الموت تحت سياط التعذيب

منى بكري أبوعاقلة
كُثرت عليهم المصائب والابتلاءات، وزادت الحروب من ويلاتهم ويلاً، لم يكن لهم فيها خيار، سوى أنهم مواطنون صالحون، متيمون بحب الوطن وعشقه اللامنتهي، لم يرحلوا من مناطقهم، بل علموا أنفسهم وتعلموا معنى الصبر والتعايش مع الإحن، بعد أن أحالت الحروب منطقتهم الوادعة الخضراء الجميلة إلى معترك لا تفتر همته.
وكغيره من مواطني كادقلي الصابرين، كان عبدالجليل محي الدين عبدالجليل، يباشر عمله المعتاد، بدكانه الصغير، راضياً بقدره، يطلق الضحكات لزبائنه، رغم قلبه المثقل بالجراح، ويرسل القفشات، رغم الهموم والكدر التي علت وجه المدينة وسرقت البسمات من أفواه الكثيرين.
في يوم 14 ديسمبر 2013م، فجأة، ودون سابق إنذار، داهمت قوة مسلحة من الاستخبارات العسكرية الدكان، وأقتادت عبدالجليل بالقوة، وسط دهشة الزبائن والمارة، أذعن عبدالجليل لأمرهم، وذهب معهم دون أن يدري أحد إلى أين!!!. حارت حائرة أسرته، حين سمعوا النبأ، ولم يملكوا سوى أن يسلموا أمرهم لله!!.
في يوم 17 ديسمبر 2013م، نعى الناعي إلى أهل عبدالجليل بأن يذهبوا لمستشفى كادقلي العسكري ليتسلموا جثته، أصابتهم الصدمة في مقتل، وزلزلتهم الفاجعة، وتساءلوا: ماذا حدث؟؟ وكيف حدث؟؟ ولما حدث؟؟ ومن المسؤول؟؟ لم يجدوا إجابات تشفي غليلهم، وزادت حيرتهم، هل يذهبوا ليستلموا جثمانه ويقيموا سرادق العزاء؟؟ هل يتظلموا لمعرفة السبب وراء قتله؟؟ هل…؟؟ وهل….؟؟.
في نهاية المطاف، استسلم الأهل وتقبلوا العزاء في مقتل ابنهم دون أن يعرفوا الخلفيات التي دعت لقتله، وحاولوا أن يتلمسوا إجابات، عسى أن تخفف من لوعتهم، لمعرفة كيف تم قتله، وقدموا تظلم وشكوى، تم نشرها في الإصدارة الرابعة، لمجلة (Sudan Human Rights and Humanitarian) وفيه أن الاستخبارات العسكرية اعتقلت عبدالجليل، دون أن يكون بمعيتهم أمر قانوني بالقبض أو الاعتقال، ويعزون سبب وفاة عبدالجليل متأثراً بجراحه نتيجة للتعذيب الذي تعرض له، الأمر الذي فاقم حالته الصحية، وعندها اضطرت الاستخبارات العسكرية لنقله للمستشفى العسكري بكادقلي، ومكث بها ساعات قليلة وفارقت روحه الطاهرة إلى ربها.
كما ذكر (مركز دارفور للإغاثة والتوثيق)، أن عبدالجليل تم اتهامه من المخابرات العسكرية بأنه متعاون مع الحركة الشعبية ? قطاع الشمال، وأنه توفي على إثر التعذيب الوحشي الذي تعرض له في معتقلاتهم.
حادثة (عبدالجليل) وغيرها من حوادث التعذيب اليومية، تشير وتؤكد على ممارسة التعذيب على نطاق ممنهج ومنظم من المسؤوليين الحكوميين الذين تشملهم الحصانات ولا يتعرضون لأى محاسبة أو مساءلة، فهم يمثلون القانون، أو بالأحرى هم فوق القانون، وليس أسهل عليهم من تنصيب أنفسهم خصماً وحكماً ليقتصون ويقيمون عدلهم كيفما اتفق، ولهم سلطات واسعة تخولهم القبض والاعتقال وحتى القتل.
وكيف لنا أن نتوقع محاسبتهم ومساءلتهم وقد أمرهم أحد المسؤولين وعلى رؤوس الأشهاد (اكنسوا، قشوا، ما تجيبوا حي)، وهو يحثهم على ارتكاب جرائم القتل بدم بارد ويعطيهم كل مشروعية ودافع لقتل الأبرياء. فلماذا لا يُقتل عبدالجليل تحت التعذيب؟؟ ولماذا لا يطلقون الاتهامات بالانتساب للحركة الشعبية ? قطاع الشمال أو للجبهة الثورية أو غيرها. وفي قناعتهم أن مجرد شبهة الانتماء السياسي لأياً كان، لهي سبب كافي للاعتقال والتعذيب والقتل.
وما نعرفه، أن المجتمع السوداني مجتمع متسامح بكل أطيافه التي تتعايش مع حالة الاختلاف الديني والسياسي والعرقي وغيره، والمؤسف أن حكومة الإنقاذ ضربت بكل ذلك عرض الحائط، ولم تجد أفضل من سياسة الانتقام والحرب ضد الأخر، بإحكام السيطرة الأمنية والعسكرية، وتوجيهها إلى المواطن السوداني العادي الذي يكدح من الصبح إلى المساء.
في ظل الوضع الطبيعي للدول المحترمة، فإن مثل هذه الحادثة لكافية لأن يستقيل وزير الدفاع ويحال هو والجاني للمحاكمة، ولكن في ظل التنصل من المسؤوليات القانونية الوطنية والدولية، لا تملك حكومة الإنقاذ إلا وأن تزيد من حوادث القتل تحت التعذيب، ولا رقيب أو حسيب.
كــل فرد من الهامش متهــب حتى يــثبت براءته، شكلك وقبيلتك هي اسباب التي بها يمكن ان يوجهة إليك انك من الجماعة اياهم، تماما مثل ما حدث في 1976م
يا له من أمر مؤسف وقذر ولا يصدر إلا من خنازير وجبناء. هذه نفس افعال بول بوت هتلر ونيرون.
لا نملك إلا أن نرفع الأكف لله تضرعا أن يقتص له منهم وان يكون من الشهداء والأبرار. ويلهم أهل جميع الشهداء الصبر والسلوان.
ونسأل الله أن يفك كربة أهلنا جميعا ويزيح عن صدرهم هذا الوباء المتمثل في هذه العصابة الظالمة وعلى رأسهم الراقص البقرة الضاحكة الذي دمر البلد ومزقه وافقر وشرد اهله هذا المطلوب للعدالة الدولية.
فعلا هذا ما حدث وانا شخصيا كنت فى كادوقلى ايامها وقمت فى اليوم التانى بوضع الموضوع على الفيسبوك, تقبله الله عنده قبولا طيبا والهمنا واهله جميل الصبر وجميل العذاء
الأخت منى، ليس هذا فحسب، 4 من طلاب دارفور بجامعة الجزيرة تم إختطافهم وتعذيبهم ثم إغراقهم بالقوة فى ترع الجزيرة،، إلى اليوم لا تحقيق ولا تساؤل والمجرمين معروفين.
قبلهم أثنين من طلاب دارفور بكلية التربية بجامعة الخرطوم تم إختطافهم وتعذيبهم وقتلهم وإلقاء جثثهم بالقماير ومقابر أحمد شرفى وتسجيل الحادثتان على المجهول.
ووزير العدل من أبناء دارفور بل ومن بيت زعاماتها.
القتل بالهوية،، لكن الله يمهل ولا يهمل.
اااااااه يا وطن الي متي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الأخت منى، علمي عنك – وأرجو أن أكون مخطئا أو أن يكون اللبس عائدا إلى تشابه الأسماء فقط – أنك “كوزة” قديمة وحتى فترة طويلة من الإنقاذ كنت مع “الجماعة” وكان “التعذيب” والقتل و”أشياء أخرى فظيعة” شغالة بقوة في بيوت الأشباح والمعتقلات .. وكنتم جميعا عارفين .. طبعا عارفين .. أنت وعثمان ميرغني وغازي والبروف الطيب زين العابدين وخالد التجاني وحسين خوجلي وحتى أبو ذر .. حارة عليه وباردة على الآخرين .. وفلان وفلان وكلكم تحت عباءة الشيخ الإبليسي “ترابي” عرّاب الإنقاذ الأول وصانعها والمخادع بها وهو أول العارفين من بعد الله بما كان يجري من فظائع يشيب لهولها الولدان..إن لم يكن هو الموجه والآمر بها.. الآن نقرأ لك ولهم النقد والتحسر.. الحاصل شنو؟ اكتشفتم- بعد كل هذه المدة- أن التعذيب عملية لا إنسانية؟ إذا حمد لله ع سلامة الوصول للحقيقة .. بس مش أولى ترفقوا مع اكتشافكم إعتذار للشعب الذي نُكب بكم؟ أم أنه لا يستاهل؟ .. ما دام هو دائما على مستعد لتقبلكم بوجه جديد .. فقط تغيير القميص أو الطرحة كفاية.. مجرد تغيير مؤشر موجة على الراديو وبس كفاية… ما كنتو عارفين المثل: يا حافر حفرة السو وسع مراقدك فيها.. والقرآن الذي تقرأونه ألم تقرأوا فيه “ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ” مش تقولوا على الأقل: نحن كنا غلطانين! كنا مجرمين وكان شيخنا كبير المجرمين في حقكم والآن نحن نتوب إلى الله أولا عما اقترفناه في حقكم ونجدد إسلامنا..ونستعفيكم ونستغفر الله لنا ولكم.. سلام
يا كتاب ومعلقي الراكوبه نسال الله ان يعيدنا إلي طريق الهداية والصواب. ونستغفر الله على كل ما اقترفناه..
فهو الغفور الرحيم.
والله نحن مقصرين في ديننا ولو كان غير صحيح ﻻستجاب الينا رب العالمين .
علينا ان نسأل انفسنا لما ﻻيستجاب لدعائنا ويزيل عنا كابوس اﻻنقاز.
علينا ان نراجع انفسنا وانا معكم.