أكثر من 300 ألف نازح من رفح بأمر الجيش الإسرائيلي وتواصل القصف العنيف لشمال القطاع


صدر الصورة، Getty Images
تواصلت الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من شنّ هجوم شامل على المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ “ما يناهز 300 ألف” شخص نزحوا من الأحياء الشرقية للمدينة المكتظة في جنوب القطاع، منذ أن دخل هذه المنطقة في السادس من أيار/مايو بعد دعوات الى السكان لإخلائها.
وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، نزوح نحو 300 ألف شخص من رفح الأسبوع الماضي.
وأشارت الأونروا في منشور على منصة إكس، إلى أنه “لا يوجد مكان آمن يمكن الذهاب إليه في قطاع غزة”.
ونوهت الأونروا إلى “استمرار التهجير القسري وغير الإنساني للفلسطينيين”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
فيما أعلن الدفاع المدني في غزة الأحد، مقتل طبيبين جراء غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني في بيان “انتشال جثمان الطبيب محمد نمر قزعاط ونجله الطبيب يوسف جراء غارة اسرائيلية على مدينة دير البلح، وتم نقلهما إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح”.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وأوضح الدفاع المدني أن الطبيبين هما من حي تل الهوا في شمال القطاع، ونزحا الى دير البلح في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته العالم “إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.
كما دعا غوتيريش يوم الأحد، إلى “الإفراج غير المشروط عن الرهائن” وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن الحرب في غزة “تتسبب في معاناة إنسانية مروعة”.
واعتبر غوتيريش أن وقف إطلاق النار “لن يكون سوى طريق العودة من الدمار والصدمة اللذين خلفتهما الحرب”.
وقال أحد سكان شمال غزة، إن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات، ليلة السبت، “تطالب بإخلاء شمال قطاع غزة والانتقال إلى مناطق غرب مدينة غزة”.
وأكد لبي بي سي، أن ليلة السبت” شهدت قصفاً استهدف المنازل”.
وسُمعت أصوات قصفٍ خلال حديث الرجل لبي بي سي، الذي أضاف “في كل مرة نستقر في مكان ما، تصدر تعليمات بضرورة مغادرة هذا المكان”.
مُشدداً أن النزوح “لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يشمل أيضاً أمتعتنا، ناهيك عن كبار السن مثل والدي، الذي لا تتحمل صحته مثل هذا النزوح المتكرر، أثناء نزوحنا على الطريق تعرضنا للقصف ولكن الحمد لله لم نتعرض لأذى”.
وقالت امرأة من شمال غزة، إن جميع الأماكن التي نزحت إليها بما في ذلك مدارس الإيواء “تعرضت للقصف وأصبحت غير آمنة”، وأضافت “يقولون لنا أن نذهب إلى منطقة آمنة، وعندما نذهب إلى المنطقة التي يزعمون أنها آمنة نجدهم يقصفون المدنيين”.
وأكدت المرأة في حديثها لبي بي سي، على أن “الأطفال يعيشون في رعب وحياتنا أصبحت سلسلة من الخوف والرعب، لقد نزحت ابنتي إلى رفح، وهي أيضاً ليست منطقة آمنة”.
وأشارت إلى أنها “قررت الرحيل”، وتتساءل “لكن لا أعرف إلى أين أذهب؟ لا أعرف إلى أين يجب أن أتوجه؟”.
وأبدى رجل من شمال غزة تصميمه على البقاء، رغم قصف منزله ليل السبت، ورغم المنشورات التي تأمر بالإخلاء.
ويقول الرجل لبي بي سي، “تم قصف المنزل عند الساعة الواحدة ليلاً، وبعد ذلك تم إلقاء منشورات علينا تأمرنا بإخلاء المنازل والبدء بعملية التهجير من كامل المناطق الشمالية. ولكن إلى أين يجب أن نذهب؟ وهذا يعني أنه لم يعد هناك مكان لنا للانتقال إليه”.
ويشير الرجل “تهجرنا من قبل وتعرضنا للقصف، ثم عدنا ووجدنا كل بيوتنا مدمرة. سنبقى صامدين في بيوتنا ولن نُهجر. الناس يهربون من الخوف والأطفال يصرخون ويبكون في الشوارع والجميع خائف”. ويؤكد “لكن بشكل عام لن نغادر حتى لو قصفوا المنزل مرة أخرى”.
التطورات الميدانية
ميدانياً، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بحصول غارات ليلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة خلّفت أكثر من 30 قتيلاً، وفق مصادر طبية وشهود.
وقال دانيال هاغاري المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية تنفذ عملية في جباليا شمال قطاع غزة، لمنع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية هناك.
وأضاف هاغاري، قائلا: “رصدنا خلال الأسابيع الماضية محاولات قامت بها حماس لإعادة تأهيل قدراتها العسكرية في مدينة جباليا. نحن نعمل على القضاء على تلك المحاولات”.
كما قال هاغاري إن القوات الإسرائيلية تعمل في مدينة غزة وقتلت حوالي 30 مسلحا فلسطينيا في منطقة الزيتون بالمدينة.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، صباح الأحد، إنها “تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محور التقدم شرق مخيم جباليا”، شمالي قطاع غزة.
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت برشقة صاروخية “حشود الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق رفح”، جنوب قطاع غزة.

صدر الصورة، Getty
في غضون ذلك، قال صحفيون في شمال قطاع غزة، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً)، إن شمال القطاع يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف.
وقد أعلن اجيش الإسرائيلي، السبت، توسيع نطاق إخلاء المنطقة الواقعة في شرق رفح الذي بدأه في مطلع الأسبوع الحالي، داعياً سكان أحياء إضافية في المدينة إلى مغادرتها بشكل “فوري”.
وقد نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية شبه الرسمية عن مصادر لم تسمها قولها إن مصر اتفقت مع إسرائيل على زيادة أعداد العناصر الأمنية المصرية بالمنطقة الحدودية من أجل تأمينها، في إطار العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل شرقي مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية.
ولم توضح مصادر القناة الإخبارية، الممولة من الحكومة المصرية، طبيعة وحجم هذه التعزيزات أو نوعية الآليات التي سترافق العناصر الأمنية.
في غضون ذلك، نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت مقطعا مصورا لرجل محتجز رهينة في قطاع غزة، ظهر على قيد الحياة.
وبلغت مدة المقطع 11 ثانية، وأُرفق بنص باللغتين العربية والعبرية يقول”الوقت ينفد. حكومتكم تكذب”.

صدر الصورة، Getty Images
“لم يعد هناك مكان للذهاب إليه. و لا يوجد بعد رفح سوى مصر”
وقد دعا متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على موقع أكس (تويتر سابقاً) السكان والنازحين في جباليا شمالي قطاع غزة وإحدى عشرة منطقة آخرى في القطاع إلى التوجه على الفور إلى غرب مدينة غزة.
وألقى جيش الدفاع الإسرائيلي، منشورات تدعو السكان والنازحين إلى إخلاء مناطق جديدة في وسط مدينة رفح، بعيدًا عن الجانب الشرقي من المدينة الحدودية.
كما دعا الجيش الفلسطينيين في مناطق عدة بمدينة رفح جنوب القطاع إلى إخلائها و والتوجه إلى منطقة المواصي التي يصنفها الحيش منطقة إنسانية آمنة.
وقال الجيش في بيان “الى الآن، نزح ما يقارب 300 ألف شخص الى المنطقة الإنسانية في المواصي”.
ومن بين المناطق التي تلقت تعليمات بالإخلاء صباح السبت في رفح، الشابورة، الحي الإداري وحيي الجنينة وخربة العدس وهي أحياء صُنفت على أنها مناطق قتال خطيرة.
وقال أحد سكان رفح لبي بي سي “وصلتني رسالة عبر هاتفي المحمول تطلب مني الإخلاء الفوري من رفح، وتطالبني بإخلاء التجمع السكني. لا نعرف إلى أين نذهب”.
وأضاف لبرنامج “غزة اليوم” الذي يبث عبر راديو بي بي سي عربي : ” لقد نزحنا من الأساس من جباليا. ليس لدي المال لكي أعود إلى خان يونس. طلب منا بعض الجيران أن نأتي ونستأجرمكاناً مقابل إيجار زهيد للغاية.، ولكن ليس لدي المال حتى لاستئجار سيارة”.
بينما قال آخر لغزة اليوم “لم يعد هناك مكان للذهاب إليه. و لا يوجد بعد رفح سوى مصر وهذا ما يسمى بالتهجير… ولم يتمكن أحد حتى الآن من وقف هذه الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة مواطني قطاع غزة”.
واستطرد قائلاً: “أخذت معي حقيبة كتف صغيرة بالإضافة إلى المرتبة التي أنام عليها. هذه هي كل أغراضي”.
وقد عبّرت إحدى النازحات لبي بي سي عن امتعاضها من الأوضاع في قطاع غزة، قائلة إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع.
وأردفت قائلة:” لقد نزحنا للمرة الثالثة. لم يعش أحد من قبل ما نعيشه منذ أشهر، فنحن نعيش في حالة من الخوف والرعب الدائم… إنهم يجبروننا على العيش في أماكن مزدحمة حيث لا يوجد مكان لنصب خيمة”.
تحذيرات من نفاد الغذاء في غزة
وفي هذه الأثناء، قالت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة إن الطعام سينفد من جنوب غزة السبت بعيد إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم الحدودي.
من جانبها حذرت حركة حماس في بيان لها من استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، وإغلاقه لليوم الخامس على التوالي، “والذي تسبب بتعطيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية” لسكان قطاع غزة.
وقالت الحركة إن ذلك “ينذر بكارثة إنسانية وتفاقم لحالة المجاعة في كافة أنحاء القطاع المحاصر”، متهمة الجيش الإسرائيلي بتنفيذ” جريمة الإبادة وحرب التجويع والتطهير العرقي”، وحملت إياه المسؤولية.
وعلى الرغم من الضغط الأمريكي الكبير الذي تمارسه واشنطن على إسرائيل و التوتر الذي عبر عنه سكان غزة ومنظمات إنسانية، قالت إسرائيل إنها ستمضي قدماُ في التوغل في رفح ، حيث يعيش مليون نازح بحثا عن ملجأ خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر

صدر الصورة، EPA
وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع الانتصار في الحرب، دون اقتلاع جذور المئات من مقاتلي حركة حماس التي تعتقد أنهم يتمركزون في رفح.
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إن استخدام إسرائيل لأسلحة، زودتها بها الولايات المتحدة، قد يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي أثناء حرب غزة وهو ما يعد أكثر انتقادا واجهته إسرائيل منذ تاريخ بدء الحرب.