جامعة قطر تناقش السياسات اللغوية في السودان

نوقش في كلية الآداب بجامعة قطر في الشهر الماضي بحث عن السياسات اللغوية في السودان تجاه الولايات الجنوبية في الفترة من 1920 وحتى 2011وأثرها في مستقبل اللغة العربية في دولة الجنوب ،وقدم الباحث الدكتور عبدالله ادريس عرضاً للموضوع حيث ذكر أن القوانين اللغوية إذا كانت الدول العربية قد عرفتها في السبعينات والثمانينات فقد عرفها السودان في العام 1920،وفصل في ورقته تعاقب الحكومات المختلفة على السودان وذكر أن الفصل الجغرافي الذي شهده السودان مؤخراً كان أثراً من آثار الفصل الثقافي الذي مارسه الاستعمار خاصة في جانبي الدين واللغة .
وعرض الباحث لأهم المؤتمرات التي عقدت في ما يخص مسألة اللغة ابتداء من (قانون 1920) كما يسميه ،ثم مؤتمر الرجاف فمؤتمر جوبا ثم مؤتمر يونيو 1969 عهد ثورة مايو ثم قرارات اتفاقية أديس أبابا، وناقش تحول الحكومات ما بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية واللهجات المحلية ، ثم مؤتمر الحوار الوطني حول قضايا السلام 1989الذي أشار فيه إلى انحيازه للغات المحلية ولثقافة الجنوب بشكل لم يأت في قرارات المؤتمرات السابقة .
أما عن مستقبل اللغة العربية في الجنوب فقد أشار إلى أن اللغة العربية ستظل لغة للتخاطب خاصة في المدن ،كما أنها ستستمر لغة للكتابة الإبداعية لوقت غير قصير إذ أن الكتابة الإبداعية هي التي تعرف جزءاً كبيراً من العالم بثقافة الجنوب ،أما في مجال التعليم فلم يعد للغة العربية مكان في دولة الجنوب وأنها قد أضحت في مسائها الأخير.
وفي أهم نتائج بحثه أشار إلى أن مواقف الحكومات السودانية تجاه مسألة الجنوب هو الذي وجه سياساتها اللغوية في المنطقة ،كما ذكر أنه كان بالإمكان زيادة فرص السلام بإدخال بعض لهجات الجنوب وثقافته ضمن مناهج التعليم في الشمال ،وضمن توصياته ذكر أن على متخذي القرارات في الدول ذات التجارب المشابهة للحالة السودانية عدم اهمال الأقليات اللغوية بل محاولة الاستفادة منها في عملية الإثراء الثقافي للدولة.
يمكن مشاهدة الورقة على اليوتيوب (السياسات اللغوية في السودان د.عبدالله حسن إدريس جامعة قطر )
في جبال النوبة في الستينات كانت المدارس تلزم التلاميذ النوبة التكلم بالعربية فقط داخل المدرسة – وهم بالكاد ينطقون مفرداتها .. وعند ضبط أحدهم يتكلم بلغته الأم كان يجلد بالسوط ويعنف وكأننا في جنوب أفريقيا العنصرية !! .. الأمر الذي كان يولد الحنق والغضب في التلاميذ .. النتيجة هي الحروب التي ترون اليوم في جبال النوبة ..
السياسيون في السودان لم يشعروا يوماً بأن هناك بشر يتكلمون بخلاف العربية .. ما دفعهم إلى ممارسة كل صنوف العسف عليهم لتعريبهم!! .. ويبدو أن المحاضر- وهو من (العرب) السودانيين قد وعى الدرس ولكن بعد فوات الأوان ..
نعتز كثيرا بلغتنا العربية في السودان ولكن في نفس الوقت يؤلمنا اكثر توجه الدولة بالقتل العمد للغاتنا الافريقية في وسائل الاعلام حتى ولو كنا غير الناطقين بها…..!!!
عنوان كبير……