“الأزهار أمامو والأنهار وراه” عبد الدافع عثمان.. مشوار فني عامر بالروائع

الخرطوم- صديق الدخري
يعد من عباقرة الغناء السوداني، إذ ينتمي إلى المدرسة الوترية الأولى بالسودان التي جاءت بعد فترة غناء الحقيبة في بداية أربعينيات القرن الماضي، وكانت تضم عبد الحميد يوسف، إبراهيم الكاشف، أحمد المصطفى، والتاج مصطفى.
إنه عبد الدافع عثمان محمد أحمد فزع المولود في حي الموردة بأم درمان في 21/12/1928، وهو ينتمى إلى آل فزع أحد البيوتات التي عرفت بالتعليم والتدين. ترعرع عبد الدافع في كنف أسرته بالموردة جنوب جامع الأدارسة. ووالده عثمان محمد أحمد فزع كان إمام جامع الأدارسة بالموردة وتاجراً بسوق الموردة، أما والدته فهي فاطمة عبد الهادي محمد الباشاب.
من الصلحي إلى بربر
درس القرآن الكريم وحفظه بخلوة الشيخ الصلحي ثم التحق بمدرسة الموردة الأولية وعاصر العديد من نُظارها (مُديروها) منهم الشيخ عبد الله أبو شامة، الشيخ عثمان البارودي، عثمان أبو القاسم، إلى أن التحق بالمدرسة الوسطى بالخرطوم ثم وسطى بربر التي كان ابن عمه إبراهيم فزع ناظراً لها. أكمل عبد الدافع دراسته الوسطى ببربر، للعمل بمصلحة المخازن والمهمات، انتقل للسكن بحي العباسية شارع الأربعين، أسرته الصغيرة من 5 أولاد ذكور وبنت واحدة، عبد العزيز- عبد المنعم-عبد العظيم- عماد- عادل- نور الهدى.
الغناء على الجسر
كان شغوفا بالرياضة مذ كان طفلاً وصبياً، فلعب كرة الشراب، مع علي فضل الله، التجاني فضل الله موسى- أولاد الزمبيري، يوسف خليل، كبس الجبة، غماس، يوسف نيمة، وكان عبد الدافع كابتن (التيم)، وكانوا يذهبون عقب التمرين إلى جسر خوجلي أحمد في ميدان الملعب خلف جامع الأدارسة بالموردة، وكان مطرب الحفل الصبي الشاب عبد الدافع عثمان، وكان الشيال الكورس يوسف خليل، ثم لاحقاً تقلد عبد الدافع عدداً من المناصب الإدارية الرياضية، وترأس نادي الربيع بأم درمان، وكان عضواً في لجنة الفريق، ثم حكما لكرة القدم.
بين الدلوكة والصقرية
تشكّلت حياته الفنية متأثراً بمغاني الموردة والعباسية وبأشعار مبارك المغربي وألحان عربي الصلحي، وكأنما كانت جيناته الوراثية تحمل إلى جانب كل ذلك تراث الحضارة النوبية، وغناء محمد ود الفكي والشاعر الحسن ود سالم وحميرا وتراث العرضة والسيرة والصقرية، فتشرب من هذا التراث فكان غناؤه كالبحيرة تهب الماء للأنهار.
لقب الكروان
في الموردة، ابتدر عبد الدافع عثمان ترديد أغنيات الحقيبة، فتبناه الراحل إبراهيم عبد الجليل، وكان قد اكتشفه، وهو يغني مع مجموع الصبية بجسر خوجلي بالموردة وأعجب بصوته وحفظه أغنية (أضيع أنا) لأحمد بشير عتيق وألحان كرومة “أضيع أنا وقلبي يزيد عناه/ فليحيا محبوبي ويبلغ مناه/ سألت جاروا عن راحتو وهناه/ قال لي دا واحد امو معجناهو/ مرات في الحديقة يكون جالس براه/ الأزهار أمامو والأنهار وراه”.
بداية عبد الدافع كانت في أربعينيات القرن الماضي بترديده أغنيات عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل، وهو الذي أطلق على عبد الدافع لقب الكروان حين كان يغني من الحقيبة أغنيات رائعة مثل (سمحة أم عجب، دمعة الشوق وقلبي سميرو)، لكنه اشتهر أكثر عندما غنى لعلي محمود (كيف لا أعشق جمالك

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..