في اربعين الامير (امير عبالله خليل)

يوم رحيلك ظهراً كان الحضور لمثل ذلك الوداع مستحيل ولان مقامك يراه غايبا ? أستاذن البروفسير علي المك وانا أسير مع الاعداد الكبيرة التي هطلت عمائمهم البيضاء وجلاليبهم بلون الفجيعه في المقابر ? أن اكتب عنك بكلماته … واولاً استاذنته في تعبير ( لطشته منه ) فقد استعمله وهو يرسل رساله الي صديقه علي الماحي قايلاً :- اعتقد انني قد غنمت صداقتك قبل ان اراك ، والصداقة الحقه هذه الايام اندر من اسنان الدجاج ، وأنا ” لطشت ” هذا التعبير الذي اراه بارعا من كاتب وشاعر ايضا اسمه ” لانسجتون هيوث ” في كتاب الاديب علي المك ? إعداد الدكتور عبدالقادر الرفاعي .
لطشته كلماته وانا في المقابر حيث الثرى كان في انتظارك يسبح ويستغفر في ذراته … وكل الشفاه تترحم عليك … ويحملونك بين شواهد المقابر التي تحمل اسم وتاريخ الوفاء عن من هم في الاجداث .. ولعلهم ثووا و قد تنبهو لهولها فعرفو جلال الموت مرتين .
ما رأيت حشدا كمثل ذلك الحشد منذ عهد بعيد جمعاً غفير كان … حركة اقدام تتقافز على كوم التراب والحجارة وتتقافز .. لا تريد أن تدوس علي المقابر القديمة … يضيق بالقوم المكان … كان حزنهم فريدا ونابغا . ذلك الحزن كان من مواطن الحزن فينا … رايته في رجل مخلص لكل ما يبغي الاخلاص له . ليس ذلك وحسب بل كان نهاية عهد .. كلما إتسم به العهد … كان الإتزان والإخلاص لقضايا المجتمع ، ومدن العلم المشرئبات الى العلى .. وللعلم نفسه .. إكتملت صورة العهد فيه ، و ما بقى فينا للنسى ، مخلصين مثل اهلها ، مثابرين للمعالي شأن اهلها … إن البكاء العاجز عليها والاسى لى للساعة ارثى للمدينة ، واكتسى وانا ابهر باركانها تهتز وتتهز ونحن دون علم بنا .
ربما في غفلة وفي تفريط لوداع اناسا رجلا كانوا عمد هذا الوطن … ولفرط مامنح اولئك حياتنا من ظل وريف وراحة فكر . ونعيم علم ، نظن أن ظلالئهم التي منعت شمس الجهالة أن تهطل علينا باقية لن تزول ، وكنا واهمين . اولئك قوم ادوا رسالتهم وعلمونا أن نقوى ، وأن نشتد فكراً وشاعرًا وثبات قلب بصورة أدق ، خلفو ا علينا عبئا ، ظنو اننا خليقين بحمله والسير به وتسليمه للاجيال سباق مبادلة مع زمان اسحم وعدد مبين جم الترصيد … ولكننا كنا دائما نطلب عونهم ونبكي . علمونا ، فاخفقنا كثير احيان عادو يعلون من شأننا فسقط جلنا دون أن يبلغ المراد … صارعو الاستعمار اهلهم … وصارع ” الامير ” الظلم والمرض وانواع من الاستعمار الذي لم يعرفه الوطن بدبلوماسية الوطن الغيور بالعمل لا بالحديث والاماني … ام درمان التي شيعتك انتظرت المستشفى – الجامع العتيق وكل الشوارع حولها .. بل اصطحبت ميدان الخليفة والجامع العتيق ، ومجمع الشهداء ذلك اليوم صار له عدة مسارات منسابه في هدوء وادب جم … حتى الحواري بين المدرسة الاهلية وشارع الثورة بالنص … انسابوا … مع المعزيين والمشيعين في هدوء وأسى … وعدنا لدارك ووجدناك تتنظر الجميع … كنت في العزاء … لم ندري من يعزي من … قبل أن تاتي المنظمات التي عملت بها تسأل عليك … تواسي الانين والحزن دمعاته تتجمد في ماقي المغيب ليوم أول يطول ..
رحلت ” امير عبدالله خلبل ” من الرجال الذين خلقوا للمنابر والمحابر … وبقي رجال خلقوا لتوسعة المقابر . رحمك الله
فيصل عباس أحمد
جامعة الاحفاد للبنات
[email][email protected][/email]
رحم الله امير عبدالله خليل فقد كان اسما علي مسمي.. برحيله فقدت ام درمان ابنا بارا من ابناءها و فقد السودان رجلا حكيما لن يجود الزمان بمثله قريبا.. كانت منازله في روما و كمبالا و بغداد حيث عمل ملتقي ابناء السودان .. كان الامير سفارة قائمة لوحدها و كان سفيرا للسودان بغض النظر عن الأنظمة الحاكمة.. كان ملاذا للسودانيين في تلك الدول عندما تقطعت علاقة السودان بتلك الدول و قدم له من الخدمات ما يفوق ما تقدمه سفارات السودان في ذلك الزمان.. امير عبدالله خليل تربية ابيه الإميرالاي عبدالله خليل الرجل الانسان قبل ان يكون السياسي الكبير.. ورث امير الانسانية و حب الوطن من ذلك البيت الكبير فنشأ محبا لاهله و عشيرته و وطنه رحمه الله رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا..
رحم الله امير عبدالله خليل فقد كان اسما علي مسمي.. برحيله فقدت ام درمان ابنا بارا من ابناءها و فقد السودان رجلا حكيما لن يجود الزمان بمثله قريبا.. كانت منازله في روما و كمبالا و بغداد حيث عمل ملتقي ابناء السودان .. كان الامير سفارة قائمة لوحدها و كان سفيرا للسودان بغض النظر عن الأنظمة الحاكمة.. كان ملاذا للسودانيين في تلك الدول عندما تقطعت علاقة السودان بتلك الدول و قدم له من الخدمات ما يفوق ما تقدمه سفارات السودان في ذلك الزمان.. امير عبدالله خليل تربية ابيه الإميرالاي عبدالله خليل الرجل الانسان قبل ان يكون السياسي الكبير.. ورث امير الانسانية و حب الوطن من ذلك البيت الكبير فنشأ محبا لاهله و عشيرته و وطنه رحمه الله رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا..