أخبار السودان

ربما إسلامهم في شفافية ديمقراطيتهم …أما نحن.!

الإنسان حيثما كان منذ زمان هابيل وقابيل .. هو تشكيلة ما بين الخير والشر ..يتساوى في أنانيته إن كان جاهلاً عدواً لنفسه ولغيره أو متعلماً احياناً يسخر علمه لتدمير البشرية كلها مثلما فعل علماء القنبلة الذرية أو مصممو الجرثومات التي باتت أوبئة تركض في شرايين البشر ..!
نحن المسلمين فينا من جيّر تفسير النصوص القرآنية على هوى إفراطه في تشدده أو تفريطه في عقيدته أوجعل من نفسه وصياً على رقاب البسطاء ممن يظنون أن كل من وضع عمامة فوق راسه فإن تحتها فهماً مطلقاً لما أنزل الله وما جاء في سنة رسوله الكريم .
تراجعنا وصرنا نكفر ببعضنا الى درجة التقتيل ..بينما سرق الغرب أثار أمجادنا الآفلة و بنى عليها حضارته التي جعلت منا مستهلكين لإنتاجه .. ومقلدين غير جيدين حتى في النصاب الأدنى لديمقراطيته التي يستخدمها بالحد الأعلى من الشفافية ..إذ لا كبير عندهم في المحاسبة ..بينما نحن نحاسب الضعيف ولو لم تكتمل أركان جريمته إذا هو سرق لياكل ونطبق عليه حدود شريعة إنتقائية يبرر مدغمسوها للشريف عدم تطبيق تلك الحدود عليه إذ ما نهب مال الدولة والشعب بإعتباره مختساً لما هو شريك فيه ..ولو تركناه للقانون الجنائي لآقتص للحق العام منه ..مثلما يفعل الذين لا يدعون الحكم بالشرع ويحتكمون الى عدالة تساوي بين الإنسانية ، كان حرياً بنا نحن المسلمين أن نتخذها ميزاناً لنا إذ هي ماثلة في متون ديننا وتنضح بها كتب شرعنا المنزه من كل عيب .
الإمام محمد عبده حينما عاد من اروبا .. أطلق قولته المشهورة ..
(ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلامًا بلا مسلمين، ثم رجعت إلى الشرق فوجدت مسلمين بلا إسلام)
وهنا ربما قصد فضيلته أنهم قوم صادقون مع أنفسهم قبل غيرهم وشفافون في ديمقراطيتهم .. لذا توفرت فيهم فضائل الإسلام التي نادى بها في الناس .. بينما نحن فقدناها في سلوكنا حكاما ومحكومين ..!
نعم هم لهم مساوئهم في شن الحروب على الشعوب المستضعفة راكبين على شتى الذرائع التي تجلب لأوطانهم مصالحها الذاتية في حلبة صراع غابة الحياة .. ولكننا نحن نتصارع في مابيننا باسلحة الجهل بعقيدتنا فنضر بمصالح أوطاننا و نهلك مواطنيها !
تستقيل عندهم وزيرة التعليم في المانيا لان صحفياً إكتشف أنها لم تشر في هوامش رسالة الدكتوراة التي حصلت عليها الى المراجع التي أعانتها في دراستها !
بينما وزيرتنا التي جاءت بقلمها السلطوي لتخليص إبنها من شبهة لم يتم فيها التحقيق الذي قد يؤدي الى براءته .. تمد لسانها من نافذة سيارتها الحكومية التي كانت من أدوات التهمة وتقول بلا قانون بلا عدالة إبني حبيبي فوق الكل .. طالما أن فقيراً ضبط معه سيحمل عنه الشيلة .. اليس إبني الشريف والآخر هو المجرم الضعيف!
ربما هم مسلمون بديمقراطيتهم على الأقل داخل أوطانهم ومع شعوبهم و شفافيتهم وصدقهم في مواجهة الذات .
نحن نتحفظ بالطبع على سياساتهم التوسعية أو قل الإمبريالية خارج حدودهم !
لكن خيبتنا نحن مزدوجة .. إذ انها في الخارج والداخل معاً والأسوأء عنها خيبتنا في دواخلنا ..إذ كيف يكون المرء صادقاً مع الآخرين وهو كاذب حتى على نفسه .. من السهل ان تخدع كل الدنيا .. ولكن من الصعب أن تخدع نفسك وإن كانت أمارة بالسوء .. ولكن أكثر الناس لا يفقهون معنى الصدق ولا يدركون عاقبة الكذب خاصة على الذات .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأخ محمد عبدالله برقاوي و بهذا الامتياز يجب تكريس كل طاقتنا للتعبئة لتحقيق نموذج رائع للثورة الوطنية وهى الاستمرار المعاصر لنضال الإنسان السودانى ضد جحافل الشر والظلام؛ التى كانت تتربص بكل عود أخضر للأمل ينبت على ترابنا الطاهر و من أجل حياة أفضل، طليقة من قيود الاستغلال والتخلف فى جميع صورها المادية والمعنوية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..