نشجب وندين

د. ناهد قرناص
أحد ظرفاء المدينة قال.. إن أسهل وظيفة في العالم هي منصب (سكرتير عام الأمم المتحدة).. فالرجل ما عليه إلا ابداء القلق لما يحدث في بقعة ما من العالم.. أو لو (بالغ كدا) يشجب ويدين ويستنكر.. أي أن الرجل يتلقى الآلاف الدولارات شهرياً (دا غير البدلات والسفريات والحوافز.. وهلم جرا) مقابل فقط (القلق وكم تصريح بتاع شجب وإدانة).. وبس خلاص.
الطرفة أعلاه أضحكتني (رغم عدم مصداقيتها.. فعمل الأمم المتحدة مهم جداً وأحمالهم تنوء بها الجبال).. وجعلتني أفكر في متطلبات الوظائف القيادية في بلادنا الجميلة والمتفردة.. ربما كانت هناك نقاط مشتركة مثل التصريحات الآنية.. لكن نحن نتفرد بأن الشخص الذي يتقلد منصب سياسي.. حتماً ولابد من أن يكون له خاصية النفي.. ويا بخت من صدرت الصحف بتصريح نفي خاص به على مثال (المسؤول الفلاني ينفي وجود أزمة..) ولو كان يرمي (لي قدام) تجده يقود هجمة مرتدة تجاه الشعب ويستطرد قائلاً (إن المشكلة في الشعب السوداني) كدا يكون أدى المهمة على أكمل وجه.. والعاقبة عندكم في الملمات.
قرأت في الصحف السيارة (نفي) وزارة النفط لوجود فجوة في توفر البنزين والجازولين.. دا المقطع الأول وهي (النفي).. الهجمة المرتدة هي القاء الذنب على الشعب في تصريح (أزمة الوقود مفتعلة وسببها حالة الهلع بين أفراد الشعب السوداني).. ولابد من تسجيل هدف التفوق لإدارة المصفاة.. التي حذرت المواطنين من تخزين البنزين لأن ذلك خطر على حياتهم…ايه الجمال دا؟ يعني نحن صحينا الصباح لقينا نفسنا مصابين بحالة هلع من نقص البنزين.. فقررنا بكامل قوانا العقلية نمشي نتكدس أمام الطلمبات.. ولا وكمان اشترينا بنزين ليتم تخزينه في البيوت.
السادة بوزارة النفط.. هل يمرون بشوارع العاصمة التي تعطلت فيها حركة المرور نتيجة للصفوف التي أغلقت بعض الشوارع.. وضيقت من مساحة الحركة في شوارع أخرى؟ ولا هم يعيشون في مدن ما وراء البحار ويرسلون تصريحاتهم من هناك؟ محطات الوقود منها المغلق ولا يوجد به أي وقود.. ومنها الذي يعمل بنصف طاقته.. ومنها الذي تكدست حوله السيارات لدرجة أن هناك من صار يقضي سحابة نهاره هناك وبعضهم من يبيت مرابطاً قربها. لم يفكر أحد في الوزارة في بحث أسباب الأزمة ولا تبعاتها من زيادة أسعار السلع وتعريفة المواصلات.. بل اكتفوا بإلقاء اللوم علينا وتكرار ذات التبرير الذي حفظناه عن ظهر غيب (صيانة المصفاة) التي (ويا للصدفة) تحدث في نفس الوقت كل سنة.. لكن الوزارة تتفاجأ بها كل عام.. كما تتفاجأ المحليات بقدوم الخريف الذي لا يخلف موعده منذ الأزل.
من هذا المنطلق وبناءً على ما سبق وتحت شعار (الجفلن خلهن.. أقرع الواقفات) أود تذكير وزارة النفط إن صيانة المصفاة للعام 2019.. سيتم بإذن الله في شهر مارس وأبريل.. ولذلك نرجو من الوزارة تحمل أعبائها الوظيفية والقيام بتخزين وقود كافي لهذه الأشهر.. الى حين عودة المصفاة للعمل كما يجب حتى لا يتكرر سيناريو الفيلم الذي مللنا حضوره كل عام.. أما صاحب التصريح العبقري (لا يوجد أزمة في الوقود والكمية الموجودة تكفي للاستهلاك).. اقول له: (أسمع كلامك أصدقك.. أشوف صفوف البنزين.. أقول حسبي الله ونعم الوكيل).
الجريدة
السلام عليكم
الاخت الدكتوره
عملنا فى النفط عشرات السنين شركات محليه و عالميه لم نسمع قط بعمره للمصفاه تمتد شهرين، فهى على الاكثر اسبوعين، و يلهث الفنيون و المهندسون ليقلصوا ذلك الوقت هذا ما يحدث فى مصافى عالميه تشكل مصفاة الخرطوم وحده صغيره بالنسبه لها، كل ذلك يحدث و لا حياء لمن تنادى، فما الفائده التى تعود من وقف المصفاه لمدة شهرين، و لماذا ليس لدينا مواعين تخزين للغاز و البنزين و الديزل على اقل تقدير، ثم لماذا لا تكون هناك مصفاه اخرى، كانت هناك مصفاة كون كورب، لكن الحماقه اعيت من يداويها فتوقفت و اظن تحتاج لتاهيلها ما يساوى مصفاه حديده.
اظن ان هناك دائما ماهو تحت الطاوله ما لا ندرى عنه
مقالاتك ٥ نجوم د ناهد قرناص. قصيرة معبرة هادفه تضرب في الصميم وتتناول مشاكلنا ومشاغلنا
السلام عليكم
الاخت الدكتوره
عملنا فى النفط عشرات السنين شركات محليه و عالميه لم نسمع قط بعمره للمصفاه تمتد شهرين، فهى على الاكثر اسبوعين، و يلهث الفنيون و المهندسون ليقلصوا ذلك الوقت هذا ما يحدث فى مصافى عالميه تشكل مصفاة الخرطوم وحده صغيره بالنسبه لها، كل ذلك يحدث و لا حياء لمن تنادى، فما الفائده التى تعود من وقف المصفاه لمدة شهرين، و لماذا ليس لدينا مواعين تخزين للغاز و البنزين و الديزل على اقل تقدير، ثم لماذا لا تكون هناك مصفاه اخرى، كانت هناك مصفاة كون كورب، لكن الحماقه اعيت من يداويها فتوقفت و اظن تحتاج لتاهيلها ما يساوى مصفاه حديده.
اظن ان هناك دائما ماهو تحت الطاوله ما لا ندرى عنه
مقالاتك ٥ نجوم د ناهد قرناص. قصيرة معبرة هادفه تضرب في الصميم وتتناول مشاكلنا ومشاغلنا