شكراً … شريفة شرف الدين

شكراً … شريفة شرف الدين

موسى محمد الخوجلي
[email][email protected][/email]

كدهشة صغير أعجبه قالب حلوى قُدم له على غفلة منه ..
وحين قارب الفجر موعد ضحكته أحصت راتبها واحتسبته عند ربها وبدأت تكتب وتكتب حاملة هم ووجع كبيرين ..
وكذوات مُحملة بالمواهب ترقب ذاك الفجر الآتي انداحت تأسر الكلمات وتأسرها ..
دونت ملاحظاتها وطبعت عليها توقيعها ( آسر وخلاب ) .. دون أن تدري .. وفي حضرة قبيلتنا ( قبيلة المهمشين )..
غدت هي الأفضل من بعد رواية دونتها مع أيام السواد والضنك .. أهدت أهل الراكوبة الملح والسماد ..
وفي محاولة مُغايرة لجذب الأشياء حول مُصباح معرفتها بدأت تتذكر أهل الفضل على قلمها وتاريخها ..
طوت حين التوقيع هموم مُختلفة وأشربة متشوقة لكسب الرهان محاولة تجديد عهد المراكب والتجديف بها إلى مرافئ أكثر أماناً ..
وبمثابرة النحلة باحثة عن رحيق أزهار في وادي شاسع وواسع مسيطرة على قبضتها عازمة أن لا ترتخي إلا لمصافحة وطن الحرية ..
بدأت فصلاً جديداً مشدوداً بتوتر واضح ومكنونات النفس تُنادي لذاك الفجر الذي أفل .. محاربة للتمائم القاتمة والتطبيل الفارغ ..
وصوت خافض آت من غياهب الماضي سلاحها زعانف أسماك النيل الخالد .. تحمل قلماً ومحبرة ..
وفي أرض معمورة بالأناسي والحيوان تحركت تلك البصيرة الثاقبة والإرادة الثابتة نحو التحدي
وصاحت بأوراقها ان عليك بهؤلاء الطواويس المُذهبة على علاتها وتفاوت أغراضها وأمراضها
تماهى حينها الوهم ولبس ثوباً آخر مليئاً بالجرأة وحُب الإستنطاق للكتب الغابرة
ووقفت عند هموم مُختلفة تطاول عليها الزمن والناس ولكنها حيَة لم تمت ..
وملفات أرَقها التجاهل وتمنت أن تُحركها إلى رحلة البداية لتسبر أسراراً ممنوعة على الناشرين ووفقت لذلك ..
قدرها البسيط أنها تحاول استنطاق الحرف ليحكي مأساة مدن تموت وبلد تُذبح وتفرش لها ( النطع ) أمام أنظار العالم الساكن ..
شكراً لك أيتها الكاتبة الفذة وأنت تنافحين عن وطنك وناسك وأهلك جميعاً رغم تسيد الرهط الفاسدين على مفاصل الصحافة والكلمة ..
شكراً لأن الحرف أعطانا الوسيلة والأمل تحت ظلال أشجار السودان الباسقة التي لا تموت رافعة مكانة الأخلاق وروح الإيمان وعزاءها أن الثورة لا تموت وأن الخوف لا وجود له سوي في أخيلة الحشاشين والسُفرجية لا يوقف زحفها لا حجر ولا شجرة خروب ..

شكراً شريفة شرف الدين .. شكراً لقراء الراكوبة لمن رفع قد كاتبة تستحق ذلك .. فقد أثرت فيَ كثيراً كلماتك بحق البرقاوي ومولانا حمدنا الله ..

أبو أروى – الرياض

تعليق واحد

  1. أخي موسى
    تقبل الله صيامك و قيامك
    ما أنت و أنا و هو و هي .. كفرادى .. إلا قطرات لا تبلل حتى شفاه الرمال العطشى و لكنا معا نمثل غيثا يعرف طريقه إلى عمق بذرة التغيير التي حتما ستنبت شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء السوداني تظل .. تطعم .. تدفئ و تمنح جمالا
    أشهد لك بفروسية امتطاء الكلم و ترويض جامح العبارة و كأني بك تولد من رحم العربي الأول فتعطي للعربية بريقها الذي كادت العامية تطمسه و إن كنت أكتب عن البرقاوي تارة و عن سيف الدولة تارة أخرى فلأنهما عمودان عليهما ترتكز ثوابت قناعتنا بهما كاتبين فزين حقيق لنا أن نفخر بهما و لا أجدني إلا أن أرد شكرك بشكر لا أقول يعدله و لكني أطمع أن يرجح به دون التقليل من قيمة شكركم فسموات الشكر لا تعرف الآماد
    ثانية لك الشكر أخي موسى فقد سعدت و أنا إليك أكتب

  2. وشكرا لك شيخ موسى وأنت تستحلب أثداء اليراع ، نفسا من روعة الحرف ..بهذا الأسلوب القصصي.. وأدامك الله برفقة الرهط الأصيل مولاناسيف والبرقاوي وشريفة وأخواتها ..فقط استزقفتني حكاية الخوف في أخيلية الحشاشين والسفرجية..ممكن توضح شوية ؟

  3. الأستاذ الرائع الخوجلى…
    لا اذكر كم مرة حاولت المداخلة و التعليق فى و عن كتاباتك و التى أجد فيها من حلو التعبير و سلاسته و وضوح الرؤيا. لك الشكر على شكرك لأحد اقلامنا التى نفخر دوما بإطلالته عبر الراكوبة فلها منى التحية و التجلة كما للكاتبين البرقاوى و مولانا حمنا الله.
    لكنى هنا لأشيد كثيرا بكتاباتك و التى تأسر لب القارىء من جودة التركيب و إلمامك التام بلغة الضاد و هنا أجدنى لا استطيع التعبير فى حضرتكم و لكن فلتعلم أنك من القائل الذين يطوعون الحرف و الكلمة لتخرج ناضجة للمتلقى فلك كل الود و التقدير و مزيدا من كلماتك الرائعة.

  4. أجمل شي انو البكتبو في الراكوبة تلمس فيهم حب و توالف ما زي الصحافة الورقية المكرهننا بخلافاتهم اليومية و جميل منك يا الخوجلي إنك تشيد بزميلتك الأستاذة شريفة و هي حقيقة تستاهل اٌلإشادة فقد ساهمت مع الكثيرين في دفع عجلة الثورة و معروفة بقوة كلمتها و إلى الامام نشيل الكيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..