أخبار السودان

منع تدخين الأطباء .. كتم الأنفاس

رغم الهجرة والخروج من البلاد لازال بعض المسؤولين يمارس تضييق الخناق على الأطباء، حيث شهدت الأيام الماضية إضرابات واسعة بالقطاع الصحي، بعدد من المستشفيات بمختلف الولايات آخرها بنيالا ومدني وأم درمان، جراء تردي البيئة بالمستشفيات وإشكاليات تواجههم، فضلاً عن مطالبتهم بقوانين لحمايتهم، وأثار قرار منع التدخين للأطباء، ووضع عقوبات صارمة موجة غضب وسط الأطباء، واعتبر البعض أنه رد فعل لمواقفهم الأخيرة، ويحد من حريتهم والقصد منه تشويه سمعتهم، وهو سيف تسلطه الحكومة على رقاب الأطباء كلما أحست بتمردهم وتزايد احتجاجهم وأضرابهم، بينما يقول آخرون إن القرار لا غبار عليه شريطة أن يتم تعميمه.

طرحها: معاوية عبد الرازق

واستبعد استشاري جراحة العظام د. ياسر قشي وجود حملة ممنهجة ضد الأطباء، واعتبرها تصريحات هوجاء، ورد فعل لمواقف ناجحة للأطباء مؤخراً، وقال إنه لا يوجد أطباء أصلاُ لتوقيع عقوبة عليهم بسبب مغادرتهم البلاد للأوضاع المذرية بالمستشفيات وبيئة العمل السيئة، وكان على رئاسة الجمهورية ألا تشغل نفسها بهكذا أمور، فهناك قضايا أهم من تدخين الأطباء، فلماذا الأطباء دون غيرهم، وانا غير مدخن فيمكن للإدراي ومرافقي المرضى بالمستشفات التدخين فهل هذا كلام معقول؟.
إساءة وتشويه
وأضاف جراح بمستشفى أم درمان فضل حجب اسمه أن الأطباء كشريحة مثلهم مثل أي فئات أخرى، وكتأثير نعرف مدى خطورة التدخين، أما ما خرج بالصحف هو نوع من التمييز السالب فهناك فئات كثيرة تدخن بينهم مسؤولون وأصحاب مراكز مرموقة، ولا يعدو هذا التصريح كونة حملة إساءة وتقليل من شأن الأطباء، وهي بالونة لتشتيت انتباه الأطباء وإثناءهم عن وحدتهم التي لفتت الرأي العام مؤخراً، واستدرك تناول قضايا التدخين مهم والطريقة التي خرج بها التصريح تحمل وراءها الكثير، ولا نستطيع حرمان شخص من حريته إذا لم يكن بمكان عام أو محظور، وطالب باللالتفات إلى القضايا الجوهرية مثل تدني القطاع.
وعبر عدد من الأطباء عن سخطهم تجاه ما اُثير، وقالوا إنهم معاقبون في الأصل، واعتبر عدد كبير منهم أن الحديث تصعيد لقضايا تبنوها مؤخراً، وطالبوا بتطبيقه في الدوواين الحكومية بالمقام الأول.
وذهب الجراح صبري فخري في اتجاه مغاير وقال إن القرار لا مشكلة فيه، ولكن كلمة عقوبات شاذة ومرفوضة.
أحرص الناس
قال أمين الإعلام باللجنة المركزية لاتحاد الأطباء د. دفع الله علم الهدى إنهم أحرص الناس على تطبيق القوانين، فهم يحملون راية وشعار حماية المجتمع، ولا بد من إرسال رسائل وتصريحات تساعد على تهيئة الأجواء والعمل بروح واحدة.
قرار مخالف
وصفت الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم القرار بأنه صارم وصادم سوى للطبيب أو لغيره، ويمكن أن يسبب اشكاليات كبيرة ويغير نظرة العديد تجاه الطب والأطباء، وقالت إن التصريح (مقلوب) ومن الأجدى أن يخرج من الأطباء أولو الاختصاص والعلم بمضار التدخين بكافة أنواعهم، ودعت الأطباء لقيادة حملة توعوية مع الجهات المعنية لخطورة ومآلات التدخين.
رسائل رمزية
يقول مدير إدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة د. زهير عبد الفتاح إن أي ربط بين التصريح ومواقف الأطباء الاخيرة نوع من السطحية، وحتى المدخنين من الأطباء يكونون مسار سخط بين زملائهم، وهذه رسالة رمزية لخدمة نموذج تثقيف الأمة ولايقصد بها أي شيء، باعتبار أن الأطباء المدخنين أكبر هزيمة وهم فئة لا تجد الاحترام في كل دول العالم، ونموذج سيء لا يجب التعاطف معهم، ولفت إلى أن الحملة ضد التدخين منذ زمن بعيد ووصل التشريع لها لآخر مراحله، ودعا المدخنين عامة للاقلاع عنه لأضراره على الصحة والثروة.

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. اذا كان القرار يمنع التدخين للجميع داخل المستشفيات او العيادات او معامل الفحص او غرف الاشعة او اى من المرافق الصحية فهو قرار صحيح ومن المفترض ان يكون قد صدر منذ زمن طويل .ولكن اذا كان القرار يمنع الاطباء فقط من التدخين فهو قرار عشواءى استفزازى احمق ومع ذلك تستحيل متابعة تنفيذه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..