أخبار السودان

رغم الضائقة: الشارع السوداني والكرم الرمضاني

الخرطوم: الأمين عبدالرحمن
يتمتع الشعب السوداني كغيره من الشعوب بعادات وتقاليد تميزه عن الدول الأخرى عادات وتقاليد في كافة المناسبات الدينية أو السياسية أو الأسرية أو الوطنية تتوارثتها الأجيال كابراً عن كابر ومن السلف إلى الخلف حتى بقيت إلى يومنا هذا رغم التغييرات الاجتماعية والاقتصادية الرهيبة التي عصفت بالمجتمع وأضحت تورقه.
ولكن حين يأتي شهر رمضان الذي تتنزل فيه الرحمة والبركة علي العباد وتسكن قلوبهم بالطمأنينة، ينسى الجميع الضائقة المعيشية العاصفة حتى أنك ما إن تعبر شارعاً أو تتأخر لسبب ما عن وصول بيتك ساعة الإفطار حتى تظن أن المواطنين ينعمون برغد العيش وناعمه. الشوارع خاصة في الأحياء الشعبية تحتشد بتجمعات الإفطار، إذ يأتي كل صائم بما يتوفر لديه من طعام وشراب إلى الشارع ليكرمون عابري السبيل وكل من لم يسعفه الوقت لتناول الإفطار في بيته.
ممنوع المرور
إذاً هكذا هو رمضان هنا في السودان يأتي كل عام بخيره الوفير، وهذا العام بالتحديد جاء الشهر الكريم والمواطن يعاني غلاء الأسعار، كما جاء متزامناً مع المدارس وما أدراك ما هي، جاء رمضان هذا العام والسلع الخاصة مستعرة كأنها (قطعة من جهنم) ولكن رمضان لم تتخل الشوارع عن موائدها، والقرى الواقعة على الطرق القومية لا تترك مسافراً يمضي إلا وأجبرته على النزول والإفطار فحين يرفع آذان المغرب لا عبارة تعلو فوق عبارة (ممنوع المرور) ولا كلمة تعلو فوق كلمة (اتفضلوا وحبابكم عشرة)، فسكان القرى الواقعة قبالة الطرق التي تربط الولايات بالعاصمة دأبوا على قطع الطريق على السيارات وإنزال من هم على متنها لتناول الأفطار، وهكذا نجد أن الروابط الاجتماعية والكرم والتلاحم من العادات التي لايزال أهل السودان يحافظون عليها، خاصة في هذا الشهر الكريم.
عادة رمضانية
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع المهم، استطلعت (اليوم التالي) عدداً من المواطنين تسألهم عن رأيهم في تجمعات الصائمين بالشوارع، فقال (أزهري عمر) من سكان بحري شهر رمضان فيه الرحمة والمغفرة ونحن في الحي عادة ما نخرج في رمضان، كل الجيران يطلعوا بره لتناول الإفطار. وأضاف: الغرض من الإفطار خارج المنازل هو إكرام عابري السبيل. ويضيف أزهري: لمة الصائمين في الأحياء عندها أجر كبير وبتخلق حميمية ومودة بين الناس خاصة في هذا الشهر حيث التراحم والتواصل.
قيم شامخة
يتسم السودانيون بالترابط المجتمعي والأسري، وفي رمضان يتضح ذلك جلياً، هذا ما قاله (مدثر عبدالرحمن) الذي استطرد حديثه، مؤكداً أنه رغم الضائقة المعيشية التي يمر بها المواطن لكن تبقى قيمنا وعاداتنا وترابطنا شامخة وباقية. وأضاف: وفي هذا الشهر الفضيل يلتزم جل الناس بهذه القيم ويعلون من شأنها. وأردف: غروب الشمس ترى الجميع يحملون موائدهم (صوانيهم) نحو المكان المخصص للإفطار. وواصل: هذه الميزة حقتنا نحن السودانيين وأنا القدامك دا اغتربت فترة طويلة خارج السودان وصمت رمضان كثيراً بعيدا عن الأهل والدار، ولم تصادفني مثل هذه العادات، وختم: رمضان بعيد عن الأسرة والأهل والأحباب لايتذوق له طعماً، ورمضان أحلى في السودان.
توارث أجيال
كثير من العادات والتقاليد المحمودة التي يتمتع بها مجتمعنا هذا نابعة عن إرث قديم وأصيل فطر عليه الإنسان السوداني وتوارثته الأجيال. وفي حديث لـ (اليوم التالي) قال الحاج يوسف فضل الله عندما يأتي رمضان عندنا أشياء كثيرة بنعملها توارثناها من آبائنا وأجدادنا منها الخروج بصينية الإفطار إلى الشارع، فنحن توارثنا هذه العادة ولازم نورثها أبناءنا. ويضيف: عندما نخرج إلى لتناول الإفطار لابد أن نخرج معنا أبناءنا وباستمرار طيلة أيام هذا الشهر الكريم ونكون قد ورثناهم هذه الصفات المحمودة، ولو الواحد مننا حصلت ليهو حاجة يكون أولادو قاعدين ويسدو مكانتو وكذلك يكون توارث الأجيال من سلفهم

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. خرجت من السودان قبل 15 عاماً ولم أعود عليه ولكن لم اجد اجمل واعبر صورة من هذه الصوره التي تعير الشعب السوداني الأبي 0 وكم افتخرت وقلت في شوارع نيويورك بأنني سوداني 0 الاخ الأمين (انتمي لك رمضان سعيد واطلب منك صورا مثل هذ الصور التي تملي القلب نقاء وسعادة بعض ان اعتدنا الي الصور والمقالات التي تملي القلب حزنا والم لك مني الف تقدير

  2. نهر النيل
    عاشق السودان
    **************

    الشئ المؤكد ان اي شئ في السودان حلو إلآ الكيزان مسخوا علينا عيشتنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..