هدد بملاحقات قانونية .. ناشطون واعلاميون في مرمى الجيش

الخرطوم : الزين عثمان
قالت القوات المسلحة السودانية بأنها قامت بتفويض ضابط متخصص في جرائم المعلومات يساعده آخرون بواسطة القائد العام من أجل فتح البلاغات ومتابعة الشكاوى ورصد الإساءات التي تمس القوات المسلحة بكافة مكوناتها واتخاذ الإجراءات القانونية. وبحسب البيان الصادر فإن القوات المسلحة رصدت عدداً من التجاوزات والإساءات للقوات المسلحة وباشرت عملية فتح البلاغات في النيابات المختصة تأسيساً لدولة القانون وشملت البلاغات المفتوحة ناشطين وإعلاميين داخل وخارج السودان وبررت القوات المسلحة خطوتها تلك بأن الإساءات الممنهجة تجاوزت حدود الصبر وأنها تأتي في سياق عملية استهداف جيش البلاد ومنظومته الأمنية. وأكد الجيش علي التزامه بناصية القانون وعدم المساس بحرية التعبير وإنما منافحة وفقا للدستور لصون حقوق أكبر مؤسسة في البلاد تمثل مصدر فخر لكل السودانيين.
1
كان اعلان القوات المسلحة دخولها ساحات القضاء في مواجهة من يتعمدون الإساءة لها مدخلاً اعتبر البعض أنه يأتي في سياق تكميم الأفواه ومساساً بحرية التعبير بل إن آخرين اعتبروه خطوة أولى في سبيل السعي لعسكرة الدولة بينما رأى فريق آخر أنه خطوة يمكن البناء عليها في سبيل بناء دولة القانون التي يرغب فيها الجميع في سودان ما بعد الثورة وهي خطوة مرغوبة، لكن الأمر سرعان ما بدأ يثير حالة من الرعب لديدى كثيرين وهم يتصورون قوات الجيش وهي تطارد النشطاء ممن يكتبون منتقدين للقوات المسلحة او الدعم السريع بتهمة إشانة السمعة والحط من قيمة الجيش. وهو الأمر الذي سرعان ما ولد التساؤل حول ما هي الأدوار المنوط بالقوات المسلحة القيام بها؟
2
بل وفي ردة فعل سريعة على الخبر المنشور احتشدت وسائل التواصل الاجتماعي بحملة ضد القانون انتاشت القوات المسلحة واختار لها أصحابها وسم (شان الجيش ما يزعل) وتبارى المغردون في توجيه انتقادات حادة للجيش السوداني كمؤسسة ودوره في بروز حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد وبالطبع تحميله كل تجاوزات النخبة السياسية التي صارت القوات المسلحة إحدى الأدوات التي استخدمتها في تحقيق تطلعاتها. يتداول البعض المفارقة بين مطاردة تغريدات وسائل التواصل الاجتماعي والعجز عن مطاردة الجيوش التي تحتل جزءا من أراضي السودان في حلايب والفشقه باعتبار أن وظيفة الجيش هي حماية حدود الأرض ورد كل اعتداء مقروناً ذلك بالدور الذي لعبته القوات المسلحة في الحروب الأهلية في جنوب السودان وفي المنطقتين وفي دارفور. ساعتها لم يستنكف البعض إطلاق الوصف (جيش لم يوجه رصاصاته إلا نحو صدور شعبه) لم يعدم المهاجمون للجيش وبيانه المبررات التي يدعمون بها رؤيتهم التي تصل حتى رفض وجوده بشكله الراهن وضرورة العمل على إعادة هيكلته.
3
في السادس من أبريل كانت الجماهير تزحف نحو القيادة العامة للجيش وحين وصولها إلى هناك تردد الهتاف (شعب واحد جيش واحد) و(الجيش جيش السودان الجيش ما جيش كيزان) قبل ان يحمل الشباب الثائرون الجنود فوق أكتافهم وحين أصبح الصباح كان كل الميدان يهتف لحامد الجامد النقيب الذي وقف يذود عن شعبه في مواجهة هجمات كتائب ظل النظام البائد ومعه محمد صديق وكل من هتف يومها (مخالف سعادتك) عقب سقوط البشير ونظامه بدعم من القوات المسلحة. يومها استعاد الجيش دوره المفقود وقداسته في الشارع السوداني قبل أن تأتي أحداث الثالث من يوليو وفض الاعتصام لتعيده مرة أخرى إلى ما كان عليه ويخرج من كانوا يغنون للجيش هاتفين (معليش ما عندنا جيش) مدفوعين ساعتها بعجز من كانوا يحتمون بهم عن حمايتهم وهم ساعتها ينامون في حرم القيادة العامة بالطبع كانت عملية فض الاعتصام مسمارا آخر يدق في نعش الثقة بين الجيش وشعبه ويعيد المعادلة مرة أخرى لنقطة المواجهة.
4
بالنسبة لعملية فض الاعتصام فإنه وبحسب النقيب حامد قرار اتخذته قيادات الجيش لكن المؤسسة هي من ستدفع فاتورته ويطاردها عاره طوال التاريخ في الوقت الذي يظل فيه منسوبو الجيش من الرتب الصغيرة هم أولئك الذين فدوا الشعب بدمائهم وحتى خوضهم للمعارك في جهات البلاد المختلفة كان في الأساس قرار النخب. فالحرب قرار سياسي قبل أن يكون قرارا عسكريا ويتحمل مسؤوليته من أصدره وليس من نفذوا تعليماته. وهو الاتجاه الذي يجعل البعض ينظر إلى السخرية من الجيش في وسائط التواصل الاجتماعي بأنها مجرد خطوة سيستفيد منها أحد الجنرالات في تعميق حدة الخلافات بين الشارع وصغار الجنود ممن يمثل الجيش هويتهم التي لا مجاملة فيها وهم في كامل استعدادهم لنصرة مؤسستهم في مواجهة الجميع غض النظر عمن هم. لكن لماذا اندلعت هذه المعركة؟
5
بينما يتمدد سؤال آخر حول دواعي تراجع مرحلة القداسة التي تهبها الشعوب لجيوشها في الحالة السودانية؟ تقول الصحفية درة قمبو إن مشكلة الجيش إن لم تكن في حلايب وشلاتين أو في الفشقة وأم دافوق فهي بالتأكيد ليست مع الناشطين والثوار الغاضبين. مشكلته التي يتجاهلها مع من أغلق أبوابه في وجههم في الثالث من يونيو حين هاجمتهم (قوات) المعتصمين أمام مقره عشماً في لحمة بين مكونات ظن الشعب وطنيتها مشكلته مع أهالي الضحايا في أقاليم السودان التي شهدت الحروب وزارته طائرات لم تكن مجهولة مشكلته ليس مع نشطاء وأغنيات مغبونة على حالة الحماة الأسود معركة الجيش في داخله وفي سماحه باستخدام اسمه في حسابات وأمراض الجهوية وتحالفات النخب السياسية الجيش اليوم أكثر حاجة من أي وقت لمصالحة الشعب والتحرر من عار مجزرة القيادة العامة التي وقعت تحت سمع ونظر ضباطه أكثر من حاجته للمسارعة في اتجاه القضاء. اليوم التالي
فلماذا ادخلتم كل زناة الليل حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الابواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم, وتنافختم شرفا
وصرختم فيها ان تسكت صونا للعرض؟؟؟
فما اشرفكم!
اولاد القحبة هل تسكت مغتصبة؟؟؟
****
اولاد ****
لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم