كارثة تهدد المجتمع العربي .. 3 أسباب تدفع لـ الطلاق المبكر

الطلاق المبكر.. ظاهرة باتت تهدد بنية المجتمع، وباتت تؤرق بال الكثيرين في الدول العربية، المتزوجين منهم وحتى المقبلين على الزواج، وهي ظاهرة انتشار الطلاق ظاهرة أصبحت لا تقتصر على المتزوجين من فترات كبيرة فقط ، بل أصبحت تطال الزيجات الحديثة ايضاً وبشكل أكثر انتشاراً ، حيث نسمع ونشاهد بين كل يوم وآخر، طلاق زوجين لم يتخطى على مدة زواجهم بضعة شهور ، وربما ايام ايضاً وهذا يسمى بـ الطلاق المبكر.
ارتفاع نسب الطلاق لا يمكن القول انه مرتفع في بلد بعينها ، ولا يمكن القول انه مقتصر على شريحة عمرية معينة ، حتى وان زادت بين الشباب فهي ايضاً منتشرة بين كبار السن ، وهذا الامر يعبر عن مشاكل بنيوية يتسم بها المجتمع العربي بشكل عام، حتى وان اختلفت الاسباب من بلد لاخر ولكن السمة الغالبة تظل مشتركة
أسباب الطلاق المبكر
حيث نجد إن هناك حالات طلاق بسبب البطالة و رغبة الشاب في الزواج من فتاة عاملة كي تعاونه في أعباء المنزل ، وهناك أفراد يجعلون المرأة هي من تعمل هي وتتكفل بالأسرة كاملة ، وهذا يعبر عن خلل في قيم ومبادئ المجتمع، وهذا يؤدي للطلاق .
سوء فهم حول مسألة قوامة الرجل على المرأة، والتي شهدت سجالاً واسعاً في المجتمع العربي، حيث يصر غالبية الرجال على أن له الحق في أن يكون المتحكم الأول والأخير في العلاقة الزوجية، في الوقت الذي أغفلوا فيه بأن القوامة “واجب” ومسؤولية على الرجل والمرأة، تخضع لشروط وأحكام، وان العلاقة الزوجية تتطلب المشورة، الحكمة ، المشاركة ، وبالتالي تصبح المرأة تشعر بأنها مقهورة تحت سيطرة الرجل ، وتطع أوامره طاعة عمياء حتى ولو كانت تعسفية ، وهذا يرفع نعدل الطلاق نسبة لعدم وجود أساسيات العلاقة وهي التفاهم
لجوء بعض الرجال إلى استخدام العنف والإهانة لزوجاتهم وابنائهم وبناتهم، وهذا مفهوم خاطئ يعاني منه الرجال ويعتبرون أنهم بذلك يحافظون على سلوك الاسرة ولكن النتيجة تصبح الطلاق.
النساء والخطاب الأيديولوجي
من جهة أخرى، الخطاب الأيديولوجي للمرأة من الأسباب التي أثرت كثيرا حيث ان الخطب المليئة بشعارات “التقدّم” و “التحرّر” ويجب القول هنا، إن هذه الخطابات هناك نساء يتفهمونها بشكل صحيح ويطبقونها بشكل به توازن ويحرصون على الحفاظ على قيم التقدم والتحرر من جهة والدعوة إلى الحفاظ على الأصالة والتقاليد والهوية الوطنية من جهة ثانية، وهناك نساء يجهلون تحقيق هذا التوازن ، ويتبنون أفكار التحرر بصورة خاطئة ، والخطأ الاكبر هنا إذا كانت المرأة متزوجة ولديها أبناء ، فرغبتها في التحرر وعدم تحقيق موازنة بين التحرر والحفاظ على ترابط الاسرة ، وهذا أثر بعمق على عمليات تشكّل القيم المنمطة للعلاقة بين الرجال والنساء وخاصّة في حظيرة العائلة ، ويسبب ارتفاع نسب الطلاق بشكل كبير ، والاطفال هم من يتحمل فاتورة هذا الطلاق
غياب تقدير المرأة للرجل في ظل سعيه يومياً لتوفير حياة كريمة لاسرته ، فإن الزواج علاقة متبادلة ويجب عليها أيضا أن تبادله الاهتمام والتقدير ، عدم إدارك بعض الزوجات للكلمات التي تقال اثناء المشاجرات، خاصة إذا كان يعاني ضائقة مادية ، العلاقة بالاهل امر غاية في الاهمية ، وسوء المعاملة يفاقم الامر سوء ، و كثرة الشكوى عن الامور المالية باستمرار.
ضغط الأهل
كما أن ضغط الأهل على الزواج المبكر في ظل وجود عدم خبرة كافية حول إدارة الحياة الزوجية ، وغياب التكافؤ، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ، يزيد من احتمالية ارتفاع نسبة الطلاق ، كما ان تدخل الاهل المستمر في الخلافات الزوجية ، يزيد الامر سوء كما ان إلحاحهم على الزواج ، ينتج زواج غير النابع من الحب والاختيار ، ويتجه الأبناء للزواج للخلاص من الحياة العائلية ولكنهم يصدمون بواقع اكثر مرارة.
على سبيل المثال فإن أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر، يشير إلى أن حالات الطلاق خلال العام 2021 سجلت ارتفاعا وصل إلى 254 ألفا و777 حالة، مقابل عدد حالات الطلاق المسجلة في 2020 والتي بلغت 222 ألفا و39 حالة.