنها مازالت باقية وقائمة ومستمرة في الفساد والتدمير والتجويع وتخويف وإرهاب الشعب . بينما فشلت في كل شي جاءت من أجله كما أعلنت في أول بيان لها في ليلة الإنقلاب الشؤم على الديمقراطية مما جعل وجودها عبارة عن كذبة واستمرأت الكذب ثلاثون عاما على الشعب وأستغرب من ينتظر منها لحظة صدق بعد هذه السنين .. وعلى هذه الحكومة أن تعترف بأنها لم تحارب الغلاء ولم ولن تحارب الفساد أو إذا أنكرت ذلك عليها أن تعترف بأنها فشلت في محاربته ومقاومته وكل الإجراءات وكل التصريحات العنترية والأمنية لم ولن توقف أزمة الغلاء ولم تحد من إنتشار الفقر وإنطلاقه المجنون ولا نزال كل يوم وكل ساعة نفاجأ بزيادة الأسعار في كل شئ حتى عجز الناس في شراء أبسط مقومات الحياة وأصبحت الحياة لا تطاق
إن سبب اليأس الذي أُصيب به الشعب السوداني عامة والشباب خاصة هو أن الدولة لا ترى طبقات المجتمع الفقيرة بعين الاهتمام ..وأن حالة اليأس تسيطر بشكل كامل على جيل الشباب في السودان أكثر من أي وقت مضى، أن الفساد الإداري والأخلاقي وفشل وعجز هذه الحكومة في حل مشكلات المواطنين هو السبب الرئيس في هذا الاحباط .الذي أدى إلى إجماع لا نظير له بإسقاط النظام , وإذا كانت الحكومة جادة في محاربة الفساد فهو بائن وقائم ويمشي بين الناس وله لسان وشفتين
وهل محاربة الفساد وكما تقولون ( القطط السمان ) توجد بين تجار السوق العربي فقط ؟ أسألوا من الذي يقف وراء كل تاجر فاسد ؟. وإذا كان هؤلاء هم الفاسدون الصغار من التجار فمن هم الفاسدين في إدارة مال الدولة ؟ ومن ساعدهم بفتح الحسابات وصرفت لهم العملة الصعبة والخروج بها ؟ السؤال المهم ومنذ متى تم محاسبة شخص فاسد سرق قوت الغلابة والفقراء والمساكين ؟ ومنذ متى تم محاكمة إنسان إستغل منصبه ونفوذه واغتنى بتجارة السكر والجازولين والدقيق وبنى الناطحات الشاهقات والقصور والفلل في الداخل وفي منتجعات دبي ؟ لن يحدث ذلك لأنهم جميعا إستغلوا مناصبهم وإغتنوا ودستور السودان القديم والجديد الذي وضعوه بأياديهم يمنع ممارسة مهنة أخرى مع أي وظيفة حكومية ومن يفعل ذلك فهو فاسد إذن جميعهم فاسدين , وكل من تم القبض عليهم سيتم إخفاءهم عن الأنظار لفترة من الزمن ثم الإفراج عنهم بعد تسويات داخلية كما درجت العادة لنظام الإنقاذ منذ ظهورها في دنيانا منذ ثلاثين عاما لأن في المحاكمات العلنية والمكاشفة سوف تجرجر شخصيات ورؤوس كبيرة في الدولة ستزلزل أركان حكمهم … هكذا تدار دولتنا هكذا تتم محاربة الفساد فيها !!! .
وأول خطوة لمحاربة الفساد يجب الكشف على مصروفات الحكومة في العلن في جلسة من داخل ( البرطمان ) وسيتفاجأ الناس بأن الحكومة تنفق على نفسها وجماعتها كأننا نعيش في دولة عظمى وكأن إيراداتنا كإيرادات دولة عظمى , وليس لدينا موارد تكفئ لإنشاء إمبراطورية ولسنا في حاجة إلى امبراطور , أول خطوة لمحاربة الفساد تبدأ بالإسراع في تخفيض مصروفات الحكومة أولا وإلغاء عدد من الوزارات والمجالس التشريعية . والغريب أنه في الوقت الذي يطالب فيه الجميع بإختصار عدد الوزراء تجئ الحكومة وتقرر إنشاء وزارة لإرضاء حزب جديد لم نسمع به من قبل ولا من بعد وكأنها لم تسمع الرأي الذي يقول قبل أن تنشئ وزارة جديدة يجب عليك أن تلغي عدة وزارات لا داعي لها
كما يجب أن لا نفرح كثيرا عندما يقال بأن الدولار (نزل) لدرجة قد يتساوى مع الجنيه المريض أو أن المسألة متعلقة بالأمن أو أن السبب في صعوده عنان السماء هم تجار العملة !! وأن الحل بيد الأمن؟ فهذا كذب وتضليل للعقول , منذ متى كانت الحلول الإقتصادية في الدولة المحترمة في يد الأمن ؟ أتمنى أن تأتوا بمثال لأي دولة نهضت إقتصاديا وزاد معدل النمو فيها لأن جهاز الأمن فيها هو من وضع يده على إقتصاد هذه الدولة , النمو الإقتصادي يا سادة يا كرام يأتي بالرؤية الإقتصادية وزيادة الإنتاج وفي عهد الإنقاذ تم تدمير كل وسائل الإنتاج , وكذلك النهوض بالإقتصاد ومحاربة الفساد يحتاج للشفافية والديمقراطية التي تكشف مواطن الفساد والمفسدون للرأي العام , كما أن الشعب في العهد الديمقراطي سيكون على علم ودراية بحقوقه وأين ذهبت الضرائب التي يدفعها من حر ماله ومن قوت أولاده للدولة

بالرغم من أن النظام التعليمي السيء في السودان لقد فشل في تخريج علماء وخبراء إلا أننا رأينا شبابا على علم ودراية بحقوقهم جيدًا ويعبرون عن مطالبهم بكل صراحة وجرأة وعدم خوف ويعلمون تماما ببواطن كل الأمور وخفاياها ولا تنطلي عليهم ألاعيب الحكومة وكذبها (المسيخ), فهذا هو الجيل المنقذ للبلاد من براثن الحرامية والمستعمرون الجدد ولصوص الثروات وعشاق الجهل والموت
لماذا لا نسمع مسؤولا واحدا ذكر على لسانه طبقات الدخل المحدود وسأل عن الذين لا يستطيعون توفير العلاج لأطفالهم أو عن الذين تركوا التعليم بسبب ضيق الحال ولماذا لا يسأل المسؤولون في بلادي عن الفقراء قبل تطبيق أي قرار ؟ السبب لأن حكومة المؤتمر الوطني بإختصار لم يكن المواطن هو من أولوياتها , وإن من أهم أولوياتها أن تظل في الحكم وتستمر في تدمير ما تبقى من وطن وإذلال للشعب حتى موته مقهورا , الإنسان والوطن لا يعنوا لهذه الجماعة شئيا
وأهم سؤال يجب أن تطرحه هذه الجماعة السياسية على نفسها التي فرضت نفسها بالقوة على الناس هو : ما قيمة السلطة السياسية أو السيطرة الإقتصادية أو الإدارية إذا لم تحقق تلك الجماعة أي تقدم علمي أو إستقرار سياسي أو رفاه إقتصادي أو وئام إجتماعي ؟ وهذا السؤال يدور في عقل أي سوداني صغيرا كان أو كبيرا متعلما أو جاهلا وهو بإختصار لماذا أتيتم ولماذا إتقلبتم على النظام الديمقراطي ؟

ما يجب أن تفكر فيه القوى السياسية بكل أطيافها وبمختلف ألوانها وأشكالها هي أن تعيش حالة الأزمة ومستقبل وطن قابل للتلاشي ومستقبل أجيال قادمة سنحملها ما سوف تعجز في المستقبل عن تحمله وما سوف يجعل تلك الأجيال تلعننا لسوء تصرفنا وسفاهة تصرفات حكامنا وسكاتنا (الشين)عن ما يفعلون.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..