حنجرة من ذهب: رمضان حسن.. الزهور صاحية وإنت نايم

الخرطوم – رزان سلامة

وُلد رمضان حسن في ودمدني عام 1929 وتوفي بالخرطوم في العام 1978، درس الخلوة والأولية بقرية أم بلال، لكنه لم يستمر فيها لولعه وحبه الشديد للفن والغناء والموسيقى. كان يغني ويردد أغاني الحقيبة مُستخدماً آلة الرق رغم معارضة والده.

كان رمضان حسن متعدد المواهب، يجيد لعب كرة القدم ولعب في نادي الأهلي مدني كما كان هاوياً لرياضة رفع الأثقال، انتقل إلى العاصمة في أربعينيات القرن الماضي وسكن الديوم القديمة (ديم سلك)، كان معظم سكّان الحي يعملون بالسلكية والتلغراف ومن هنا جاء الاسم، لكن رمضان كان يمتهن الجزارة ومنها انتقل للعمل بورشة المصنوعات الجلدية خاصة الشاعر (عبد الرحمن الريح)، وعندما استمع عبد الرحمن لصوت رمضان احتضنه وتبناه فنيّاً وبدأ يؤلف له الأغاني.

(1)

ومن يستعرض سيرة (رمضان) لا يمكنه إغفال ما عرف بإضراب الفنانين الأول عام 1951 بقيادة أحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف، حين وجد مراقب الإذاعة نفسه في حرج بعد أن رفض هؤلاء الغناء للإذاعة، فاستعاض عنهم بثلاثة فنانين، بينهم رمضان حسن، فغنى (الزهور صاحية وإنت نايم) لعبد الرحمن الريح فكانت إضافة حقيقية للأغنية السودانية، بجانب أغنية (افتتان) التي أطلق رمضان اسمها على ابنته الكبرى.

غنى رمضان للوطن أغنية (بلادي) لسيد عبد العزيز، وكان صوته رائعاً إلى حد أن سيدة الغناء العربي أم كلثوم أثنت عليه وقرظته عندما استمتعت لأغنية (لحن الكروان) وأشاد به برعي محمد دفع الله خاصة في أغنية (دقات قلبي)، وردد معظم الفنانين السودانيين أغاني رمضان التي اتسمت ببساطة الجُمل الموسيقية ورشاقتها، ولعل أشهر أغنانية هي (الزهور صاحية وإنت نائم) التي احتلت الصدارة على مدى سنوات في برنامج ما يطلبه المستمعون: (الزهور صاحية وإنت نايم/ داعبت شعرك النسايم وأيقظك صوت الحمائم/ الزهور صاحية في الخميل وانت في نشوة يا جميل/ قمت من مرقدك ثميل تتعدل في المشي وتميل/ حيث ما ملت قلبي مال تهت في دنيا من جمال/ بين ذلك أراني هايم قلبي صار زي فراشة هايم).

(2)

وهكذا اعتبر كثيرون أن أغنية مثل تلك تتضمن عتابا رقيقا وخفيفا للمحبوب وهو ينام في حضرة الزهور غير عابئ بما يحدث للطرف الآخر من لوعة وشجن، فيما اعتبرها آخرون دعوة له بأن يصحو من النوم ليستمتع بالورود والأزهار والطبيعة الخلاّبة ورائحة النسيم والهواء العليل وبصوت الحمائم في إيقاع جمالي وتناغم لوني بديع دوّنته الطبيعة الساحرة ويريد الشاعر أن يتلذذ محبوبه بملاطفة النسيم العليل للزهور والبعض يرى أنها ربما كانت شكلا من أشكال العتاب ولكنه عتاب برقّة شديدة كونه ينام في حضرة الزهور وأيا ما كان الرأي حول هذه القصيدة فالثابت أنها من الروائع وهذه الكلمات زادها جمالاً صوت البُلبُل الصدّاح رمضان حسن لما يتمتّع به من موهبة وقدرات فنيّة هائلة فكانت جواز مرور لهذا الفنّان المُبدع ليصعد سلم النجومية. والفنّان رمضان يمتلك حنجرة نادرة بين المطربين السودانيين فهو يبعث الطرب في النفس والناس قد أحبوه وأحبوا صوته الذي يفيض عذوبة، فتمكّن في خلال سنوات قلائل من الاستحواذ على اهتمام الكثير من المستمعين باختلاف شرائحهم الاجتماعية مُرددين له كلمات الحب والاحترام والإعجاب غير المحدود.

تزوّج رمضان بديم سلك ورُزق بطفلين هما افتتان وعصام وهو حالياً عازف باص بمركز شباب السجانة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اللهم ببركة هزا الشهر المبارك ارحم رمضان حسن وادخلة الجنة عندك مع الصديقين والشهداء

  2. أخطاء في التقرير :
    1- ديم سلك تم تسميته بديم سلك لمرور أعمدة التلغراف و الهاتف به و ليس بسبب أن ساكنيه يعملون في مصلحة التغراف كما ذكر التقرير
    2-أغنية افتتان هي نفسها الزهور صاحية وانت نايم

  3. اللهم ببركة هزا الشهر المبارك ارحم رمضان حسن وادخلة الجنة عندك مع الصديقين والشهداء

  4. أخطاء في التقرير :
    1- ديم سلك تم تسميته بديم سلك لمرور أعمدة التلغراف و الهاتف به و ليس بسبب أن ساكنيه يعملون في مصلحة التغراف كما ذكر التقرير
    2-أغنية افتتان هي نفسها الزهور صاحية وانت نايم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..