درس تعلمته من التاكا

* أثناء مشادة كلامية كانت بيني وبين كاتب اشتهر قلمه ببحثه المستمر عن حمامة يضع سكينه على عنقها، انتبهت فجأة إلى صوت الفنان كمال ترباس الذي كان قريباً منا، يقول لي: (ما قلت من ناس كسلا، وناس كسلا ناس طيبين) واستطرد قائلا : إن أهل كسلا يبحثون عن العذر لمن لا عذر له، وإن كان ظالما، أعادني ترباس بهذه العبارة إلى درس تعلمته من التاكا، وهو أن أكون مسامحاً، فبادرت ذلك الكاتب بالإعتذار، كثيرون لا يعلمون أن ترباس برغم تصريحاته اللاذعة، إلا أنه يحمل بين جوانحه قلبا صافيا كحليب الأمهات، وبهذه المناسبة نتمنى لترباس أن تظلله العافية وتتبعه السلامة ما دامت هناك شمس تشرق على حدائق برتقال السواقي الجنوبية في كسلا.* أخذت تتأمل ملامحها في المرآة وهي تتحسر في صمت على ضفائر كان لونها أسود يقتل الشعراء كمداً، وإلى عينين كانت إذا نظرت بهما إلى صخرة حولتها إلى بستان، وفجأة دخل عليها زوجها فأحس أنها كانت في حالة عناق مع المرآة وكلنا يعلم أن المرآة لها لسان لا يكذب، فتذكر أنه ظل يتمنى دائماً أن يكبرا سوياً، وأن يجلسا سوياً يحتسيان فنجان قهوتهما الصباحية، وهما يستدفئان بذكريات مضت عليها السنون، ولكنها لم تزل خضراء.* رفضت لجنة النصوص بالإذاعة السودانية أغنيتي «بدري من عمرك» وأشارت إلى أن المقطع الذي يقول (والله أنت سعيد يا البريدك أنا) فيه دلالة واضحة على كثير من النرجسية، وبما أن الشاعر الكبير إبراهيم العبادي كان على رأس هذه اللجنة، حاولت أن أقنعه أن في هذا القرار ظلماً كبيراً يقع عليَّ، وأكدت له أن هناك أكثر من أغنية تمت إجازتها من لجان سابقة حملت ما هو أكبر من اتهام لأغنيتي بالنرجسية، فقال لي أعطني مثالاً لذلك، فقلت له (القبلة السكرى)، فضحك قائلاً: أغنيتك تمت إجازتها، وقد كان.* هدية البستانبيك أيامي الراحة لقيتا.. وبيك أبواب الهم سديتالو حنيه قلبي أبيتا.. وجيت بالدمعة المرة سقيتاأنا ما بنسى حنانك ليَّه.. أصلي وراك أيامي رميتا.
آخر لحظة
يلا بلا وجع راس معاك
يلا بلا وجع راس معاك