نجاح المسيرة .. أما الطغاة الفاسدون فدائما فى حاجة لعدو خارج

نجاح المسيرة .. أما الطغاة الفاسدون فدائما فى حاجة لعدو خارجى!
“1”
لقد نجحت المسيرة السلمية التى دعا لها الحزب الشيوعى السودانى بكل المعايير، حيث يكفى أنها جمعت كآفة الوان الطيف السياسى السودانى ولم تستثن أحدا، فحتى الجماهير التى تخازلت أحزابها ولم تعلن عن مشاركتها بوضوح، لم تقصر فى المشاركة وفى التعبير الجماعى عن رغبة الشعب السودانى الحقيقية فى “التغيير” وفى الحرية والديمقراطية وأن الخبز والغلاء العام لجميع السلع والتصاعد الجنونى اليومى لقيمة الدولار فى مقابل الجنيه السودانى لم يكن وحده السبب فى إنطلاق تلك المسيرة الهادرة المباركة.
بنفس هذا الإبداع السودانى ومن تجارب الشعوب الآخرى التى عملت من أجل “التغيير” وحققت ما سعت اليه أتوقع أن يبتدع هذا الشعب معلم الشعوب الثورات، طرقا أخرى للتعبير عن أمانيه وأحلامه وعن رفضه لهذا النظام المتخلف الفاسد البائس الذى لا يضم بين صفوفه غير المنافقين والجهلاء والأرزقية والمأجورين.
تبقى أن نقول بأن “التغيير” يحتاج الى مواصلة وإلى ستمرارية ولا يعرف الإكتفاء بالمظاهرات أو المسيرات من وقت لآخر رغم معرفتنا للنظام الإرهابى سلوكا ومنهجا ودموية وتطرفا وصرفه البذخى على أجهزة أمنه ومليشياته من أجل أن يبقى متربعا على كراسى السلطة الى الأبد وحتى لو ارسل الشعب السودان كله الى المقابر.
أتمنى التفكير العملى الجاد بعد نجاح هذه المسيرة فى تنفيذ “إعتصام” مفتوح سلمى كذلك حتى يبطل دعاوى الذين جاءوا عن طريق الإنقلاب وعن طريق البندقية وتحدوا خلال فترة “مراهقتهم” المعارضين، قائلين بأن من يسعى للسلطة فعليه أن يتبع نفس الوسائل وأن يحمل البندقية!
وحينما تمت “مواجهتهم” بنفس الوسائل التى إتبعوها سموها إرهابا بل إعتبروا أن التدهور الإقتصادى الذى حل بالبلاد نتيجة “لفسادهم”، المتسبب فيها تلك الحرب التى شنها “المقاومون” بعد أن قتل أهلهم وذويهم بمئات الألآف.
“2”
كعادة الحكام الطغاة، الفاسدون والفاشلون الذين يفتقدون الى الدعم الشعبى والوطنى داخل أوطانهم، روج رئيس “النظام” الى أكذوبة ساذجة وسخيفة والى أن النظامين المصرى والأريترى يتحرشان به ويسعيان الى دخول “حرب” فى السودان، وحتى لو صدق “محمود” الكذاب، كما قرأنا فى كتب المطالعة فى المراحل الأولية وقصة “هجم النمر” فإن النظامين المصرى والأرترى قضيتهما مع “النظام” ومع رئيسه لا مع الشعب السودانى.
فالشعب السودانى .. لم يتآمر أو يخطط لعملية إغتيال رئيس مصرى سابق فى أديس ابابا كان ثمنها ضياع “حلائب” .. والشعب السودانى لم يأوى الأخوان المسلمين وحلفائهم المتطرفين فى مصر وعاد بعضهم ? بعلم النظام – يفجر ويقتل الأبرياء فى ذلك البلد دون تمييز، فى الشوارع والكنائيس وحتى داخل دور العبادة الإسلامية.
والشعب السودانى يسعى لتحقيق الديمقراطية فى بلده لكنه لا يفرضها على الآخرين أو أن يفرض عليهم “الأسلمة” والذى فعل ذلك هو “النظام” مع أرتريا حينما حرك ودعم “الإخوان المسلمين” فى أرتريا .. ولم يكتف بذلك بل حرض “الإسلاميين” على اثيوبيا وهى أقرب حليف اليه .. فهو نظام لا يبستطيع ان يعيش دون خصومات وتوترات حتى يضلل الشعب بأنه مستهدف والشعب السودانى أدرك تلك اللعبة جيدا.
فبعد أن كان “العدو” المتخيل هو “امريكا” وأنها السبب فى كل دمار حدث للسودان منذ عام 1989 مع أنهم كانوا افضل “جاسوس” ومخبر خدم أمريكا، فأبطلت أمريكا تلك الدعاوى برفع جزئ “للعقوبات” فرحوا بها واسعدتهم، كاشفة عن نيتها لرفعها بكاملها إذا التزم النظام بالسلوكيات الأخلاقية وحقوق الإنسان فى الحد الأدنى تجاه شعبه التى يجب أن تلتزم بها اى دولة فى العصر الحديث، لم يجد “النظام” الفاسد المتهالك الفاشل غير أن “يختلق” ويصنع عدو خاجى آخر هما دولتى الجوار “مصر” و”أرتريا”.
وخيرا فعل “السيسى” و”اسياسى” ? بكتل الدش فى يد عمر البشير ? كما يقال بلغة لعبة “الضمنة” حيث أعلنا أنهما لن يحاربا شعب السودان “الشقيق” بكل صراحة ووضوح.
وشعب السودان لا يريد من أى دولة أن تواجه نظام “الطغاة” نيابة عنه ولو ارادت تلك الدول جميعها أفريقية وعربية ودولية إراحة شعب السودان لتم تسليم المجرم منذ زمن بعيد “للمحكمة الجنائية الدولية” دون الدخول فى حرب، حتى يواجه مصير الطغاة والمجرمين من أمثاله فى صربيا وغيرهم من الدول.
الذى أتوقعه الا يستمر هذا المجرم حتى 2020 فمن اسماء الله “العدل”.
وقال أحد العلماء “إن الله ينصر الدولة الكافرة إن كانت عادلة ولا ينصر الدولة الظالمة حتى لو كانت مسلمة”.
? رحم الله مصطفى سيد أحمد ورحم الله محمود عبد العزيز “الحوت” وغفر لهما.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..