امتحانات الشهادة السودانية.. تفاصيل اليوم الأول : عزوف معلمي المرحلة الثانوية عن المراقبة لقلة الأجر

مع بزوغ الساعات الأولى لصباح يوم أمس، توجَّه آلاف من طلاب وطالبات الشهادة السودانية، صوب مدارسهم ليضعوا اللمسات الأخيرة في سجل أهم نقطة لحياتهم الدراسية، ومن ثم حياتهم العملية.
سبق إعداد الامتحانات جهدا كبيرا من قبل الطلاب والمعلمين وقبلهم أولياء الأمور، الذين تعلقت آمالهم وأحلامهم بفلذات أكبادهم فعاشوا معهم معاناة الامتحانات والإعداد لها بكل تفاصيلها
جولة: زينب أحمد: خالدة حسن: يسرا جمال
تصوير: عبدالله ودالشريف
طافت (التيار) في عدد من مراكز امتحانات الشهادة السودانية التي انطلقت أمس في كل ولايات السودان، ولاحظت أن عددا لا يستهان به من الطلاب والطالبات حضروا لمراكز الامتحانات بدون بطاقاتهم، إلا أن الكنترول سمح لهم بالجلوس، خصوصا وأن الطلاب معروفون بالنسبة لمعلميهم.
كذلك شهدت معظم مراكز الامتحانات التي زرناها تأخر في خروج الطلاب من الفصول بعد مضي نصف الزمن، مع أن معظم الطلاب الذين استطلعناهم أكدوا سهولة الامتحان ووضوح الأسئلة عدا قلة منهم.
نقطة البداية
كانت نقطة البداية بمدرسة الخرطوم الجديدة النموذجية بنين مركز الامتحانات رقم (26) حيث التقينا الأستاذ عباس حسن علي، مدير المدرسة، الذي أكد لنا عدم وجود أي اشكاليات في المركز وأن الأمور تسير حتى الآن بصورة طيبة وفقا لما خطط له، مشيراً إلى إجمالي عدد الطلاب الجالسين للامتحان من المركز (532) طالبا منهم (213) للنموذجي والخاص بالإضافة إلى (312) لاتحاد المعلمين.
وأضاف عباس حسن، عدا مشكلة تغيب معلمي مرحلة الثانوي عن المراقبة التي تم تداركها بواسطة معلمي مرحلة الأساس، ليس هناك مشاكل تذكر، نسبة حضور مراقبي المرحلة الثانوية 50% .
مبينا أن مدرسة الخرطوم الجديدة تغطي مساحات جفرافية واسعة، ويأتي لها طلاب من أم درمان وبحري والكلاكلات، مشيراً إلى عدد الغياب بقسم النموذجي والمدارس الخاصة (5) طلاب فقط
شاركه الرأي الفضل مصطفى، كبير المراقبين باتحاد المعلمين مدرسة الخرطوم الجديدة، بقوله حتى الآن تسير الأمور بصورة طيبة وليس هنالك ما يدعو للخوف، الامتحان واضح وكذلك الأسئلة واضحة.
فيماعدا مشكلة تغيب مراقبي المرحلة الثانوية الذين تمت معالجتهم بمعلمي مرحلة الأساس ليس هنالك ما يستحق الذكر، موضحا أن عدد الطلاب المتغيبين باتحاد المعلمين (40) طالباً.
استقرار
قالت الأستاذة سهير محمد عثمان، مديرة مدرسة عليش الثانوية للبنات، وكبير المراقبين بالمركز، إن الامتحانات تسير بصورة طيبة، وفي المدرسة لم تواجههم أي اشكاليات، عدد الحضور للامتحان 100% عدد الطالبات الجالسات للامتحان 92 طالبة الغياب واحدة فقط.
وأضافت الأستاذة سهير محمد عثمان، إن البيئة المتوفرة للممتحنين جيدة جدا من حيث التهوية والخدمات التي يحتاج لها الطلاب خلال الامتحانات لم تواجهني أي مشاكل في الإمداد الكهربائي أو المياه،
أنهت سهير حديثها: الأمور تسير بصورة طيبة، ونتمنى أن تنتهي الامتحانات بذات الشكل فيما عدا طالبة واحدة فقط لم تحضر بطاقتها أو أي إثبات لشخصيتها تم السماح لها بالجلوس للامتحان بعد الاشتراط عليها بعدم مغادرة المركز إلا بعد إحضار إثبات الشخصية، ليس هنالك ما يستحق الذكر.
إلحاح
ذهب مدير مدرسة طحنون النموذجية الثانوية بنين، الأستاذ عبد الباسط أبو زيد أحمد، إلى أن الامتحانات تسير بصورة جيدة لم يتغيب أي من الطلاب عن الحضور، عدد الجالسين بالمركز (143) طالبا وأضاف يضم المركز رقم (51) مدرسة الأوائل ومدرسة النسر ومدرسة طحنون النموذجية الثانوية بنين.
وقال ليس هنالك حالات غش تم ضبطها حتى الآن، فيما عدا إلحاح الطلاب على دخول دورات المياه بعد مضي نصف ساعة فقط من زمن الامتحان.
وأضاف عبد الباسط الطلاب الأجانب من مدرسة الأوائل، كثيرو الحركة داخل غرفة الامتحانات. دخلوا للامتحان بتلفوناتهم المحمولة، تم أخذ التلفونات منهم، وسوف نرجعها لهم نهاية الامتحان.
دار السلام
خلال الجولة التي زرنا فيها عددا من مركز الامتحانات بمحلية أمبدة لاحطنا أن نسبة حضور الطلاب كبيرة جدا كما هو الحال بالنسبة لمدارس الجريف غرب، لم تشتكِ إدارة المدارس التي زرناها من أي اشكاليات تعكر صفو الامتحانات فيها، فيما عدا مدرسة دار السلام الثانوية القديمة بنين التي ظلت ولسنوات تعاني من مشكلة الكهرباء، بالرغم من الاتصالات العديدة التي قام بها مدير المدرسة، مبارك محمد أحمد عبد الخالق، بالجهات المسؤولة لدى مكاتب التعليم بالمحلية ووزارة التربية والتعليم،
وأضاف مبارك محمد أحمد أنه فيما عدا مشكلة الكهرباء لا تواجه أي مشكلة، وإن الحضور للامتحان جيد عدد الجالسين (219) طالبا تغيَّب منهم (4) فقط.
في مدرسة دار السلام الجديدة بلغ عدد الطلاب الجالسين (218)، منهم (20) طالبا في المساق العلمي و(192) طالبا في المساق الأدبي، عدد الطلاب المتغيبين عن الامتحان (4) طلاب، على حسب حديث مدير المدرسة، محمد سعيد “للتيار”.
تضارب
الطالب محمد نصر الدين علي، من مدرسة الخرطوم الجديدة النموذجية بنين المساق العلمي تخصص هندسية، قال بشكل عام الامتحان جيد والأسئلة واضحة جدا وسهلة، فيما عدا السؤال المتعلق بالميراث واجهتني بعض صعوبات في حله، عن نفسي اتوقع أن احقق أكثر من 75% في امتحان التربية الإسلامية.
اختلف معه الطالب جهاد حسن عابدين من ذات المدرسة في أن هنالك بعض الصعوبات التي واجهته خصوصا السؤالين الأول والثاني.
بالعكس من الطلاب فإن الطلبات أكدن سهولة الامتحان مقارنة بالامتحان التجريبي، وقالت الطالبة نجلاء كرم الله من مدرسة الخرطوم الجديدة بنات المساق الأدبي، أكدت أن الامتحان سهل والأسئلة واضحة، وأضافت لم تواجهني صعوبة في الإجابات، عموما الامتحان أسهل بكثير من الامتحان التجريبي.
شاركتها الرأي السرة سعيد من ذات المدرسة، حول سهولة الامتحان مقارنة بالامتحان التجريبي الذي سبق إعداد الامتحان النهائي.
اعتذار
اعتذرت مديرة الخرطوم الجديدة بنات، عن الحديث لانشغالها بالإعداد لامتحان الفترة الثانية لكنها في الوقت لم تبدِ ممانعتها في الحديث بعد انتهاء الفترة الثانية. وعللت اعتذارها بقولها لا استطيع الحديث لكم حاليا، لانشغالي بالإعداد لامتحان الفترة الثانية لمادتي التفسير والفنون.
تغيب
معظم المدارس التي تجولنا فيها شهدت تغيبا لمعلمي المرحلة الثانوية عن المراقبة لهذا العام، فيما برر الأستاذ ياسين عبدالكريم رئيس لجنة مناهضة استقطاعات المعلمين تغيب معلمي المرحلة الثانوية بقوله: عموما يقل معلمو المرحلة الثانوية في المراقبة، بسبب أن الاختيار للمراقبة لا يتم بأسس علمية واضحة أو أسس مهنية لكبار المراقبين والمساعدين، في أحيان كثيرة يتم اختيار معلمي الأساس ككبار مراقبين، ويتم اختيار معلمين قدامى ذوي خبرات كمساعدي مراقبين، بل يتعدى الأمر أكثر من ذلك بتعيين معلمين ذوي خبرة كمراقبين فقط في مدارس بعيدة.
في امتحان الشهادة الحالي برزت مشكلة أخرى تتعلق بأجر المراقبين، فقبل اجتماع كبار المراقبين وعدوا المعلمين بزيادة في استحقاقات المراقبة، وبعد الاجتماع اتضح أن الزيادة واحد جنيه فقط، كثير مقارنة بساعات المراقبة التي تمتد لثلاث ساعات لكل مادة، فيما عدا مادة التربية الإسلامية ساعتين لذا فضل معظم المعلمين عدم المشاركة في المراقبة خصوصا وأن العائد منها بعد الخصومات، أضف لذلك حق الفطور والمواصلات لا يتجاوز (210) جنيهات.
وواصل عبدالكريم أضف لكل هذا بعض القرارات التعسفية التي اتخذتها الوزارة هذا العام، مثل منع المعلمين من حمل الموبايل طيلة فترة الامتحان برغم من المعلم يمكن أن يغلق تلفونه أو يضعه في وضع الصامت حتى نهاية الامتحان.
توتر
كان واضحا عليها التوتر والقلق وهي تقف بالقرب من باب مدرسة الخرطوم الجديدة النموذجية بنين في انتظار خروج ابنها من الامتحان قالت: جميلة بله محمد أحمد، معلمة بمرحلة الأساس باللاماب، إنها اتت لتطمئن على ابنها، بعد أن اوصلت ابنتها لمدرستها في جبل أولياء، قالت والقلق يسيطر عليها لم اطمئن على مذاكرة ابني بالأمس، لأنه كان في العمل (سادي خدمة)، وأضافت ابني يعمل بشركة أسوار، جاء مباشرة من العمل لموقع مركز الامتحانات.
الأم آمال حامد، لم تخفِ كذلك قلقها على ابنتها، كانت بانتظارها خارج أسوار مدرسة الخرطوم الجديدة بنات للاطمئنان عليها قالت إن ابنتها بذلت مجهودا وافرا في الدراسة طوال السنة، بالإضافة للدراسة في المدرسة في الفترتين الصباحية والمسائية.
قالت آمال حامد لاحظت خلال جلوسي هنا في انتظار ابنتي أن عددا كبيرا من الطالبات قد نسين بطاقاتهن في المنزل إلا أن مديرة المدرسة قامت بمعالجة المشكلة حتى لا تتوتر الطالبات في رأيي أن تحتفظ إدارة المدرسة بالبطاقات بطرفها تفاديا لحدوث أي اشكالية قد تنتج عن نسيان البطاقة في المنزل خصوصا وأن معظم الطلاب والطالبات في حالة توتر.
امتحانات داخل السجن
جلس 11 نزيلاً في السجن القومي بحي “كوبر” في الخرطوم بحري، لامتحانات الشهادة السودانية. وقال مدير السجن اللواء سعيد ضحية بخيت، إن النزلاء يتلقون كل العون من الإدارة من استخراج لأرقام الجلوس وتوفير الرسوم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العام بعد مخاطبتها لتقوم بتوفير فريق كونترول لامتحانات النزلاء.
وقال إن هناك عدداً من النزلاء اجتازوا مرحلة الثانوي وهم الآن يندرجون في مرحلة التعليم العالي.

التيار

تعليق واحد

  1. لماذا تصعبون الامتحانات .الله لاابارك فيكم ناس الانقاذ بكره الطلاب ديل بملوا الاسواق والشوارع عطاله نسبة لصعوبة الامتحان تعالوا دول الخليج شوفوا كيف الامتحانات كل الطلاب 90 فى المائه وفوق .وطبعا مكشوف لناس معروفين مهما تقولوا لانصدقكم لعنكم الله خربتوا البلد .

  2. أسال الله سبحانه وتعالى أن يوفق كل بناتنا وأبنائنا لإجتياز هذه المرحلة العمرية الهامة بكل التوفيق والنجاح …فهم فلذات أكبادنا ومستقبل بلادنا ..

  3. عزوف معلمى المرحلة الثانوية عن المراقبة فى كل أنحاء السودان هذا العام بالذات امر يدعو للغرابة. وذلك لقلة العائد المادى الذى يتقاضاه المعلم من المراقبة وكذلك التصحيح . فلا يمكن للمعلم أن يبذل قصارى جهده فى شى لا يغطى أدنى التكاليف للمواصلات والافطار..فلذلك من الطبيعى تجد هذا العزوف عن المراقبة من قبل المعلمين.وأنا شخصيا أحد الذين عزفوا عن المراقبة هذا العام لذات السبب..فالتحية لك اخى المعلم والتحية والتجلة لك اختى المعلمة وانتم تؤدون دوركم على اكمل وجه بلا من ولا أذى ودمتم ذخرا وفخرا للوطن .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..