كذب حيما قال 850 ألف سائح

لفت انتباهي حديث السيد محمد أبوزيد مصطفى وزير السياحة والآثار والذي ذكر فيه أن البلاد،أي جمهورية السودان بحدودها الحالية،استقبلت أكثر من 850 ألف سائح عربي وغير عربي العام الماضي،أي عام 2015م، وأن هؤلاء السياح قد عادوا على البلاد بمبلغ 930 مليون دولار،ثم كرر سيادته نفس الكلام التقليدي بأن السودان يملك مقومات سياحية طبيعية هائلة تتمثل في مواقع طبيعية وتاريخية وأثرية ومنتزهات ومنتجعات سياحية وقاعات معارض ومؤتمرات…الخ.
تعريف السائح الدولي ، حسب تعريف الأمم المتحدة عام 1963، هو كل شخص يكون موجودا بشكل مؤقت في دولة أجنبية ويعيش خارج مكان سكنه الأصلي خلال أربع وعشرين (24) ساعة أو أكثر، لغرض الترفيه، العلاج،حضور مؤتمر أو اجتماع أو مناسبة رياضية أو المشاركة فيها، الدراسة، التجارة، أو لغرض ديني، ولا يشمل هذا التعريف المسافر للعمل بعقد عمل أو بدونه، والشخص الذي يستوطن في وجهته السياحية. وتصنف السياحة حسب أغراضها بالسياحة العلاجية،البيئية، البحرية،الرياضية، الترفيهية، الدينية، التسوقية، وسياحة المؤتمرات.لا أعتقد أن هذا التعريف ينطبق على كل هذا الرقم من القادمين الذين ذكرهم السيد الوزير، هذا اذا كان الرقم صحيحا في الأساس.تعريف القادم للبلد وكيفية تصنيفه كسائح وغير سائح حسب المعايير العالمية وآلية الإحصاء السياحي الموثوق بها هي التي تحدد عدد السياح القادمين للبلد وأوجه إنفاقهم، وهي غير متوفرة في بلادنا حتى الآن.
أضف إلى كل ذلك أن متطلبات تحويل السياحة لمورد اقتصادي ليست مجرد وجود جواذب سياحية في بلد معين، ولكنها عملية متكاملة تشمل البنية التحتية، والتجهيز السياحي، وقوانين الدخول والخروج والاقامة،والترويج السياحي وأهم مرتكزاته المكاتب السياحية في خارج البلد المستقبل للسياح وليس الإعلان في شوارع الخرطوم أو قنواتها الفضائية، والثقافة المجتمعية نفسها وكيفية التعامل مع السائح. أضلاع هذه العملية المتكاملة للجذب السياحي بالمقاييس الدولية المتعارف عليها،غير متوفرة حاليا في السودان، فضلا عن أن الاحصائيات السياحية العالمية بما فيها عدد السياح الدوليين لعام 2015م لم تصدر بعدفي كل الدنيا.مما يجعلني أرجح أن السيد الوزير قد زود بمعلومات كاذبة أو أنه تبرع من نفسه بهذا الإحصائيات الكاذبة مستبقا بها كل بلدان العالم،بغرض(تكبير الكوم) من منطلق تضخيم الذات الضار، أو أنه يهدف لاجتذاب (أو اصطياد) المستثمرين في مجال السياحة،وهؤلاء بالذات لهم وسائلهم ومصادرهم لدراسة السوق قبل التورط في الاستثمار. فليس هناك ما يثبت،ولا يستطيع السيد الوزير أن يثبت، أن بلادنا زارها 850 ألف سائح، وأن عائدات بلادنا من السياحة 930 مليون دولار،وليست لدينا الإحصائيات السياحية أو آلية الإحصاء السياحي الموثوق بها،والكذب رأس كل خطيئة.
لا تزال حصة كل افريقيا في سوق السياحة العالمي حوالي5% فقط (أي حوالي 50 مليون سائح فقط يزورون افريقيا من حوالي 900 مليون سائح دولي)، حسب احصائيات المنظمة الدولية للسياحة.لا مجال لمقارنة أرقام السيد الوزير بأعداد السياح وعائدات السياحة بالأرقام الحقيقية في البلدان الأفريقية المستقبلة للسياحوالأكثر شهرة كوجهات سياحية عالمية، مثل جنوب أفريقيا، المغرب،مصر، تونس،كينيا،وأثيوبيا، ولكن أرقامالسيد الوزير تتجاوز عدد السياح وعائدات السياحة في البلدان الأفريقية التي يقصدها عدد من السياح يقل عن السياح الذي يزورون الفئة الأولى. أي أن عدد السياح الذين زاروا بلادنا حسب أرقام السيد الوزيريماثل أو يفوق عدد زوار دول مثل بوتسوانا ويوغندا وتانزانياوموريشيوص وسيشيل ومدغشقر وموزمبيق،ويزيد عن نصف عدد زوار لبنان،هذا بالرغم مما يتمتع به كل بلد من تلك البلدان من مقومات جذب سياحي متكاملة، لا وجود لها في السودان.والمقارنة بالطبع في أعوام سابقة لعام 2015مالذي لم تنشر إحصاءاته بعد، إلا تلك التي الاحصاءات التي أطلقها السيد الوزير واستبق بها كل احصاءات العالم، ولم يحترم بفعله هذا عقول المتلقين مثلما لم يحترم ذاته،فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
والله المستعان على ما يصفون.
(عبدالله علقم)
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا استاذ علقم يعنى وزير الوهابية طلع ماسورة وكضاب وتانى شنو كده ما عارف والله 930 مليون دولار دى لو باعوك انت وكل الوهابية وداعش وجيش النصرة والقاعدة وبوكو حرام وكل العقارب والافاعى البشرية ما تجيبو نصف مبلغ ال930 مليون دولار بلا دجل بلا قرف انتو مانعين الغناء عايزين سواح يجوكم فىالسودان مع النظام العام ومحاكم التشهير.

  2. لو كان لهم قلوب تشفق على المتضررين بسبب سياسات التمكن وحب الذات ناهيك عن احترامهم بفعلهم عقول غيرهم لما يقوا في السلطة يوما

  3. ليت الوزير يقوم بجولة مثلنا من الخرطوم حتى بورتسودان كأطول رحلة بطريق (بري مرصوف) دأبت الدولة على تسميته وأمثاله ب (الطرق السريعة)، ليقف على افتقار هذا الخط الحيوي لأبسط المقومات والتي يندرج بعضها ضمن مقومات الجذب السياحي….. لا يوجد حمامات، ودور عبادة وكافتريات، ولا محطات بنزين، ولا عربات إسعاف مرابطة، ولا دوريات طرق، ولا محطات خدمة سيارات وغيرها من الضروريات التي يجب أن ترافق بناء أي طريق أو حتى درب…………… حتى محمية الدندر، ومنطقة الشعب المرجانية بالبحر الأحمر، ومنطقة النقعة والمصورات، وهما من أكثر الأماكن المرشحة للجذب السياحي تفتقر إلى ما ذكرنا من خدمات………. الطاقة الإيوائية بالخرطوم- رغم عدد الفنادق الكبير نسبياً التي تم تشييدها في السنوات الأخيرة- تعتبر ضئيلة جدا، والموجود منها يقدم خدمات تقصر كثيراً عن الموجود في نظيراتها في بقية دول العالم……. أنا عضو في موقع (ترافلرز آدفايس) وتصلني عبر بريدي الإلكتروني الكثير من النصائح والكتابات التي يكتبها السياح عن هذا البلد أو ذاك وعن فندق معين في بلد معين مادحين أو قادحين………… معظم السياح الذين يزورون السودان يشتكون من انقطاع المياه في فنادق تعتبر من الدرجة الأولى أو أحياناً من لون المياه- إن وجدت- اللبني غير النظيف…………… فهل يعقل مثلاً أن تكون مياه فندق مريديان الخرطوم سيئة وملوثة؟ هذا غير النقد الموجه لشوارع الخرطوم والحفر والمطبات وغيرها…. لقد طال نقد هؤلاء السياح أماكن تبعد عن القصر الجمهوري أمتاراً قليلة فقط…. بالأمس فقد انتقد مستمثر مسري (حاصل على الجنسية السعودية)، انتقد سوء الأحواض الخضراء التي لا تبعد عن القصر الجمهورى سوى أمتار قليلة…. فقد وصفها بأنها تبدو متوحشة وبرية وغير مشذبة… كما انتقد رائحة البول التي تنبعث من هذا المكان…….. مكان حكومة السودان التي يتحدث هذا الوزير باسمها……..

    على وزير السياحة إصلاح أزرار سترته قبل التفكير في إصلاح السياحة في البلاد… اللهم أصلح حالنا واجعلنا من الناصحين.

  4. اعتقد الدخلوا السودام كلهم في السنة دي ما بجو بالرقم ده و بعدين هو حبم كيف ودخلو بى وين ونحن الناس ديل ما شفناهم ليه ولا بلبسو طاقية الاخفى في السودان مع العلم انو اي زائر لازم يجي عبر مطار الخرطوم

  5. لو كان لهم قلوب تشفق على المتضررين بسبب سياسات التمكن وحب الذات ناهيك عن احترامهم بفعلهم عقول غيرهم لما يقوا في السلطة يوما

  6. ليت الوزير يقوم بجولة مثلنا من الخرطوم حتى بورتسودان كأطول رحلة بطريق (بري مرصوف) دأبت الدولة على تسميته وأمثاله ب (الطرق السريعة)، ليقف على افتقار هذا الخط الحيوي لأبسط المقومات والتي يندرج بعضها ضمن مقومات الجذب السياحي….. لا يوجد حمامات، ودور عبادة وكافتريات، ولا محطات بنزين، ولا عربات إسعاف مرابطة، ولا دوريات طرق، ولا محطات خدمة سيارات وغيرها من الضروريات التي يجب أن ترافق بناء أي طريق أو حتى درب…………… حتى محمية الدندر، ومنطقة الشعب المرجانية بالبحر الأحمر، ومنطقة النقعة والمصورات، وهما من أكثر الأماكن المرشحة للجذب السياحي تفتقر إلى ما ذكرنا من خدمات………. الطاقة الإيوائية بالخرطوم- رغم عدد الفنادق الكبير نسبياً التي تم تشييدها في السنوات الأخيرة- تعتبر ضئيلة جدا، والموجود منها يقدم خدمات تقصر كثيراً عن الموجود في نظيراتها في بقية دول العالم……. أنا عضو في موقع (ترافلرز آدفايس) وتصلني عبر بريدي الإلكتروني الكثير من النصائح والكتابات التي يكتبها السياح عن هذا البلد أو ذاك وعن فندق معين في بلد معين مادحين أو قادحين………… معظم السياح الذين يزورون السودان يشتكون من انقطاع المياه في فنادق تعتبر من الدرجة الأولى أو أحياناً من لون المياه- إن وجدت- اللبني غير النظيف…………… فهل يعقل مثلاً أن تكون مياه فندق مريديان الخرطوم سيئة وملوثة؟ هذا غير النقد الموجه لشوارع الخرطوم والحفر والمطبات وغيرها…. لقد طال نقد هؤلاء السياح أماكن تبعد عن القصر الجمهوري أمتاراً قليلة فقط…. بالأمس فقد انتقد مستمثر مسري (حاصل على الجنسية السعودية)، انتقد سوء الأحواض الخضراء التي لا تبعد عن القصر الجمهورى سوى أمتار قليلة…. فقد وصفها بأنها تبدو متوحشة وبرية وغير مشذبة… كما انتقد رائحة البول التي تنبعث من هذا المكان…….. مكان حكومة السودان التي يتحدث هذا الوزير باسمها……..

    على وزير السياحة إصلاح أزرار سترته قبل التفكير في إصلاح السياحة في البلاد… اللهم أصلح حالنا واجعلنا من الناصحين.

  7. اعتقد الدخلوا السودام كلهم في السنة دي ما بجو بالرقم ده و بعدين هو حبم كيف ودخلو بى وين ونحن الناس ديل ما شفناهم ليه ولا بلبسو طاقية الاخفى في السودان مع العلم انو اي زائر لازم يجي عبر مطار الخرطوم

  8. عند مقارنة عدد السائحين (حسب تعريف وزير الهنا) بالدخل البالغ 930 مليون دولار، نجد أن متوسط ما صرقه السائح الواحد هو حوالي ألف دولار، اللي هي لا تكفيه أكل فول و طعمية سيبك من أجرة فندق درجة عاشرة، و هذا بالطبع دليل آخر على الكذب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..