مقالات وآراء

فولكرجلابي ويخدمه نخاس في السودان

أسامة ضي النعيم محمد

المقطع المتداول الذي يتحدث فيه مندوب الامم المتحدة السيد فولكر، عن أن أفريقيا مستودع للمواد الخام ويجب أن تبقي فقيرة، لا يستهجنه عاقل مراقب للشأن الافريقي ، غياب رشد الحكم في القارة مذ استقلال معظمها حقيقة يثبتها حكم البشير والنميري وعيدي أمين وتمبل باي وحسين حبري ، وحكم حزب الضباط المصري من عهد عبد الناصرالي السيسي مرورا بحكم هواري بومدين والقذافي وبن علي الذي هرب.
فولكر لم يأت بجديد فهو يجترما يتردد في الاجتماعات التي يحضرها مع رعاة أكبر الشركات الصناعية في العالم ، رؤساء الحكومات الاوربية والأمريكية والروسية والصينية والعربية ، هم الرعاة لاستمرارية وصول المواد الخام والرجال من دول أفريقيا بلا انقطاع الي داخل دولهم ، النتيجة خلق وظائف للناخبين وتحريك النشاط الاقتصادي ، هي ذات الفكرة القديمة لتنمية الحواضر وأثبتها المولي عز وجل في محكم التنزيل وجاءت بها سورة قريش ، يتحقق النمو عن طريق التجارة ورحلة الشتاء و الصيف فتزدهر الحياة في مكة المكرمة وحرمها الشريف .
فولكر جلابي بالمعني الذي يقصد منه جلب السلع والبضائع ويسهل أمر تدفقها الي الاوطان التي بعثته ، لم يأت لسواد أعين الافارقة بل لفتح منافذ تدفق المواد الخام ، تجلي ذلك في ظاهرة تكدس الشاحنات في معبر أرقين فطلب أصحاب الشاحنات تدخل وزير التجارة المصري لحل مشكلة الكهرباء لمزارعي الشمالية في السودان لضمان وفاء تجار مصر بتعهداتهم لتصدير اللحوم والسمسم والصمغ الي أوربا ، فولكر يحمل تطلعات بعض الدول لإبقاء الرجال الاشداء من أهل السودان في حالة القتال حماية لدول بعينها ، كما يحمل الرجل امال ابقاء مصر امنة في سقيا الانسان والحيوان علي أرض أم الدنيا ويستمر مقال فرعون مصر وهو ينظر الي الانهار تجري تحت قدميه.
لا يلام ففولكر جلابي القرن الحادي والعشرون وهو يجد نخاس من أهل الديره يساعده في مهمته ، بعض حكام السودان يعملون في تجارة المواد الخام والمنتجات الزراعية والحيوانية من أرض السودان الي معظم بلاد الدنيا ، النخاسي يعمد الي حيازة أغلي ما في الارض وهو الانسان وعرقه وجهده ليغتصبه ويبيعه بأبخس الاثمان ، ربما كان الثمن بعثات دراسية لأبناء بعض المتنفذين مقابل الرجال الاشداء يحاربون هنا وهناك ، النخاسي في السودان يساعد الدول التي ترعي فولكر ويهرب اليها الذهب السوداني والعجول السودانية والسمسم والصمغ ، نخاسة اليوم هي كما الهواتف الذكية يعدل الذكاء في صناعة النخاسة ليتعامل في سلع يخدم فيها انسان السودان ويستخرجها ثم يحوزها النخاسي لتهريبها الي ذات الدول التي تأتي منها أو تتعاطف مع مبادرة فولكر ، تلك الدول تحمي مصالحها التجارية والاقتصادية لذا يقوم حلف الضرار بين أمريكا وأوربا ومصر ودول الخليج بغاية رعاية مصلحة السودان !
يذكرني فولكر وصنيعه بمقال السيد هارولد ويلسون (1916-1995م) ، رئيس وزراء بريطانيا خلال الاعوام ( 16 أكتوبر1964 الي 19 يونيو1970م ) ثم ( 4مارس 1974الي 5 أبريل 1976م) ، في سبعينيات القرن الماضي ونحن مجموعة من الطلاب الافارقة في جامعة بيرمنجهام البريطانية ، اجتمع بنا منظم حفل التخرج الدكتور المشرف وأنبانا بأن الحفل سيشرفه السيد هارولد ويلسون ، أوضح لنا عدم التعرض الي سؤال رئيس الوزراء أو تحميل بريطانيا اللوم لتخلف أفريقيا ، الاجابة كانت حاضرة عند السيد هارولد ويسون من نقاشات سابقة مع طلبه أفارقة ، هو أن معظم بلاد أفريقيا خرج منها الاستعمار البريطاني وتركها في حالة جيدة ، العسكر هم الذين حكموا معظم البلاد الافريقية ونهبوا ثرواتها وضرب لنا مثلا بنيجريا ، أضيف أنا من عندي اليوم مثلا بلاد السودان.
نعم ، فولكر جلابي يحمي تدفق المواد الخام من أفريقيا وتحرص الدول التي تقف خلف مبادرته لإبقاء السودان مستودعا للمواد الخام وساحة لتدريب الرجال الاشداء لخوض معارك الغير كما عند الدولة العثمانية ومصر الخديوية والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
فولكر جلابي ويخدمه نخاس من السودان ، هو العنوان الذي يختزنه ثوار السودان وهم يقبلون علي مناقشة بضاعة فولكر والمحور الذي يسانده . حوار بعقل مفتوح مع تصويب تام لابقاء مصالح السودان هي العليا والسودان أولا وتبا علي النخاسي السوداني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..