مهام حكومة ما بعد النكبة

أحمد داؤود
ثلاث قضايا ما لم تحل بشكل عاجل ، يبقي من المستحيل وإن تم التوصل الي تسوية للنزاع متعدد الأبعاد والأطراف ؛ معالجة الأزمة التاريخية للدولة السودانية وفق رؤية جذرية.
هذه القضايا لو استعرنا تعبير د/ ابكر إسماعيل صارت بمثابة ” جروح وطنية ” تغذي وتحرك الصراع .
١_ الرق . رغم ان حقبة الرق قد انتهت بشكل رسمي ، الا ان سياسات جهاز الدولة الذي كان خاضع حتي قبل ١٥ إبريل للنخب النيلية ، والمنحازة _ اي السياسات _ بطبيعتها لجماعات محددة يعيد إنتاج علاقات الرق علي مستوي الخدمة المدنية والمؤسسات الاقتصادية والعسكرية والثقافية.
هذه السياسات تذكر الشعوب المضطهدة بارث النخاسة وتجار الرقيق ، وبالتالي تولد المزيد من الغبن والمرارات وهو ما يهدد بتدوير واستدامة النزاع وفق جدلية هامش/مركز.
٢_تجربة التعايشي وحرب ١٥ إبريل .
لقد تسبب حكم التعايشي الذي اتسم بالقهر والعنف في خلق شرخ بين عناصر الكيان العربي في الشمال ودارفور.
بحيث عزز مخاوف بعض مجتمعات الشمال من دارفور. كان بالإمكان رتق هذا الشرخ مالم يقوم حميدتي بمغامرته الفاشلة في ١٥ ابريل مدفوعا باطماع وطموحات كبيرة في إزاحة تركة المستعمر وأبناء الاتراك كما يقول د/ وليد مادبو وتأسيس دولته المتوهمة.
تعزز التناقض بشكل اكبر بعد خطابات الكراهية التي ظل يبثها عنصريو الشمال علي بعض كيانات دارفور العربية ووصمها بالدخلاء والأجانب واولاد الضيوف.
٣_حرب الابادة وخطوط العرق
وهو علي مستوي كيانات دارفور. فقد ادي بروز التجمع العربي وتقسيمه دارفور وفق خارطة عرقية بجانب انخراط عناصر محددة في حرب الابادة الجماعية الي تعزيز المخاوف والحواجز بين الدارفوريون.
هذه القضايا عبارة عن قنابل موقوته :-
ا_ بمقدور الامبريالية العالمية أن تستثمرها في سياق تعزيز مشروع تفكيك الدولة السودانية .
ب_النخب المحلية في دارفور يمكن أن تستخدمها للحفاظ علي اقطاعياتها القبلية وبالتالي قطع الطريق امام تخلق اي هوية وطنية أو انتقال من القبيلة الي الدولة والاصطفاف علي اساس المصالح المهنية والطبقية.
ج_ إضافة لما ورد في النقطة ” ب” بإمكان النخب المركزية ان توظف هذه القضايا في سياق سياسة فرق تسد الرامية الي تقسيم السودانيين وفق انتماءاتهم الضيقة كمدخل للابقاء علي سياسات الهيمنة و الاستبعاد.
ما العمل ؟
_ حوار مجتمعي واسع لمناقشة هذه القضايا مع الاعتراف و الإعتذار عن كل المظالم مع تجريم تسييس الهوية العرقية والقبلية.
_معالجة اشكالات التنمية غير المتوازنة والتناقضات الطبقية المولدة للتناقضات العرقية والقبلية.
لقد كانت ديسمبر والاطاحة بفاشية البشير فرصة مناسبة لذلك ، لكن للأسف عوضا عن انجاز هذه المهام اهتمت النخبة السودانية بصراع صفري حول كراسي السلطة والثروة الاجتماعية وهو ما ولد ديناميات جديدة انتجت حربا هي الاعنف من نوعها.
لو أردنا أن نضع حلا جذريا للحرب في البلاد ، يجب أن تكون انجاز وحل هذه القضايا العالقة اهم مهام فاعلي حكومة ما بعد الحرب .
رغم قتامة المشهد لكن يظل الأمل قائما .
يا سيدي انت مثل الذي يتلصص علي الحقائق ينظر الي جزء صغير ويترك الباقي،، اولا عن التنمية المتوازنة هذه اكبر اكذوبة وهي مثل قميص عثمان بربك أين هي التنمية ؟!!! فكل ارجاء الوطن غارق في البؤس والجهل والفقر في الشمال والشرق والغرب والوسط بل حتي في قلب الخرطوم القرية الكبيرة عاصمة البلاد تعيش في بؤس وفقر فقبل المطالبة بالتنمية كان من الأفضل المطالبة بظهور شخصيات لها من الفهم والوعي الذي يقود البلاد للطريق الصحيح واللحاق بباقي الامم والشعوب لان الشخصيات التي تتصدر المشهد في السودان مجرد اقزام من كيزان ولصوص حركات مسلحة وجنجويد وبعض السياسيين هؤلاء اقصر قامة لإدارة قربة طرفية،،،اما عن ثورة ديسمبر والاطاحة بالنظام البائد واغتنام الفرصة للانطلاق لم تزكر سبب الفشل وما هي الجهة التي وضعت العراقيل ودور اتفاقية جوبا اللعينة الخبيثة وحركات الارتزاق الدارفورية التي استخدمها البرهان كحصان طروادة لضرب الثورة وقد قمت بطمس الحقائق ورمي سبب الفشل علي الاحزاب السياسية فنخبكم الدارفورية الفاشلة هي التي تمد الطغاة بالاكسجين دائما . ….